المدى/خاص
كشف مسؤول حكومي في محافظة صلاح الدين، اليوم الثلاثاء، عن زيادة تجربة المزارع السياحية بنسبة 50% خلال السنوات الأربع الماضية.
وقال قائممقام قضاء بلد في صلاح الدين، حيدر البلداوي، في حديث تابعته (المدى)، إن “الموقع الجغرافي لقضاء بلد وجمال الطبيعة أسهما في ولادة قطاع المزارع السياحية، خاصة وأنها الأقرب للعاصمة بغداد، ما جعلها متنفساً لآلاف العوائل لقضاء أوقات ممتعة وسط الطبيعة".
وأضاف أن "قطاع المزارع السياحية انتعش بنسبة 50% خلال السنوات الأربع الماضية، مع زيادة في أعداد المزارع والمستفيدين منها، هذا الانتعاش وفر فرص عمل وشكّل مصدر دخل لأصحاب البساتين والأراضي الزراعية، وساهم في تعزيز الاهتمام بالمزارع لما توفره من إيرادات، إضافة إلى دورها في انتعاش السياحة الداخلية وانعكاساتها التجارية والاقتصادية على المنطقة".
وحول انعكاسات هذا الانتعاش الاقتصادي، قال الخبير الاقتصادي محمد الكبيسي، خلال حديث لـ(المدى)،إن "المزارع السياحية لم تعد مجرد وسيلة للترفيه بل أصبحت محركاً اقتصادياً مهماً في صلاح الدين، إذ توفر فرص عمل مباشرة للعاملين في الزراعة والخدمات، فضلاً عن خلق وظائف غير مباشرة في قطاع النقل والمطاعم والتسويق المحلي. كما أن دخول هذه الأموال إلى الاقتصاد المحلي يسهم في رفع مستوى الدخل وتحسين جودة الحياة للأهالي".
وأضاف الكبيسي، أن "تطوير هذا القطاع يتطلب دعم الحكومة المحلية في توفير البنى التحتية والخدمات الأساسية، وتنظيم حملات ترويجية لجذب السياح من المحافظات المجاورة وبغداد، بالإضافة إلى تسهيل الحصول على التراخيص للمزارع الجديدة، ما يضمن استدامة النمو الاقتصادي المرتبط بالمزارع السياحية".
وتشير الخلفيات الاقتصادية إلى أن قطاع المزارع السياحية في العراق بدأ يكتسب زخماً منذ عام 2019، نتيجة تزايد الاهتمام بالخيارات الترفيهية الداخلية، خاصة بعد جائحة كورونا وارتفاع كلفة السفر الخارجي.
ووفق تقارير وزارة الزراعة، فإن محافظة صلاح الدين تحتل المرتبة الثانية بعد بغداد في عدد المزارع السياحية المسجلة رسمياً، بينما تشير التقديرات إلى وجود عشرات المزارع غير الرسمية تعمل في مناطق البلديات والمحافظات المجاورة، ما يعكس الإمكانات الكبيرة لهذا القطاع في دعم الاقتصاد المحلي وتنشيط السياحة الداخلية.
كما يسهم هذا القطاع في الحفاظ على المساحات الزراعية والأراضي البعلية من خلال تحويلها إلى مشروعات مربحة، ما يقلل من الهجرة نحو المدن الكبرى ويحفز على التنمية الريفية المستدامة.
