TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت المدى ومعهد غوته يستذكران وديع خوندة وزمن التوهج الموسيقي

بيت المدى ومعهد غوته يستذكران وديع خوندة وزمن التوهج الموسيقي

نشر في: 28 سبتمبر, 2025: 12:05 ص

متابعة المدى

اقام معهد غوته الألماني بالتعاون مع بيت المدى في شارع المتنبي، جلسة استذكارية للموسيقار العراقي وديع خوندة المعروف فنيا بـ (سمير بغدادي) الذي يعد من رواد الموسيقى العراقية المعاصرة. حضر الجلسة عددا من المختصين بالشان الموسيقي، ورواد بيت المدى الثقافي، وبدأ مقدم الجلسة الباحث رفعت عبد الرزاق حديثه قائلاً: لطالما اهتم معهد غوته بالتراث العراقي، وهذه المرة بالتراث الموسيقي العراقي، من خلال استذكار الملحن العراقي سمير بغدادي الذي يعد من الموسيقيين الذين رفعوا لواء الحداثة في الموسيقى العارقية.

ثم تناول المقدم السيرة الذاتية للفنان خوندة قائلا: ولد الفنان سمير بغدادي عام 1920 في محافظة الموصل من أصل كوردي وأسمه الحقيقي وديع خوندة، عمل في العام 1941 مذيعا في الإذاعة، إلا أن هذا العمل لم يستهويه، فإتجه إلى الغناء والتلحين، فقدم في بدايات حياته الفنية نفسهَ كمطربا وسجل بعض الاغاني بصوته، في عدد من الاذاعا بينها الشرق الادنى وبعض الاذاعات الاهلية، تحت اسم سمير بغدادي، كان ذلك في نهاية الاربعينيات من القرن الماضي، كما قدم حفلات أسبوعية عبر الإذاعة العراقية، وغنى فيها من ألحانه الشهيرة أغنية "شهرزاد" للشاعر عبد الرحمن الخميسي وتلحينه وكان يستعين بفرقتين كبيرتين هما فرقة الاذاعة الرسمية وفرقة اخوان الفن الأهلية.
لحن الراحل في لبنان لعدد من الأصوات المعروفة، مثل وديع الصافي وصباح ونور الهدى ونجاح سلام وزكية حمدان ونصري شمس الدين ومحمد غازي وسواهم، فقد غنى له المطرب اللبناني وديع الصافي أغنية (يا عصفور) وأغنية (غابت الشمس)، وغنت له المطربة صباح أغنيتين هما (بحياتك قلبي على نار) و(ليش بتزعل ليش بتغار)، ولحن للمطربة نجاح سلام أغنية (ألي ماعنده عاطفة)، وقدم للمطربة اللبنانية نور الهدى أغنية (الوجن)، كما قدم ألحانا لمطربين آخرين منهم سلَّامة وزكية حمدان ونازك.
ومن بين أكثر ألحانه شجىً وتألقا الأغنية التي أداها المطرب ناظم الغزالي (يامن لعبت به شمولَ)، الذي أعده عن لحن يعود أصله للموسيقار الملا عثمان الموصلي، كما غنى له الغزالي لحن (وين الكه اللي ضاع مني).
كان أول المتحدثين الخبير الموسيقي حيدر شاكر حيدر الذي قال: أنا سعيد جدا في أن يكون مرة اخرى في بيت المدى، للمشاركة في هذا الإستذكار لأحد أهم الشخصيات الموسيقية العراقية، ينتمي وديع خندة الى أسرة دينية، ومن يتعمق في السيرة اللحنية لسمير بغدادي سيجد طابعا دينيا في الكثير من ألحانه، ونتذكر هنا الموشح الذي لحنه وغنته السيدة مائدة نزهت (ألهي ما أعظمك) الذي كان ينسب خطأً للفنان روحي الخماش.
كما تطرَّق الباحث وأستاذ الموسيقى د. عبدالله المشهداني خلال إستعراضه لمسيرة خوندة الى تأثره وإعجابه بالموسيقار محمد عبد الوهاب الذي يعد إمتداد للموسيقى التطويرية التي أسسها سيد درويش قائلا:
لقد تسبب إعجابه بالمطرب عبد الوهاب بمشاكل عند دخوله الى المعهد الموسيقي الذي كان مؤسسه ومديره الموسيقي الكبير الشريف محيي الدين حيدر، فكما هو معروف أن فلسفة المعهد وعميد المعهد محي الدين كانت حريصة ومتمسكة بالحفاظ على الموسيقى التراثية، وعدم الإنجراف لإتجاهات أخرى، فعندما دخل محيي الدين يوما الى أحد الصفوف الدراسية، ووجد خوندة يؤدي أغاني عبد الوهاب وموسيقاه التطويرية، نصحه أن يلتزم بالمقطوعات الموسيقية التراثية، بإعتبارها الموروث الحقيقي لهذه الأمة.
ويشير المشهداني، الى ان خوندة إتجه في بداياته الى الغناء في اذاعة الشرق الأدنى وبعض الاذاعات الأهلية الأخرى، وقدم اغاني أعجب بها الجمهور، ويرى أن من الصعوبة إحصاء عدد الأغاني التي لحنها خوندا.
وشارك في الحديث الكاتب كريم راهي قائلا: أن الفستان الأحمر التي لحنها وديع خوندة، تنتمي الى ذروة العطاء في الأغنية البغدادية.
ويرى راهي: "ان الاغنية البغدادية تعتمد على إيقاع الجورجينا الشهير، ومن لا يعتمده لا يدخل في قطار الملحنين البغداديين، وهذا ما إعتمده خوندة في كل ألحانه، باستثناءات قليلة، أيقاع الخبب، وهو الذي يعتمد ضرب الخيول".
وأضاف راهي: أن وديع خوندة جاء الى بغداد منتصف الخمسينيات قادما من بيروت، وفي تلك الفترة كان عدد من الملحنين البغداديين الكبار يتسيدون المشهد اللحني أمثال عباس جميل ورضا علي وأحمد الخليل وغيرهم.
الخبير الموسيقي محمد لقمان تحدث عن لحن التانغو الذي إعتمده خوندة في الكثير من ألحانه، حيث قال:
ان الأغنية البغدادية مرت بثلاث مراحل، فقد كانت المرحلة الأولى، والتي تعتبر المرحلة التأسيسية والتجديدية قد وضع قواعدها الأخوين صالح وداود الكويتي، والتي أستمرت لغاية الأربعينيات، وتزامنت مع تأسيس معهد الموسيقى عام 1936 ودخول الأخوين منير وجميل بشير، وعادل خاكي، وغانم حداد، وشهدت هذه المرحلة تأثر الاغنية البغدادية بالاغاني المصرية وأغاني الأفلام، كما شهدت تحولا كبيرا من خلال تشكيل فرق موسيقية، من بينها الفرقة التي قادها الفنان منير بشير، وهذا ما منح الأغنية البغدادية تحولا مفصليا في مسيرتها.
ويضيف لقمان: ان الملحنين العراقين اتجهوا الى الـتأثر بالاساليب اللحنية الوافدة، لكنهم عادوا لينتظموا في الينبوع الأصيل وهو المقام العراقي، ثم في مرحلة ثانية مهمة في العام 1956 تأسست فرق في إذاعة بغداد قادها منير وجميل بشير وخزعل فاضل، ثم مرحلة ثالثة، كانت إحدى علاماتها هي أغنية (الفجر) التي غنتها مائدة نزهت وأعتمد فيها خوندة أيقاع التانغو، وسجلت هذه الأغنية في الأتحاد السوفيتي، وتعتبر من أهم ما أعمله.
وقدمت خلال الجلسة فرقة (أنغام التراث) عددا من ألحان الموسيقار وديع خوندة التي تعد جزء هاما من التراث الموسيقي العراقي غناها الفنان مجدي حسين، وتفاعل معها الحاضرين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مرآة الصمت والانعكاس في معرض كاظم إبراهيم

"غزال" العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير الدولية بالجزائر

الموت يغيب الفنان قاسم إسماعيل بعد صراع مع المرض

شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج

المركز الثقافي العراقي يحتفي بالذكرى العاشرة لرحيل الرشودي

مقالات ذات صلة

"غزال" العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير الدولية بالجزائر

 بغداد / علي الدليمي أعلنت نتائج المسابقة الدولية الثانية للكاريكاتير في الجزائر عن إنجاز فني عربي جديد، حيث فاز الفنان العراقي القدير "غزال محمد" بالجائزة الثانية المرموقة. وقد جاء فوز غزال عن عمله...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram