TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: رئيس وزراء مسيحي !!

العمود الثامن: رئيس وزراء مسيحي !!

نشر في: 28 سبتمبر, 2025: 12:06 ص

 علي حسين

لم أفهم السيد نوري المالكي وهو يقول إن "الدستور لا يشترط أن يكون رئيس الوزراء شيعيً".. هل فعلا يعتقد السيد المالكي ان حكومة الاغلبية اثبتت فشلها، وان خطابات من عينة " ما ننطيها " لم تعد تنفع في هذا الزمن العصيب
على مدى سنوات عشنا مع العديد من سياسيينا وعلى راسهم السيد نوري المالكي وهم يصرون على ان الجميع في العراق عليهم ان يتقبلوا حكم الأغلبية.
ربما سيغضب مني البعض عندما اقول إن طروحات العديد من مسؤولينا وساستنا ومواقفهم تتمتع بمساحة شاسعة من الضباب الكثيف، الأمر الذي يوقع متابعيهم في حيرة من أمرهم عندما يتحدثون، حيث يتداخل الرأي الشخصي مع التحزب الضيق مع رسائل يراد نقلها للمواطن العراقي الذي لا يعرف حتى هذه اللحظة : هل يصدق شعارات " بعد 100 عام ما ننطي الحكم " ام يصدق رغبة السيد المالكي بان يتولى مواطن مسيحي منصب رئيس الوزراء.
ولنعد الى جردة حساب مع السيد رئيس ائتلاف دولة القانون، فهذا هو الاهم هنا.. والتي ستأتي على شكل سؤال يشغل بال العراقيين جميعا وهم يسمعون ما قاله مؤخرا : هل نعيش حقا في بلد ديمقراطي يعيش فيه الجميع متساوين في الحقوق والواجبات، ولا سيما ان الدلائل ما نسمعه كل يوم من اناشيد تتغنى بالمصالحة والدعوة للحوار، لا تعدو كونها مسرحية كوميدية تتحول في بعض المناسبات إلى تراجيديا تدمع لها كل العيون، فنحن نعرف أن ما يقال في الغرف المغلقة يختلف كثيرا عما يقوله في الهواء الطلق من كلمات معسولة للضحك على عقول البسطاء، فما تراه الناس امامها من سلوكيات يقول إننا ابعد ما نكون عن مفهوم الحوار، فلا يزال معظم ساستنا يعتقدون أن كل الذين يخالفونهم الرأي هم خونة، ومنفذي اجندات الخارجية ويجب معاقبتهم.
يدرك المالكي جيدا ان الناس كانت تأمل ببناء وطن يتسع للجميع، لكن الواقع يقول ان البلاد لم تعد تتسع الا لاصحاب الصوت العالي وللسراق وللانتهازيين، ولمن ينالون الحظوة عند ساسة البلد الكبار، وهذا ما جعل منطق الإقصاء أو الإلغاء يسري في الحياة السياسية التي لم تعد تحمل من السياسة سوى اسمها فقط، حيث تحولت الى وكالة تجارية تدار بمنطق الغنائم، وان المعارك التي تخوضها بعض القوى السياسية ليست على بناء نظام سياسي حقيقي، وانما على من يحصل على امتيازات الصفقة ومنافعها.. واصبحت السياسة عند البعض تختزل في منصب او مقاولات او مقعد في البرلمان.
ان ترديد الشعارات والهتافات لا يطمئن الاخرين، ذلك أن المنطق الميكافيلي يتحكم في مواقف معظم المسؤولين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

"دبلوماسية المناخ" ومسؤوليات العراق الدولية

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram