TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > الجبهة الملحية تدمر طوائف النحل وتقلص  إنتاج العسل في البصرة

الجبهة الملحية تدمر طوائف النحل وتقلص  إنتاج العسل في البصرة

نشر في: 30 سبتمبر, 2025: 12:04 ص

 المدى | عمار عبد الخالق

تشهد محافظة البصرة خلال السنوات الأخيرة تراجعاً حاداً في إنتاج العسل نتيجةَ تقدم الجبهة الملحية في شط العرب، الذي أدى إلى هلاك طوائف النحل وموت الغطاء النباتي الذي يعتمد عليه في غذائه، بما في ذلك الأشجار الرحيقية مثل الأوكالبتوس وأشجار البراهم، إضافةً إلى المحاصيل الزراعية التي يزور النحل أزهارها في فصل الربيع مثل محصول الجت ومحاصيل الخضر الموسمية.

وقال د. محمد الديراوي، معاون مدير مكتب زراعة البصرة، لـ«المدى» إن ملوحة المياه دفعت المزارعين إلى الامتناع عن زراعة بعض المحاصيل في مناطق جنوب وشرق المحافظة، بينما ظلت مناطق شمال البصرة أقل تأثراً بفضل مياهها العذبة نسبياً وملوحتها المنخفضة.
وأوضح أن تقدم المد الملحي أدى إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق المتضررة بأكثر من 60 %، ما اضطر النحالين إلى نقل خلايا النحل إلى مناطق تتوافر فيها مصادر مياه عذبة لضمان استمرار إنتاج العسل.
وأضاف أن إنتاج العسل الخريفي، المقرر فرزه أوائل شهر تشرين الثاني، من المتوقع أن يتأثر أيضاً بسبب الهلاكات التي أصابت الخلايا بفعل المد الملحي، مع تباين التأثير حسب كثافة الخلايا وتوفر الموارد الغذائية والمائية في كل منطقة.
ومن جانبه أكد د. محمد شاكر، رئيس قسم الأحياء البحرية في جامعة البصرة، لـ«المدى» أن مربّي النحل تكبدوا خسائر اقتصادية جسيمة بسبب الجبهة الملحية، سواء نتيجة الأسباب المباشرة أو غير المباشرة، مشيراً إلى أن هذه الخسائر شملت الوقت والجهد والمال.
وبيّن أن الأضرار ليست جديدة، فقد تكررت كلما تقدمت الجبهة الملحية في أعوام 2009 و2011 و2012 و2013 و2018.
وأضاف أن استمرار تقدم الجبهة الملحية من جنوب البصرة نحو شمالها، باستثناء بعض المناطق غير المتضررة مثل المدينة والهوير وشمال ناحية الشافي، يعني أن مشاريع تربية النحل في بقية المناطق ستظل مهددة بالفشل، فبالاضافة الى الغطاء النباتي فان النحل يحتاج إلى الماء بشكل أساسي، ولا سيما في فصل الصيف، لضمان بقائه واستمراره في إنتاج العسل. وأشار د. شاكر إلى أن كلية الزراعة لم تُجرِ حتى الآن تجارب عملية متخصصة لدراسة تأثير الجبهة الملحية على تربية النحل، لكن الإحصائيات المتوفرة لدى الشعب الزراعية التابعة لمديرية زراعة البصرة ولجان الجرد المكلفة برصد أضرار الجبهة الملحية أظهرت حجم الخسائر بوضوح، حيث سُجل تدمير أعداد كبيرة من طوائف النحل نتيجة تغيّر خواص المياه، وهو ما يعكس التأثير المباشر وغير المباشر للمد الملحي على هذا القطاع الحيوي.
وأشار الخبير الاقتصادي د. باسم الحداد، لـ«المدى»، إلى أن تراجع إنتاج العسل وانقراض طوائف النحل ينعكس بشكل مباشر على الاقتصاد المحلي لمربي النحل والفلاحين، مشيراً إلى أن الخسائر المادية تشمل استثمارات كبيرة في شراء الخلايا والمعدات ومصاريف التشغيل، وأن استمرار هذه الأزمة سيؤدي إلى ارتفاع أسعار العسل في الأسواق المحلية وربما نقصه، مما يضر بالقدرة الشرائية للمستهلكين ويزيد من الضغط على القطاعات الزراعية المرتبطة بالنحل.
وختم حديثه بالقول إنّه بسبب هلاك الغطاء النباتي وانقراض طوائف النحل، يمكن القول إن إنتاج العسل في المناطق المتضررة أصبح شبه معدوم، ما يطرح تحديات كبيرة أمام مربي النحل والحركة الاقتصادية المرتبطة بهذا القطاع في البصرة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram