تشهد مدينة السماوة، مركز محافظة المثنى، ركوداً واضحاً في النشاط الفني والثقافي، نتيجة غياب المسارح وضعف المراكز القادرة على احتضان الفعاليات، في وقت يحمّل فنانون ومثقفون الحكومة المحلية مسؤولية هذا التراجع بسبب غياب التخطيط والدعم المالي.
المحافظة التي تضم أكثر من مليون نسمة لا تمتلك سوى قاعة واحدة، بالكاد تستوعب النشاطات.
ويؤكد نقيب الفنانين في المثنى حسين عباس أن غياب مسرح خاص يجعل من إنتاج الأعمال المسرحية أمراً شبه مستحيل، مشيراً إلى أن قاعات مثل «ساوة» ما زالت متضررة منذ عام 2003، و«قاعة الصداقة» متروكة للإهمال، بينما مشروع «قصر الثقافة» متوقف رغم توفر التخصيص المالي لعدم حسم الأرض المخصصة للبناء.
إلى جانب أزمة البنى التحتية، يبرز غياب التمويل الثقافي. ويقول عباس إن ميزانية المحافظة لم تتضمن يوماً جزءاً واضحاً لدعم الفن، ما انعكس على الفنانين الذين يعجزون عن تمويل العروض المسرحية بجهود فردية.
ويرى الباحث علي حسن أن النظر إلى الثقافة باعتبارها ترفاً خطأ استراتيجي، موضحاً أن المسرح أداة لتشكيل وعي المجتمع، وأن غياب الفضاءات الثقافية يفتح الباب أمام تفكك اجتماعي وانشغال الشباب بأنشطة هامشية.
نقيب الفنانين يستعيد تجربة فقدان مقر النقابة وسط المدينة بعد 2003، والذي تحول إلى ورشة خاصة بعد هدم مسرحه. ومنذ ذلك الحين، لم ينجح الفنانون في استعادة المقر أو الحصول على بديل. ويعتبر عباس أن غياب البيت الثقافي أسهم في تعميق الأزمة، إذ لم يعد هناك مكان ثابت للنشاطات. هذا الغياب انعكس على الشباب. ويقول عباس إن غياب المراكز الثقافية دفعهم نحو المقاهي، فيما يعبر الشاب علي الفرطوسي عن خيبته لعدم توفر أماكن للتدريب، رغم شغفه بالمسرح منذ الطفولة.
الأزمة لا تتوقف عند الجانب الثقافي، بل تمتد إلى الاقتصادي. ويوضح عباس أن المسرح التجاري يمكن أن يوفر دخلاً للفنانين، ويمنح المجتمع متنفساً، بينما يبقى مسرح الطفل غائباً رغم أهميته التربوية.
أما عن المشاريع المستقبلية، فيشير عباس إلى وعود حكومية بزيارة وزير الثقافة لمناقشة مشروع «قصر الثقافة»، لكنها لم تتحقق حتى الآن، ما يجعل الفنانين يدورون في حلقة من الوعود المؤجلة.
الفنانون والمثقفون في المثنى يجمعون على مطالب أساسية، أبرزها توفير مقر دائم للنقابة يتضمن مسرحاً وقاعة عرض، تفعيل مشروع قصر الثقافة، وتخصيص ميزانية سنوية للنشاطات الفنية. وبين هذه المطالب وغياب التنفيذ، تبقى السماوة مدينة
السماوة.. غياب المسارح وتوقف التشاط الثقافي والفني

نشر في: 30 سبتمبر, 2025: 12:06 ص









