علي حسين
بعد "رؤيتي" و"قصتي" ، يخرج لنا حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد تحفته الجديدة " علمتني الحياة "، وفيها يخبرنا أن مسيرته في التنمية والاعمار والبناء والرقي السياسي والتواضع الإنساني ، ستبلغ قريبا عامها الـ 60 " ، نمت فيها دبي لتصبح واحدة من أقوى الاقتصاديات وأهم مركز لكبرى الشركات العالمية، من التكنولوجيا إلى الذكاء الاصطناعي ، ومن متاحف المستقبل الى المكتبات التي تضاء بملايين الكتب ، بلاد احلامها مستمرة ، وليس على أراضيها شعارات وخطب ، وإنما فرص عمل تحمي المجتهدين وتنهض بشعب الامارات وتجنبهم صراعات سياسيي الصدفة . حاول أن تقرأ ثلاثية الشيخ محمد بن راشد ، لكي تعرف ما الذي يجعل البلدان تعيش عصر السعادة الدائمة . انها مسيرة عمل وتاريخ انجازات مذهلة ، يضع لنا فيها الشيخ محمد بن راشد خلاصة تجاربه ، في كلمات بسيطة في عباراتها ، عميقة في معانيها ، صريحة في مواقفها ، تصل من قلب الحاكم الى قلب المواطن لتقدم له تجربة إنسانية تتداخل فيها الأفكار والمبادئ والاحلام والرؤى والمشاريع والمنجزات وقيم الحكم الرشيد ، صفحات متفردة وفائقة الندرة يؤرشف فيها لمسيرة نادرة في تاريخ البلدان العربية . لكي تقدم خلاصة تجربتك للاجيال يجب أن تكون صادقاً. الصدق وحده الذي ينهض بالشعوب ، ويسد أبواب المهاترات السياسية ، وينمي الثروات ويرمي الفشل خارج البلاد ، من يريد ان يلمس عمق كلمات محمد بن راشد وتاثيرها فليذهب إلى دبي ويرى النهضة الكبيرة التي تشهدها هذه المدينة ، مثلما تشهدها ايضا كل مدن دولة الامارات العربية المتحدة . على مدى سنوات عمله التي تقترب من الستين عاما ورغم التطور الكبير الذي تشهده دبي ، فان الشيخ محمد بن راشد يردد في صفحات كتابه الجديد : " ان الأفكار أدوم .. والمفاهيم أشمل.. والمبادئ أعظم." ، فهو يؤمن أن ما حدث في الإمارات هو بداية الطريق لانطلاقات أكبر وانجح . يثبت لنا كتاب " علمتني الحياة " أن هناك طريقين للحكم : طريق تعيش فيه البلاد في ظل نظام طبيعي عادي ليس فيه شعارات وحروب، وطريق تتبدد فيه الثروات مثلما تتبدد فيه مصائر الناس ، وقد اختارحكام الامارات العيش في نظام يحترم الحياة . الذين يقلبون صفحات كتب الشيخ محمد بن راشد ، سيدركون قضية جوهرية خلاصتها : لكي تبقى ذكراك ساطعة في نفوس أبناء بلدك، عليك أن تحررهم من العوز والخوف من المجهول . وان تحجز لمواطنيك مكاناً في المستقبل. اتمنى أن يقرأ جميع الساسة العراقيين، ثلاثية الشيخ محمد بن راشد ، فسوف يتبين لهم بوضوح معنى الحكم، وقيمة الشعور الوطني ، وكيف يواجه الحاكم تحديات الزمن ، ليقدم لنا تجربة انسانية تحيطها المشروعات الكبرى، وتحمل معها رهافة في الحس ، ورقي في المواقف الإنسانية









