TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > الموصل تستعين بـ«السكلات» للدعاية الانتخابية.. وبعض المرشحين يتسببون بتوقف عمل العيادة الطبية الخيرية

الموصل تستعين بـ«السكلات» للدعاية الانتخابية.. وبعض المرشحين يتسببون بتوقف عمل العيادة الطبية الخيرية

نشر في: 1 أكتوبر, 2025: 12:20 م

الموصل / سيف الدين العبيدي

 

 

يستعد المرشحون لبدء الحملة الدعائية الرسمية لهم في ٨ تشرين الأول، وهذه المرة استعانوا بطريقة جديدة لنشر صورهم من خلال وضع الصقلات الحديدية أو «السكلات» في المواقع المميزة بشوارع الموصل، خاصة عند التقاطعات وحجز مكان مسبق.

 

 

وذلك بعدما منعت البلدية وضع الملصقات أو اللافتات على جدران المباني العامة أو أسوار الحماية بالشوارع، هذا ما دفع إلى اتخاذ طرق جديدة، وجاء بالاتفاق مع البلدية التي فضلت أن تكون بهذه الطريقة بدلاً من وضعها على الأرصفة واستخدام اللحام الحديدي الذي يضر بالأرضية، لكنها دعت في ذات الوقت إلى عدم وضع «السكلات» في التقاطعات القريبة من العجلات وكذلك في المناطق الخضراء التي تؤثر على المزروعات وتواجد العوائل فيها.
هذا الأمر أدى إلى استياء بعض الموصليين من هذه الطريقة واعتبروها تشويهاً للشوارع. الناشط محمد العدواني، بحديثه للمدى، حذّر من احتمالية سقوط أجزاء من هذه الصقلات على الشوارع وقد تُعرّض الناس للإصابة، ويتساءل: في حال حدوث أي إصابة، من سيتحمل المسؤولية؟ المرشح أم مدير حملته أم الجهات الحكومية؟ وطالب بإزالتها تفادياً لأي حادث.
مدير إعلام مفوضية الانتخابات بنينوى سفيان المشهداني أكد للمدى أن هذه الطريقة مخالفة للقوانين، وقد رصدوا الكثير من الحالات وقدمتها إلى بغداد، وهي في صدد إصدار غرامات بحقهم. ودعت المفوضية المرشحين إلى استخدام طرق أفضل، منها تعليق الصور على واجهات العمارات والمباني الكبيرة والشاشات واللوحات النظامية المنتشرة في الجزرات الوسطية، إضافة إلى وضعها في مواقع مناسبة لا تعيق حركة السير.
لكن يحيى سالم، مدير إحدى الحملات الانتخابية، أكد بحديثه للمدى أن الطريقة ابتكرها في انتخابات مجلس المحافظة عام ٢٠٢٣ وطبقها هذه المرة أيضاً، وهي ظاهرة حضارية وفيها جمالية وبعيدة عن الشوارع ولن تؤذي المواطنين، بدلاً من حفر الأرصفة والتسبب بضررها، وسوف تُزال بطريقة فنية بعد الانتخابات.
في الوقت ذاته، أغلقت عيادة الموصل الخيرية أبوابها الأسبوع الماضي، وذلك بسبب ما تتعرض له من مضايقات من قبل مكاتب المرشحين الذين يرسلون بعض المرضى إلى العيادة دون حجز مسبق، وهذا ما يربك عملهم. حيث أوضح مسؤول العيادة صلاح الوراق أن العيادة منذ ٣ سنوات وهي تعمل بهدوء وتفتتح الخميس من كل أسبوع بتقديمها الاستشارات والعلاجات المجانية لأكثر من ٣٠٠ شخص أسبوعياً من العوائل الفقيرة والمتعففة، والذين يأتون بحجز مسبق ويتلقون الاستشارات بشكل منظم، لكن ما أضر عملهم هو قيام بعض المرشحين بإرسال المرضى من قبلهم أو يرسلون أشخاصاً معهم من مكاتبهم وفرضهم على تلقي الاستشارات الطبية دون موعد مسبق، مما يجعل سير العمل غير منتظم. وأضاف أن المضايقات بدأت منذ ٥٠ يوماً، ولكن مجلس إدارة العيادة قرر توقف تقديم الخدمات الطبية قبل أسبوعين، ثم عاود عمله لكن بشكل متنقل من أجل إعانة المرضى المتعففين المعتمدين على العيادة.
فيما رفضت واستنكرت مديرية تربية نينوى التجاوزات التي صدرت من بعض المرشحين والنواب، والمتمثلة بمحاولات التدخل في شؤون إدارات المدارس والدعوة إلى انتخاب شخصيات معينة، وأكدت أن المؤسسات التربوية والتعليمية بعيدة عن التجاذبات والمصالح السياسية والانتخابية، وأنها لن تتهاون مع التجاوزات أو أي ابتزاز يتعرض له مديرو المدارس أو الهيئات التعليمية، وستتخذ الإجراءات القانونية الأصولية بحق كل من يثبت تورطه بمثل هذه الممارسات المخالفة للقوانين.
الحملات الانتخابية عادة ما تشهد أساليب متعددة للدعاية، منها الملصقات على الجدران، اللوحات الإعلانية، واستئجار الفضاءات الإعلامية. لكن منذ انتخابات 2018 وما بعدها، بدأت المفوضية والبلديات تفرض قيوداً مشددة على استخدام الأرصفة والجدران العامة حفاظاً على جمالية المدن ومنع التجاوزات، مما يدفع المرشحين لاختراع طرق بديلة مثل استخدام "السكلات" في الموصل هذه المرة.
مدينة الموصل ما زالت تعاني من آثار الدمار الكبير الذي خلفته الحرب ضد داعش (2014–2017). ورغم عمليات الإعمار، تبقى البنى التحتية والشوارع بحاجة إلى تنظيم، لذلك ينظر السكان بحساسية إلى أي مظاهر قد تشوه المشهد العمراني أو تضر بالسلامة العامة. ولهذا يُنظر إلى "السكلات" الدعائية على أنها مصدر إزعاج أو خطر محتمل.
لطالما كانت المدارس والجامعات في العراق هدفاً لمحاولات بعض الكتل السياسية لاستخدامها في الترويج الانتخابي. وزارة التربية ومفوضية الانتخابات تكرران التحذير من استغلال المؤسسات التعليمية في الدعاية، لكن مثل هذه الممارسات تتكرر خاصة في المحافظات التي تشهد منافسة انتخابية شديدة مثل نينوى.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram