 متابعة المدى

النجاح و الانتشار له مميزات وظواهر كثيرة ولكن في صناعة الموسيقى الحديثة، اصبح يُقاس النجاح بشكل كبير بمقاييس الانتشار على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي واهمها الاستماع إلى الأعمال الموسيقية عبر منصة سبوتيفاي في الانترنيت اضافة الى حصور إسطوانة .

يُقدر عدد مستمعي العزف العراقي احمد مختار في هذه الشبكة حالياً بحوالي 11.2 ألف شهريا والعدد في ازدياد. "اسطوانة الحمراء" هو ثمرة تعاون جديد وفريد بين أحمد مختار وإغناسيو لوساردي. إنه أكثر من مجرد لقاء بين الآلات؛ إنه تتويج لما يقرب من عقد من الحوار الموسيقي بين العود وجيتار الفلامنكو. استغرق المشروع عدة سنوات، حيث خصص الموسيقيان وقتًا ليس فقط لفهم بعضهما البعض بل لأسلوب المحاكات و التحاور بين الآلتين.
وعلى مدار السنوات الثماني الماضية، وضع مختار مقطوعاتٍ تُعطي كل آلةٍ دورها الخاص في كل مُؤلَّفة موسيقية . لذا تجد الآلتين يتبادلان العبارات في نداءٍ واستجابة، كما في مقطوعة "سماعي عجم"، حيث تتشابك الخطوط اللحنية معًا برقصةٍ حماسية. وفي أحيانٍ أخرى، كما في "البصرة"، يتولى الغيتار زمام المبادرة الغنائية بينما يُرسِّخ العود المقطوعة، مُمثِّلًا المدينة العراقية التي سُمِّيَ المؤلف باسمها مستثمرا صدى المكان.
وقد تم تأليف كل مقطوعةٍ موسيقية برؤيةٍ مُحددة. فمثلا تستند مقطوعة "الفتاة البغدادية" إلى لحن عراقي تقليدي مُعاد تخيله، مُستحضراًً الحنين إلى الماضي، بينما تستكشف "ضفاف النهر" أوجه التشابه بين بغداد ولندن؛ عاصمتين تتدفق أنهارهما كخطوط الحياة. اما "ارتجال" فهو حوار بين العود و الجيتار الفلامنكو، حيث يتولى كل منهما الدور الموسيقي للآخر
وفي لمسة جديدة على التقاسيم، يأخذ الجيتار تقنيات التقاسيم العربية، بينما يستكشف العود ارتجالات الفلامنكو.
سُجِّل الألبوم مباشرةً على مدار عدة أيام في كنيسة هوكستون الأثرية بلندن، مستثمرين صدى المكان ليضفي على الموسيقى أصالة وحيوية ورؤية مُحددة.
"لذا تعتبر إسطوانة الحمراء من ناحية التأليف والأعداد و الإنتاج جسرٌ بُني بعناية بين التقاليد و الحداثة ، وصُمِّمَ عبر سنوات من الصداقة والتدريس والتجريب والبحث الموسيقي.