TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > مرور الأنبار يمنع مبيت سيارات الحمل الكبيرة داخل الأحياء السكنية لإعتبارات أمنية وخدمية

مرور الأنبار يمنع مبيت سيارات الحمل الكبيرة داخل الأحياء السكنية لإعتبارات أمنية وخدمية

نشر في: 1 أكتوبر, 2025: 01:10 م

المدى/خاص
أعلنت مديرية مرور الأنبار، صدور قرارات تمنع مبيت سيارات الحمل الكبيرة بمختلف أنواعها داخل الأحياء السكنية، في خطوة تهدف إلى الحد من المخاطر الأمنية والخدمية الناتجة عن تواجد هذه المركبات في مناطق سكنية مكتظة.
وقال إعلام المرور في حديث لـ(المدى)، إن "مبيت الصهاريج أو المركبات الكبيرة في الأحياء السكنية يشكل خطراً كبيراً على السكان والبنية التحتية، إذ قد يؤدي أي خلل فني أو حريق إلى كوارث، كما حدث في حادث انفجار صهريج ببغداد العام الماضي داخل منطقة سكنية، ما أسفر عن خسائر مادية وبشرية كبيرة". وأضاف أن "المركبات الكبيرة تحتل مساحات واسعة من الشوارع وتسبب أضراراً في البنى التحتية، فضلاً عن التلوث الناتج عن عمليات الصيانة والمخلفات المتراكمة، وهو ما يضر بالصحة العامة ويؤثر على جودة الحياة في الأحياء".
وأشار إلى أن "الكثير من الشكاوى تصل من المواطنين بهذا الخصوص، وغالباً ما تكون ضد جارٍ لهم، لكنهم يتجنبون المواجهة المباشرة لتفادي المشاكل، فتُقدَّم الشكاوى بسرية تامة من دون الكشف عن أسماء أصحابها". وأكد أن "منزل المواطن وحدوده تقف عند سياجه الخاص، أما الشارع والأرصفة فهي ملك عام لا يجوز التعدي عليها"، لافتاً إلى أن القرار لا يمنع دخول هذه المركبات إلى الأحياء، إنما يقتصر على منع مبيتها فيها.
وعن أهمية القرار، قال الناشط المدني علي سلمان،في حديث لـ(المدى) إن "هذه الخطوة مهمة للحفاظ على الأمن والسلامة في الأحياء السكنية، خصوصاً في ظل التزايد الكبير لعدد الصهاريج والمركبات الثقيلة التي تستخدم لنقل المواد النفطية والبضائع، والتي في حال حدوث أي حادث معها، يمكن أن تتحول إلى كارثة حقيقية".
وأضاف سلمان أن "القرار يعكس وعي السلطات بخطر استخدام الشوارع العامة كمواقف دائمة لهذه المركبات، ويجب أن يصاحبه تطبيق صارم ومتابعة ميدانية، لضمان التزام السائقين بالقانون".
صوت المواطن
من جانبه، عبّر المواطن سلام عبيد عن ارتياحه للقرار قائلاً: "لطالما عانينا من وجود هذه المركبات الكبيرة في حيّنا، فهي تحجب الرؤية أثناء القيادة، وتعيق حركة السيارات والمشاة، إضافة إلى الضوضاء والدخان الصادر عنها. نأمل أن يتم تطبيق القرار بشكل فعّال وأن نجد الشوارع آمنة للأطفال وكبار السن".
وأضاف عبيد لـ(المدى) أن "السكان يعانون أيضاً من خوف دائم من احتمالية حدوث حريق أو انفجار، كما سمعنا عن حوادث مماثلة في محافظات أخرى، لذلك فإن هذا القرار ضروري للحفاظ على أرواح الناس وممتلكاتهم".
تشهد العديد من مدن العراق، بما فيها الرمادي ومناطق أخرى في الأنبار، انتشاراً متزايداً لسيارات الصهاريج والمركبات الثقيلة داخل الأحياء السكنية، وهو ما أثار قلق المواطنين والسلطات المحلية على حد سواء. وتعتمد بعض الشركات على مبيت مركباتها في الشوارع لأيام طويلة بسبب نقص ساحات مخصصة، ما يزيد من المخاطر الأمنية والصحية ويعيق حركة المرور.
وبحسب خبراء مرور، فإن هذه الظاهرة ليست جديدة، لكنها ازدادت خلال السنوات الأخيرة نتيجة توسع المدن وغياب البنية التحتية الملائمة لمواقف المركبات الكبيرة. ويؤكد الخبراء أن أي حادث متعلق بمركبة كبيرة في منطقة سكنية، سواء كان حريقاً أو انفجاراً، قد يؤدي إلى خسائر جسيمة، ويطال غالباً السكان الأبرياء.
وفي السياق نفسه، دعا البعض إلى إنشاء ساحات مخصصة لمبيت هذه المركبات بعيداً عن الأحياء السكنية، مع فرض رقابة صارمة على أصحابها لضمان الالتزام بالقوانين واللوائح المحلية. كما حثّ ناشطون مدنيون على ضرورة إشراك المجتمع المحلي في متابعة تطبيق القرار، لضمان عدم التهاون أو التجاوزات.
تأثير القرار على الحياة اليومية
من المتوقع أن يخفف القرار الجديد من التلوث البيئي والضوضاء في الأحياء السكنية، ويتيح حرية حركة أكبر للمواطنين والمشاة. كما أنه يحد من الأضرار التي قد تلحق بالبنية التحتية مثل الأرصفة والشوارع، ويقلل من فرص وقوع حوادث السير بسبب انسداد الطرق بالمركبات الكبيرة.
ويؤكد مختصون أن نجاح القرار يعتمد على وعي السائقين وتعاونهم مع السلطات، إضافة إلى فرض العقوبات على المخالفين، لضمان أن تكون الأحياء السكنية أماكن آمنة وصالحة للعيش.
يبقى قرار منع مبيت المركبات الثقيلة في الأحياء السكنية خطوة هامة لتعزيز السلامة العامة والحد من المخاطر المحتملة، لكنه يحتاج إلى متابعة دائمة وتعاون بين المواطنين والسلطات، لضمان أن تتحقق أهدافه بشكل فعلي ويستفيد السكان من بيئة معيشية أكثر أماناً ونظافة.
يشكل مبيت الصهاريج والمركبات الثقيلة في الأحياء السكنية تهديداً أمنياً مباشراً، ليس فقط بسبب الخطر المحتمل للحريق أو الانفجار، بل أيضاً لارتباط هذه المركبات أحياناً بعمليات نقل مواد قابلة للاشتعال أو كيميائية. وتوضح التقارير الأمنية أن وقوع أي حادث مع مركبة كبيرة قد يتسبب في أضرار جانبية بعيدة المدى، تشمل تعطيل الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، وقطع الطرق الحيوية أمام سيارات الإسعاف والإطفاء، مما يزيد من صعوبة التعامل مع أي حادث.
وتشير الجهات المختصة إلى أن المناطق السكنية المكتظة بالسيارات الكبيرة تصبح أهدافاً محتملة للحوادث العمدية أو التخريب، إذ توفر المركبات الكبيرة بيئة يمكن استغلالها لتنفيذ أعمال تخريبية أو تهريب، نتيجة صعوبة المراقبة الدائمة لهذه المركبات في شوارع ضيقة ومزدحمة. ويؤكد خبراء الأمن أن أي تأخير في الاستجابة لحوادث مثل الحريق أو التسريب الكيميائي قد يؤدي إلى كارثة جماعية، وهو ما يجعل منع مبيت هذه المركبات في الأحياء السكنية إجراءً وقائياً ضرورياً.
كما يشير ضباط في الشرطة المحلية إلى أن بعض السائقين يستخدمون الشوارع كمواقف دائمة لتجنب رسوم المواقف أو لسهولة الوصول إلى أماكن العمل، ما يزيد من الضغط على قوات الأمن ويجعل الرقابة أكثر صعوبة. إضافة إلى ذلك، فإن التكدس المستمر للمركبات الثقيلة يؤدي إلى صعوبة وصول الدوريات الأمنية، ويعرقل عمليات التفتيش الروتينية والتدخل السريع عند الطوارئ.
وفي السنوات الأخيرة، أظهرت عدة حوادث انفجار أو حريق في مناطق أخرى من العراق أن المركبات الكبيرة في الأحياء السكنية تزيد من حجم الأضرار بشكل كبير مقارنة بمناطق صناعية أو مواقف مخصصة، حيث تكون المخاطر محدودة ومساحات الإخلاء متاحة بسهولة. لهذا السبب، تعتبر السلطات أن القرار الجديد لا يقتصر على تنظيم حركة المرور، بل يمثل جزءاً من استراتيجية أمنية أوسع تهدف إلى حماية الأرواح والممتلكات وتقليل احتمالات وقوع كوارث يمكن تفاديها.
ويحتاج تطبيق هذا القرار يحتاج إلى تعاون مجتمعي، حيث يُعد الإبلاغ عن أي مخالفة جزءاً أساسياً من الإجراءات الوقائية، ما يعكس دور المواطن في تعزيز الأمن العام إلى جانب السلطات. كما أن نجاح القرار مرتبط بإنشاء ساحات مخصصة بعيداً عن الأحياء، مزودة بمراقبة دورية وأنظمة إطفاء متقدمة، لضمان عدم انتقال المخاطر إلى المناطق السكنية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram