TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > واسط غاضبة على مرشحيها بسبب غياب البرامج الانتخابية

واسط غاضبة على مرشحيها بسبب غياب البرامج الانتخابية

المكاتب الخدمية أسلوب جديد لخداع المواطن

نشر في: 2 أكتوبر, 2025: 01:14 ص

واسط / جبار بچاي
يبدو أن المكاتب الخدمية للمرشحين في محافظة واسط هي الطريق الأسرع لكسب ودّ المواطن والتأثير فيه من أجل كسب الأصوات، بعد أن انتشرت على نحو لافت وصار لكل مرشح أكثر من عشرة مكاتب خدمية موزعة بين الأقضية والنواحي، في وقت غابت البرامج الانتخابية تمامًا عند المرشحين، ما أثار استياء المواطنين، خاصة النخب المثقفة.
المكاتب الخدمية لا تعدو كونها دكاكين لبيع بضاعة فاسدة منتهية الصلاحية للمواطن، الذي يتردد في الغالب بين أكثر من مكتب خدمي لهذا المرشح أو ذاك من أجل الحصول على ضالته وتحقيق مطالبه، سواء كانت تتعلق بالخدمات أو النقل من هذه الدائرة أو ذاك القسم أو طلب التعيين وغيرها من المطالب التي لا يمكن لأي مرشح تحقيقها ما لم يكن يمسك سلطة تنفيذية أو تشريعية. وإذا كانت بيده السلطة وسخّرها لتلبية مطالب الناس، فذلك مخالف للعرف الانتخابي ويُعد استغلالًا لموارد الدولة طالما كان المسؤول التنفيذي أو التشريعي مرشحًا.
يقول المواطن حسنين فالح من مدينة الكوت إن «المدينة أصبحت تعج بعشرات المكاتب التي يُطلق عليها خدمية، تتبع هذا المرشح أو ذاك، ولا أفهم معنى كونها خدمية طالما أن المرشح لا يملك أي سلطة في الوقت الحاضر».
وأضاف في حديثه لـ (المدى): «المكاتب الخدمية أسلوب جديد لخداع الناس وإيهامهم، خاصة الطبقة الفقيرة التي تنطلي عليها الوعود والأكاذيب، وما أكثرها في تلك الدكاكين، في وقت لم نسمع فيه أي مرشح تناول برنامجه الانتخابي ودعا الناس لمناقشته حول البرنامج للتعرف على تقبّلهم أو رفضهم له، أو النقاش حول الإضافة والتعديل والتغيير فيه».
وأكد أن «غياب البرامج الانتخابية وعدم التطرق لها بالمجمل العام يعطي دليلاً على ضعف المرشح وعدم قدرته على تحقيق التغيير المنشود الذي يطمح إليه ويريده المواطن في حال أصبح نائبًا تحت قبة البرلمان، لذلك نجد هناك نقمة واضحة عند الناس إزاء أغلب المرشحين».
من جانبه، ذكر سليم قاسم البناء أن «المرشح يدرك جيدًا حاجة المواطن لتقديم المساعدة المالية أو المساعدة المعنوية الأخرى، كأن تكون طلب نقل أو تعيين أو غير ذلك، ما دفع أغلب المرشحين لفتح مكاتب خدمية. وتوزعت تلك المكاتب في الأقضية والنواحي تبعًا للثقل المالي والاجتماعي للمرشح، لتكون في المحصلة مصيدة للناس البسطاء من أجل كسب أصواتهم».
ويروي البناء حكاية لقريب له جنى في يوم واحد أكثر مما جناه خلال أسبوع، بعد أن تجوّل بين تسعة مكاتب خدمية للمرشحين من مختلف الكتل والأحزاب وقدم لهم طلبات مختلفة، لكنه لم يحصل سوى على وعود كثيرة.
واشار إلى أن «بعض الناس الفقراء وجدوا في تلك المكاتب فرصة للحصول على الأموال بعد تقديم طلبات للمساعدة للمرشحين، وهذا بحد ذاته ضحك على الذقون، فالمواطن يحصل على المساعدة لكنه يوزع وعوده هنا وهناك بالتصويت لهذا المرشح أو ذاك».
وأكد «الغياب التام لأي برنامج انتخابي من قبل المرشحين، وماذا يمكن أن يقدم المرشح لأبناء المحافظة مستقبلًا فيما لو أصبح عضوًا في البرلمان، ما يعني أن المرشح لا يعي دوره وماذا يجب أن يقدم للناس وكيف يمكن إقناعهم بالتصويت له دون غيره بناءً على برنامج طموح».
وانتقد الإعلامي جلال الشاطي طريقة وأسلوب تعامل المرشحين مع الناخب الواسطي، كونهم اعتمدوا أسلوب الخداع عبر ما يسمونها المكاتب الخدمية التي ظهرت على نحو لافت في هذه الدورة الانتخابية، في وقت غابت تمامًا البرامج الانتخابية.
وقال: «ليست المكاتب الخدمية أسلوب خديعة فحسب، بل هناك من يقوم بالتهميش على طلبات المواطنين مستخدمًا القلم الأحمر، وهذه طامّة كبرى».
يُذكر أن عدد المرشحين خلال الدورة الانتخابية الحالية لمحافظة واسط بلغ 246 مرشحًا، بينهم 178 رجلًا، إضافة إلى 68 امرأة، موزعين بين ثمانية تحالفات وتسعة أحزاب، إضافة إلى تسعة مرشحين منفردين. ويتنافس هؤلاء المرشحون لشغل 11 مقعدًا في البرلمان عن محافظة واسط، إضافة إلى مقعد كوتا الكورد الفيلية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram