 بابل / المدى

تشهد بعض المدن العراقية، ومنها بابل، تزايداً في القلق المجتمعي إزاء ارتفاع حالات ومحاولات الانتحار بين المراهقين، ما دفع الجهات الرسمية إلى تفعيل دور الباحث الاجتماعي في المدارس خلال العام الدراسي الجديد 2025 – 2026.
يروي أحد الآباء من محافظة بابل معاناته مع بناته المراهقات، قائلاً إنه يعيش صراعاً بين رغبته في حمايتهن من ضغوط الحياة وخوفه من أن تدفع أي كلمة غير محسوبة إحداهن إلى الانتحار. ويؤكد أنه لاحظ تغيراً في سلوك ابنته الكبرى خلال الأشهر الأخيرة، إذ أصبحت تميل إلى العزلة وتردد عبارات عن فقدان الأمل، مشيراً إلى أنه أصبح يخشى حتى الحديث معها حول دراستها أو نشاطها الاجتماعي.
ويقول الأب إن نجاح ابنته في المدرسة لم يعد يعني له الكثير بقدر حرصه على بقائها على قيد الحياة، في إشارة إلى حجم القلق الذي بات يسود الأسر العراقية أمام تزايد الظواهر النفسية والاجتماعية بين الشباب.
من جهته، يؤكد مدير مكتب حقوق الإنسان في بابل أحمد العطار أن «مسؤولية متابعة الأبناء ومراقبة سلوكهم تقع أولاً على الأسرة قبل الدولة»، مبيناً أن وزارة التربية أوعزت إلى إدارات المدارس بتفعيل دور الباحث الاجتماعي للحد من حالات الانتحار ومتابعة الطلبة المعرضين للأزمات النفسية.
وأشار العطار في تصريح صحفي إلى أن «العامل الأهم في مواجهة الظاهرة هو الأسرة المتماسكة التي تفرد وقتاً للتحدث مع الأبناء ومعرفة مشاكلهم»، معتبراً أن «الانتحار ليس حلاً بل هروب من واقع لم يتمكن الشاب أو الطفل من تجاوزه».
ودعا العطار الشباب إلى التواصل مع المختصين النفسيين وكبار السن أو الشخصيات الاجتماعية في مناطقهم عند مواجهة الأزمات النفسية، مؤكداً أن اللجوء إلى المعالجات الواقعية أفضل من الاستسلام للأفكار السلبية.
وكانت وزارة الداخلية قد عزت في وقت سابق تزايد حالات الانتحار في العراق إلى عوامل متعددة أبرزها الزيادة السكانية والبطالة وتعاطي المخدرات والعنف الأسري، إضافة إلى الجرائم الإلكترونية والابتزاز عبر الإنترنت.
ولا تتوافر في العراق إحصاءات دقيقة بشأن أعداد حالات أو محاولات الانتحار، إذ تعزو الجهات الرقابية والمنظمات المختصة غياب الأرقام الحقيقية إلى أسباب اجتماعية وعشائرية تمنع الكشف العلني عن هذه الحالات.