منذ أربعينيات القرن الثامن عشر، عُرف أن النساء يعشن أطول من الرجال، وهي ظاهرة لوحظت في جميع أنحاء العالم عبر مختلف الدول والفترات التاريخية.
الآن، تشير دراسة جديدة إلى أن السبب الرئيس يكمن في الجينات، وتحديدًا في ما يُعرف بـ "نظرية الجنس غير المتشابه الكروموسومات".
الرجال يُعدّون "الجنس غير المتشابه الكروموسومات" لأن لديهم كروموسومX وآخر Y، على عكس النساء اللاتي لديهن اثنان من كروموسوم X.
هذا يجعل الذكور أكثر عرضة للطفرات الجينية الضارة، لأنهم يفتقرون إلى نسخة احتياطية من كروموسوم X لتعويض أي خلل.
ووجد الباحثون أن امتلاك نسختين من الجينات نفسها يوفر حماية، في حين أن كروموسوم Y يحتوي على تسلسلات متكررة من الحمض النووي قد تكون ضارة.
وقام فريق دولي من الباحثين، بقيادة علماء من معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية، بتحليل بيانات من 528 نوعًا من الثدييات و648 نوعًا من الطيور في حدائق الحيوانات حول العالم.
ووجدوا أن 72٪ من أنواع الثدييات، بما في ذلك البشر والغوريلا والحيتان والأسود، تعيش فيها الإناث لفترة أطول من الذكور.
في المقابل، أظهرت 68٪ من أنواع الطيور أن الذكور يعيشون أطول، مما يشير إلى أن النمط يختلف حسب النوع.
إلى جانب العوامل الجينية، يسلط الباحثون الضوء على عوامل تطورية مثل الانتقاء الجنسي. غالبًا ما تطوّر الذكور صفات مكلفة، مثل الحجم الكبير، أو القرون، أو الألوان الزاهية، للتنافس على التزاوج. وبينما تزيد هذه الصفات من فرص التكاثر، فإنها أيضًا تستهلك طاقة وتزيد من المخاطر، مما قد يؤدي إلى قصر العمر.
عامل آخر هو الاستثمار في رعاية الأبناء. في الأنواع التي تتولى فيها الإناث الرعاية الأساسية، مثل معظم الثدييات، ربما تطورت أعمار الإناث لتكون أطول لضمان بقاء النسل حتى يصبحوا مستقلين.
ومن اللافت أن الإناث عشن أطول حتى في بيئات حدائق الحيوانات، حيث تقل التهديدات مثل الحيوانات المفترسة والأمراض، مما يشير إلى أن هذه الفروق تعود إلى أسباب بيولوجية أكثر من كونها بيئية.
لماذا تعيش النساء أطول من الرجال؟

نشر في: 5 أكتوبر, 2025: 12:01 ص









