 الموصل / سيف الدين العبيدي

دخل تجار الدواجن في مدينة الموصل إضراباً عن البيع، احتجاجاً على قرار وزارة الزراعة القاضي بمنع استيراد الدجاج المجمد ومقطعاته، معتبرين أن القرار غير مدروس وسيؤدي إلى ارتفاع الأسعار، في ظل عدم قدرة الإنتاج المحلي على تغطية حاجة السوق العراقية.
وشهد سوق الدواجن الرئيسي في المدينة شهد توقفاً شبه تام عن البيع، بعد قرار وزارة الزراعة الصادر في التاسع من أيلول الماضي، والذي يمنع استيراد الدجاج المجمد ومقطعاته من الصدر والجنح والفخذ، ابتداءً من الثالث والعشرين من تشرين الأول الحالي، بهدف «حماية المنتج المحلي». ويتيح القرار فترة 45 يوماً قبل تنفيذه لإتاحة الوقت أمام الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة. وتقدّر بيانات رسمية عدد حقول الدواجن في العراق بنحو 1200 حقل، منها 700 مخصصة لإنتاج الدجاج اللاحم. وقال التاجر عمر الملاح لـ«المدى» إن القرار «غير مدروس» وسيتسبب بأضرار كبيرة للمطاعم والمواطنين على حد سواء، موضحاً أن «الإنتاج المحلي لا يغطي سوى 10 إلى 20 في المئة من حاجة السوق، كما أن العراق يفتقر إلى معامل تقطيع وتعبئة للدجاج على غرار ما هو متوفر في الدول المصدّرة».
وأشار الملاح إلى أن الأسعار ارتفعت فعلاً منذ إعلان القرار، إذ زادت قيمة كارتون الدجاج بنحو 15 ألف دينار، بينما ارتفع سعر البيض من 50 ألفاً إلى 70 ألف دينار. وأضاف أن «الوزارة سبق أن اتخذت قراراً مماثلاً العام الماضي واستمرت بتطبيقه خمسة أشهر، لكنها عادت وسمحت بالاستيراد بعد أن تبيّن أن الإنتاج المحلي غير كافٍ». وبيّن أن «الرسوم الجمركية على الدواجن المستوردة ارتفعت بنسبة 50 في المئة منذ عامين، وقَبِل التجار القرار رغم تأثيره، لكن العبء هذه المرة سيكون على المواطن مباشرة»، مؤكداً أن «سوق الموصل وحده يضم أكثر من 300 عامل وسائق ومحاسب مهددين بفقدان عملهم». من جانبه، قال التاجر رائد عبدالسلام لـ«المدى» إنهم «يدعمون حماية المنتج المحلي»، لكنه حذر من أن القرار «سيرفع الأسعار بدلاً من خفضها»، موضحاً أن «كارتون الدجاج المستورد يُباع حالياً بنحو 50 ألف دينار، بينما سيصل سعر المحلي إلى 65 ألفاً». وطالب عبدالسلام وزارة الزراعة بمراجعة قرارها وتأجيل تطبيقه إلى حين تهيئة الظروف المناسبة، من خلال «دعم حقول الدواجن المحلية وتوفير معامل التقطيع والتعبئة اللازمة». وأشار إلى أن «البيض المحلي يغطي السوق حالياً، لكن منع المستورد سيؤدي إلى مضاعفة سعره أيضاً».