علاء المفرجي
يوم كان النجم هو وراء نجاح الفيلم، وهو صانع الشهرة التي يمتع بها الفيلم والنجم، قبل أن تتسيد هذا النجاح عناصر سينمائية اخرى، قدمت السينما العالمية نجمات للسينما، كن سببا في خلق جماهيرية السينما، والأستقطاب من قبل الجمهور. فكانت أفلام صوفيا لورين، وفيفيان لي، وبرجيت باردو، وأورنيلا موتي، وغيرهن.. هن النجمات اللواتي هيمن على سوق السينما.
كلوديا كارينالي، التي غادرت العالم قبل اسبوع واحدة من هذه النجمات، والتي يعدها بعض النقاد بـ (أيقونة السينما الأيطالية).
ولدت كلاوديا وترعرعت في مدينة حلق الوادي في الضاحية الشمالية لتونس العاصمة، وفازت في مسابقة «أجمل فتاة إيطالية في تونس» عام 1957. وكانت الجائزة رحلة إلى إيطاليا سرعان ما قادت إلى عقود أفلام، وذلك بفضل تدخل فرانكو كريستالدي الذي كان بمثابة مستشارها الناصح لسنوات ثم تزوجها فيما بعد. وبعد الظهور الأول لكردينالي في دور ثانوي مع عمر الشريف في فلم جحا (سنة 1963) أصبحت واحدة من أشهر الممثلات في إيطاليا، بالإضافة إلى أدوارها في أفلام مثل فلم «روكو وإخوته» (سنة 1960)، وفلم «الفتاة ذات الحقيبة» (سنة 1961)، وفلم «النمر» (عام 1963)، وفلم «الخرطوشة» (سنة 1963) وفلم «ثمانية ونصف» لفيديريكو فليني (سنة 1963). ومنذ عام 1963، أصبحت كاردينالي شهر الممثلات في الولايات المتحدة وبريطانيا عقب دورها في فلم «النمر الوردي» أمام ديفيد نيفن. ولعدة سنوات ظهرت في أفلام هوليوود مثل فلم «معصوب العينين» (عام 1965) أمام روك هدسون، وفلم «مأمورية مفقودة» (Lost Command)، وفلم «المحترفون» (عام 1966) وفلم «الجحيم مع الأبطال» (عام 1966)، وفلم الملحمة الغربية لسيرجيو ليوني «حدث ذات مرة في الغرب» (عام 1968)، وهو إنتاج أمريكي إيطالي مشترك. وقد أثنى الكثيرون على دور البغية السابقة الذي قدمته أمام جيسون روباردس وتشارلز برونسون وهنري فوندا.
عادت كلاوديا إلى السينما الإيطالية والفرنسية، لشعورها بالملل من صناعة السينما بهوليوود ولعدم رغبتها في أن تصبح «كليشيه»، وحازت جائزة ديفيد دي دانتيلو لأفضل ممثلة عن أدوارها في فلم «يوم البومة» (عام 1968) وكبغية مع ألبرتو سوردي في فلم «فتاة في أستراليا» (1971). وفي عام 1974، التقت كلاوديا المخرج باسكال سكويتيري، الذي أصبح زوجها فيما بعد، وكثيرًا ما ظهرت في أفلامه بما في ذلك مثل فلم «كورليوني» (1978) وفلم «كلاريتا» (1984)، وقد حازت عن الفلم الأخير جائزة ناسترو دي أرجينتو لأفضل ممثلة. وفي عام 1982، لعبت دور عشيقة كلايوس كينسكي في فلمٍ لفرنر هرتزوغ. وفي عام 2010، نالت كلاوديا جائزة أفضل ممثلة في مهرجان البرتقالة الذهبية للأفلام العالمية في أنطاليا في دورته السابعة والأربعين عن دور مُسِنة إيطالية تستضيف طالب تركي شاب جاء إلى إيطاليا ضمن برنامج التبادل الطلابي في فلم «سنيورا إنريكة».
اختيرت كلاوديا لتكون سفيرة النوايا الحسنة للأمم المتحدة للدفاع عن حقوق المرأة منذ مارس عام 2000، وذلك لدفاعها عن حقوق المرأة لسنوات. وفي فبراير عام 2011، اختارتها مجلة لوس أنجلوس تايمز من بين أجمل 50 امرأة في تاريخ السينما.









