TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > انتخابات ملتهبة .. عودة الخطاب الطائفي تشعل المشهد وتحذيرات من انزلاق المنابر الدينية لساحات التحشيد

انتخابات ملتهبة .. عودة الخطاب الطائفي تشعل المشهد وتحذيرات من انزلاق المنابر الدينية لساحات التحشيد

نشر في: 12 أكتوبر, 2025: 12:01 ص

بغداد/ محمد العبيدي
عاد الخطاب الطائفي ليطفو مجدداً على سطح المشهد العراقي مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة في تشرين الثاني المقبل، حث تحولت منابر دينية إلى «منصة انتخابية» تلمّح إلى «الخطر المذهبي»، ليجد العراقيون أنفسهم أمام موجة جديدة من التحشيد الهوياتي.
وتتسارع الحملات الانتخابية في شوارع بغداد والمحافظات، وتغطي صور المرشحين الجدران والجسور من دون أن تحمل برامج حقيقية أو خططاً واضحة، بينما تمتلئ الخطب السياسية بالحديث عن «الخطر على المكوّن” وضرورة “حماية الهوية».
ويرى مختصون أن هذه العودة المكثفة للخطاب الطائفي ليست عشوائية، بل منظمة ومقصودة، إذ تحاول بعض القوى التقليدية استعادة جمهورها بعد أن فقدت بريقها بسبب تراجع الخدمات واستفحال الفساد وتآكل الثقة الشعبية.
خداع تهديد الهويات
بدوره، يرى المحلل السياسي علي المدن أن «عودة الخطاب الطائفي هي مؤشر على أن النظام السياسي لم ينجح في تطوير الوعي الحقوقي والتنموي لدى المواطن العراقي».
وقال المدن لـ(المدى)، إن «الناخب العراقي يسهل استدراجه إلى حيث يريد السياسيون، وأسرع وسيلة لذلك هي الترويج الطائفي، لأنه يستثمر المخاوف ويحرك الغرائز، فيكفي أن يُقال للناس إنهم مهددون في هويتهم حتى يصطفوا مع الجهة التي تزعم حمايتهم».
ويضيف أن «القضايا الحقوقية والتنموية تتطلب وعياً ومساءلة، بينما الخطاب الطائفي يمنح السياسي طريقاً مختصراً لتعبئة الجماهير، دون الحاجة إلى إنجاز أو برنامج أو كفاءة».
ويؤكد متخصصون أن الانتخابات في العراق غالباً ما تتحول إلى اختبار للولاءات المذهبية بدلاً من كونها مناسبة لإجراء مراجعة للأداء السياسي، إذ تشهد كل دورة جديدة استدعاءً لذاكرة الخوف القديمة، مع استثمار ُستثمر أحداث الماضي، ومشاهد العنف لتغذية الشعور الجماعي بالتهديد، ومن ثم توجيه الناخبين نحو «الزعيم الحامي».
غياب الوعي الانتخابي
على الجانب الآخر، يرى محللون أن ضعف الوعي الانتخابي وتردي الخدمات جعلا المواطن يبحث عن أقصر الطرق لتحسين وضعه، حتى لو كان ذلك بالعودة إلى الزعامات القديمة.
وفي هذا السياق، أوضح المحلل السياسي علي البيدر أن «إنتاج الخطاب الطائفي في العراق غالباً ما ينشأ من حالتين؛ ضعف الوعي والنضج السياسي، أو إفلاس القوى التقليدية من أدوات التأثير».
وقال البيدر لـ(المدى)، إن «نجاح التجارب الطائفية في الماضي جعل هذا الخطاب حجر أساس في مشاريع إعادة التدوير السياسي»، مضيفاً أن «الخطاب الطائفي اليوم فقد فاعليته النسبية، فالجمهور لم يعد منبهراً بالشعارات، بل يبحث عن خدمات وفرص عمل وعيش كريم».
وبيّن أن «المشهد الانتخابي الحالي يعتمد على جمهور زبائني يطلب الامتيازات قبل التصويت، في ظل غياب برامج مكتوبة أو رؤى اقتصادية حقيقية»، لافتاً إلى أن «هذا الواقع أنتج طبقة ناخبة لا تصوّت عن قناعة سياسية بل وفق ما يُعرض عليها من مكاسب فورية».
وبينما يتوسع الجدل حول استغلال المنابر الدينية في الحملات الانتخابية، أظهرت مقاطع مصوّرة لرجل الدين جلال الدين الصغير وهو يتحدث بعبارات مثيرة للانقسام دفعت ناشطين ومثقفين إلى التحذير من «العودة إلى نغمة نحن وهم».
وأطلق رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان تحذيراً من خطورة الخطاب الطائفي، داعياً جميع القوى السياسية إلى الابتعاد عن التحريض القومي والمذهبي.
وقال في بيان تلقته (المدى) إن «الانتخابات هي الوسيلة التي يعبّر فيها الشعب عن إرادته، وهي ممارسة سلمية تحدد مستقبل البلاد عبر الإرادة الحرة للناخبين».
ورغم هذه الدعوات الرسمية، إلا أن الوقائع الميدانية تشير إلى استمرار تغلغل الطائفية في لغة بعض المرشحين، سواء بشكل مباشر أو عبر الإيحاءات والرموز، خاصة في المناطق المختلطة مثل بغداد وكركوك وديالى، حيث يتنافس المرشحون على استمالة الجمهور وفق المذهب أو القومية، بينما يُهمَل الحديث عن الخدمات والبطالة والتعليم والفقر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram