ترجمة/ حامد احمد
تناول تقرير لصحيفة، ستارز آند ستربس Stars and Stripes، الأميركية للأخبار العسكرية التساؤلات التي تثار بخصوص نوعية برامج التدريب التي سيتم تقديمها لجنود الجيش العراقي الجدد حال انسحاب الأميركان وتوقف الدعم المالي المخصص لها من اسناد لوجستي وذخيرة تكلف ملايين الدولارات، في وقت يرى فيه الأميركان بأن العراقيين أصبحوا قريبين من الاكتفاء الذاتي في التدريب، بينما يرى ضباط عراقيون بأنهم سيواجهون نقص الدعم اللوجستي في دورات على دبابات أميركية ودورات تفكيك المتفجرات التي تعتمد على الخبرة وامدادات الذخيرة الاميركية.
ويشير التقرير الذي ترجمته (المدى) الى انه من نواحي عديدة، فإن مجموعة ميادين التدريب الترابية الواسعة والثكنات المُعتنى بها جيدا في مركز تدريب بسماية جنوب بغداد، تُعد ذروة جهود الجيش الأميركي التي استمرت لسنوات في تدريب الجيش العراقي، وان حوالي 75% من الوحدات العراقية خضعت للتدريب هنا، والذي يقاد حاليا بشكل كبير من قبل 800 جندي عراقي. يشمل التدريب المتخصص دورات على دبابة M1A1 ومدرسة لتفكيك المتفجرات.
وبينما يدرس الجيش الأمريكي انسحابه من العراق، يقول الضباط العراقيون في بغداد المشاركون في جهود التدريب إن العراقيين قريبون من القدرة على إدارة البرنامج السنوي الذي تبلغ قيمته 24 مليون دولار في بسماية ومراكز أخرى مشابهة. لكن العراقيين أنفسهم يختلفون مع هذا الرأي، حيث يقول العقيد عباس صاحب، قائد مركز بسماية: " إذا غادر الاميركان سيتفكك التدريب هنا او يصبح تدريبا وهميا.
ويشير التقرير الى انه بالنسبة للعقيد صاحب الذي تول قيادة المركز منذ افتتاحه عام 2006، فان أسلوب التدريب الأميركي هو أسلوب يعتمد على أجانب الواقعي والتكرار خلافا للأسلوب العراقي التقليدي التي يعتمد في التدريب على نموذج إلقاء المحاضرات. مؤكدا انه حتى عملية اقناع وزارة الدفاع العراقية لإرسال ذخيرة الى الوحدات في بسماية لأغراض التدريب غالبا ما تشكل مشكلة مستمرة ومعقدة تطلب تدخل أميركي. بدوره، قال العقيد الأمريكي هاردي جرين، رئيس تدريب الجيش لفريق الاستشارة الأمريكي في بغداد: "لبعض قياداتهم، لا يُعتبر التدريب بنفس أهمية الاحتفاظ بالمخزون. نتواصل مع وزارة الدفاع لإصدار الذخيرة، لكنني أفهم قلق العقيد صاحب، وهذا أمر محبط بالنسبة له." بعيداً عن المواقف المتجذرة للضباط الذين نشأوا خلال عقد من العقوبات التي قلصت قدرة العراق على صيانة أو استبدال معداته العسكرية، تظل التساؤلات حول نوع التدريب الذي يمكن للجيش العراقي الجديد تحمله بمجرد توقف الأمريكيين عن تمويله. على سبيل المثال، تكلفة هدف متحرك مُدار بالحاسوب في ميادين الأسلحة الصغيرة ببسماية، والذي تُصونه مجموعة من 60 متعاقداً أمريكياً، تبلغ نحو 30 ألف دولار. من جانبه، قال المقدم دوغلاس بولتوك، قائد فريق الاستشارة الأمريكي المكون من 21 شخصاً في المركز: "لدى بسماية القدرة على أن تكون محور تدريب الجيش العراقي، لكن على العراقيين أن يحددوا مقدار استثمارهم في الدفاع عن وطنهم."
وصف الضباط العراقيون عدم وجود الدعم اللوجستي من حكومتهم، وغياب الاهتمام على المستويات العليا، بأنه يغذي الاعتقاد بأنه بدون استمرار المساعدة الأمريكية، سينهار التدريب. وقد فتح ذلك فجوة بين وجهات نظر المستشارين الأمريكيين، الذين يرون أن العراقيين أصبحوا شبه مكتفين ذاتياً، والعراقيين الذين يقولون إنهم ليسوا قريبين من هذا المستوى.
الى ذلك، قال الكابتن الأمريكي روبن رايت، أحد المستشارين الأمريكيين في مدرسة تفكيك المتفجرات ببسماية: "لو غادرت أنا وزميلي اليوم، سيكونون بخير." لكن رأي العقيد العراقي موفق ناصر، نائب قائد المدرسة، يختلف: "إنه مجرد شخصين، لكنهما يقدمان لنا دعماً هائلاً. عندما يغادران، نخشى ألا نحصل على أي دعم من وزارة الدفاع. عندما نطلب أي شيء الآن، لا يساعدوننا."
وتشير الصحيفة الى انه مع بقاء ما يقرب من عامين على موعد الانسحاب الكامل للولايات المتحدة من العراق، يقلل كبار المستشارين العسكريين الأمريكيين من حدة هذه المخاوف. فهم يقولون إن النظام اللوجستي العراقي أصبح محور اهتمام مؤخراً فقط، وأن إرسال القادة العراقيين وحدات كاملة خارج القطاع لإرسالها للتدريب يُظهر أن العراقيين قد تبنوا مفهوم التدريب. وبالإضافة إلى ذلك، تقول الجهات الأمريكية إن الهدف ليس ترك نسخة من التدريب العسكري الأمريكي، بل نموذج مستدام يناسب العراق.
عن صحيفة ستارز آند ستربس










