السليمانية/ سوزان طاهر
احتضنت مدينة السليمانية، فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان السليمانية السينمائي الدولي، تحت شعار "الثقافة الكردية واللغة الأم"، بمشاركة واسعة من مخرجين وفنانين محليين ودوليين. ويستمر المهرجان على مدى أسبوع، من 9 إلى 16 تشرين الأول (أكتوبر) 2025.
وأقيم حفل الافتتاح في قاعة مؤتمرات جامعة السليمانية، بحضور رسمي وفني كبير، حيث شاركت فرقة "بايز" الموسيقية في إحياء الافتتاح، أعقبتها فقرة تكريم شخصيات فنية وثقافية ساهمت في دعم السينما والثقافة الكردية.
فلم سيعرض في الأوسكار
ويقول الفنان الكردي ريبوار أحمد إن احتضان السليمانية لهذه المهرجانات المهمة، والتي يشارك فيها عدد كبير من الفنانين من دول عربية وأجنبية، هو دليل كبير على مدى الاهتمام بالفن والثقافة والسينما.
ولفت خلال حديثه لـ(المدى) إلى أنه "من الأفلام المشاركة في مهرجان السليمانية السينمائي، هناك فلم مرشح للعرض في الأوسكار، سيعرض لأول مرة في المهرجان، وهذا تطور نوعي كبير".
وأضاف أن "المشاركة هذه المرة تطورت بشكل كبير، حيث توجد أفلام محلية وعربية ودولية، وأيضاً ميز المهرجان الحضور الكبير من دول كبيرة، ومشهورة بالسينما".
وبحسب إدارة المهرجان فقد حملت الجوائز التكريمية، أسماء رموز ثقافية وإنسانية، إذ منحت جائزة الشموخ للفنان بيجن كامكار، وجائزة الراية للفنانة زیان إبراهيم حیات، وجائزة أحمد كايا للمفكر إسماعيل بيشكجي، وجائزة تهاي كريمي ذهبت إلى مام بولا.
نقلة نوعية في عالم الفن
من جانب آخر تؤكد أستاذة الفنون الجميلة شانيا الجاف أن استمرار مهرجان السليمانية السينمائي وبنسخته الخامسة، يمثل أهمية كبيرة للمدينة، ذات الطابع الثقافي، ويعد مؤشر كبير على مدى الاهتمام بالفن والسينما.
وبينت خلال حديثها لـ(المدى) إلى " ان عرض حوالي 150 فيلماً في المهرجان، يمثل نقلة نوعية، تحصل لأول مرة، وهذا الاختلاط الفني، ستستفيد منه المهرجانات القادمة، ويعود بالفائدة على الفن الكردي بشكل عام".
وأشارت إلى أن "الفن الكردي مازال حديثاً، ويحتاج إلى هذا الاختلاط، وهذه التجارب ستصقل السينما الكردية لكي تتطور في السنوات المقبلة، شرط استمرار هذا الاحتكاك، من خلال هذه المهرجانات الكبيرة، التي فيها حضور كبير، ونوعية مميزة من الأفلام".
وافتتح المهرجان بعرض الفيلم السينمائي الكردي "اصفرار أوراق شجر الجوز" من إخراج وسيناريو وإنتاج محمد علي كونار.
وتشهد الدورة الحالية مشاركة 150 فيلماً من مختلف أنحاء العالم، من بينها 95 فيلماً تتنافس في المسابقات الرسمية.
الفن يقرب الشعوب من بعضها
وتحدث للـ "المدى" الفنان الكويتي بدر عبد الوهاب قائلا: إن هذا المهرجان مهم، وهو رسالة جيدة لتقارب الشعوب، ويعكس مدى الاستقرار في العراق، وخطوة في الاتجاه الصحيح.
وأضاف: أن الاهتمام بالفن، يوعِّي المجتمع، ونحتاج إلى اهتمام أكبر بالسينما، التي لم تعد حاجة كمالية، بل أصبحت مهمة جداً، في إيصال رسائل المجتمع، من خلال الفن الصادق.
وتشهد السليمانية ومحافظات إقليم كردستان خلال السنوات الأخيرة زيادة في المهرجانات الثقافية والأدبية والفنية، بشكل كبير، بالرغم من الأزمة المالية والاقتصادية التي تعيشها مدن الإقليم.
وأكدت لجنة المهرجان أن هناك عدة شروط لاختيار الأفلام، من بينها أن يكون منتجاً خلال الفترة ما بين عامي 2024، 2025، وأيضا، ألا تتجاوز مدته 40 دقيقة، ويكون خاليا من العنف، أو أشياء تتعارض مع حقوق الإنسان، فضلاً عن الجودة الفنية من حيث التصوير والإخراج.
وتتضمن فعاليات المهرجان خمس جلسات حوارية (بانل) داخل قاعة رئاسة جامعة السليمانية، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والنقاد والمخرجين، لمناقشة قضايا السينما الكردية وتحديات الإنتاج الفني المستقل.
يذكر أن المهرجان توقف منذ 3 سنوات لأسباب متعددة، منها إدارية وتمويلية. ويعد مهرجان السليمانية الدولي للسينما من أهم وأبرز مهرجانات السينما فئة A في إقليم كردستان.










