TOP

جريدة المدى > اخبار وتقارير > تفاقم الجفاف يدفع أمرلي للاعتماد على الآبار الارتوازية: بحيرة جافة وموسم زراعي مهدد

تفاقم الجفاف يدفع أمرلي للاعتماد على الآبار الارتوازية: بحيرة جافة وموسم زراعي مهدد

نشر في: 13 أكتوبر, 2025: 01:47 م

المدى/خاص
كشف قائممقام قضاء أمرلي في محافظة صلاح الدين، ميثم نوري، الاثنين، عن ارتفاع معدل الاعتماد على الآبار الارتوازية إلى أربعة أضعاف خلال عام 2025، نتيجة تفاقم أزمة الجفاف التي تضرب مناطق القضاء وقراه منذ أشهر.

وقال نوري في حديث تابَعته (المدى) إنّ “ملف الجفاف في قضاء أمرلي وقراها بلغ مستويات مثيرة للقلق، خصوصاً بعد وصول بحيرة أمرلي إلى مرحلة الجفاف الكامل، ما تسبب بزيادة الاعتماد على الآبار الارتوازية بشكل غير مسبوق”.

وأضاف أن “الآبار باتت تشكّل شريان الحياة الوحيد لتأمين احتياجات السكان وسقي البساتين في مناطق واسعة من القضاء”، مبيناً أن “الوضع المائي الحالي يهدد الموسم الزراعي الشتوي، في ظل غياب أي مصادر مائية سطحية يعتمد عليها”.

وأشار نوري إلى أن “الجهات المحلية لا تزال تترقب هطول الأمطار والسيول لإنقاذ الوضع المائي وتمكين دوائر الخدمات من الاستمرار بتشغيل محطات الإسالة المركزية”، مؤكداً أن “الوضع الراهن يتطلب حلولاً عاجلة واستراتيجية لمعالجة أزمة المياه في القضاء”.

من جانبه، قال الخبير البيئي محمد سلام إن ما تشهده أمرلي “يمثل نموذجاً مصغراً لما قد تواجهه مدن وسط وغرب العراق في السنوات المقبلة، في حال استمرار انخفاض الإيرادات المائية وتراجع معدلات الأمطار”.

وأوضح سلام في تصريح لـ(المدى) أن “الاعتماد المفرط على الآبار الارتوازية يحمل مخاطر بيئية خطيرة، أبرزها استنزاف المياه الجوفية وتدهور نوعيتها، خصوصاً في المناطق التي لا تتجدد فيها المخزونات المائية بالسرعة الكافية”. وأضاف أن “انخفاض منسوب المياه الجوفية يؤدي لاحقاً إلى تصحر التربة وزيادة ملوحتها، ما يجعل إعادة إحيائها أمراً مكلفاً ومعقداً”.

وبيّن أن “أمرلي تعاني منذ سنوات من ضعف في شبكات الري التقليدية، وغياب المشاريع الحكومية التي تهدف إلى حصاد مياه الأمطار أو إنشاء خزانات وسدود صغيرة”، مشيراً إلى أن “معالجة الأزمة تتطلب خطة وطنية لإدارة المياه تشمل تطوير أنظمة الري بالتنقيط، وتشجيع الزراعة المقاومة للجفاف، فضلاً عن توسيع مشاريع التحلية في المناطق النائية”.

تعد بحيرة أمرلي واحدة من أهم الخزانات المائية في جنوب شرقي صلاح الدين، إذ كانت تعتمد عليها عشرات القرى في تأمين مياه الشرب والري، قبل أن تتعرض للجفاف الكامل مطلع عام 2025 نتيجة شح الإطلاقات المائية من نهر الزاب الأعلى وتراجع الأمطار الشتوية بنسبة تفوق 60%.

وسبق أن حذّرت مديرية الموارد المائية في المحافظة العام الماضي من “تدهور غير مسبوق في الوضع الهيدرولوجي”، لافتة إلى أن مستويات الجفاف في بعض الأنهر الفرعية بلغت مستويات “تهدد الأمن المائي والزراعي”.

كما تواجه صلاح الدين، إلى جانب محافظات ديالى وكركوك ونينوى، انخفاضاً حاداً في الخزين المائي الجوفي، نتيجة الحفر العشوائي للآبار، وعدم خضوع معظمها للرقابة البيئية والفنية، الأمر الذي يفاقم احتمالات التلوث والتملح.

وتشير تقديرات وزارة الموارد المائية إلى أن العراق خسر أكثر من 40% من موارده السطحية خلال السنوات الخمس الماضية بسبب قلة الإيرادات القادمة من تركيا وإيران، إضافة إلى التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة.

ويرى مختصون أن ما يحدث في أمرلي “جرس إنذار” لمرحلة أكثر تعقيداً، في حال لم يتم الاستثمار في مشاريع إدارة الموارد المائية والتكيف مع المناخ، محذرين من أن استمرار التدهور قد يؤدي إلى موجات نزوح جديدة من القرى الزراعية نحو المدن الكبرى خلال الأعوام المقبلة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

وزير التربية يمنح المديرين صلاحية النقل للملاكات التعليمية

اختراق أمني يستهدف بيانات مستخدمي ChatGPT

أبرز دور النشر المشاركة في معرض العراق الدولي للكتاب

الإعدام بحق مدانة بحوزتها 10 كغم من المواد المخدرة

لجنة تجميد أموال الإرهابيين توضح ملابسات القائمة المنشورة في الوقائع العراقية

مقالات ذات صلة

روبيو: اغتيال سليماني لم يكن انعزاليًا ولا مغامِرًا

روبيو: اغتيال سليماني لم يكن انعزاليًا ولا مغامِرًا

بغداد/المدى أفاد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، بأن عملية اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني ليست انعزالية ولا مغامِرة. وفي سياق الرد على تساؤلات حول القضاء على خلافة تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، وعملية اغتيال...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram