TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > رفع الحظر عن مطار السليمانية ينعش الاقتصاد ويعيد التواصل بين كردستان وتركيا

رفع الحظر عن مطار السليمانية ينعش الاقتصاد ويعيد التواصل بين كردستان وتركيا

الخسائر تجاوزت 300 مليون دولار

نشر في: 14 أكتوبر, 2025: 12:05 ص

 السليمانية/ سوزان طاهر

أعلنت شركة الخطوط الجوية التركية استئناف رحلاتها المنتظمة إلى مدينة السليمانية، بعد أكثر من عامين على تعليقها في نيسان 2023 بسبب اتهامات تتعلق بعلاقات المطار مع حزب العمال الكردستاني. ويُتوقع أن يسهم القرار في إنعاش الحركة الاقتصادية والسياحية بين العراق وتركيا، بعد خسائر تجاوزت 300 مليون دولار وتوقف نحو 200 مكتب وشركة طيران في المدينة. ورحّبت رئاسة إقليم كردستان بالخطوة، مؤكدة أنها جاءت ثمرة للعلاقات المتينة مع أنقرة.
وقال مسؤول الاتصال في الشركة يحيى أستون، في تدوينة على منصة شركة "إكس" الأمريكية، "يسعدنا أن نعيد قريبا إطلاق خطنا إلى السليمانية، من خلال رحلات منتظمة على مدار أيام الأسبوع".
وأضاف "نهدف إلى المساهمة في تعزيز العلاقات التجارية والثقافية والسياحية بين العراق وتركيا، وندعو ضيوفنا لتجربة الضيافة التركية بأعلى معايير الجودة على متن طائراتنا".
في سياق متصل، أعربت رئاسة إقليم كردستان، عن شكرها للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على إيعازه باستئناف الرحلات الجوية إلى السليمانية.
وأردفت: "هذا القرار اتُخذ في إطار العلاقات المتينة بين إقليم كردستان والجمهورية التركية، ولا شك أنه سيسهم في دفع عجلة التعاون ويخدم مصالح الطرفين، وخاصة مواطنينا في السليمانية".
وكانت السلطات التركية قد أعلنت إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات القادمة من مطار السليمانية الدولي، اعتبارا من 3 أبريل 2023، بسبب الاتهامات التي وجهت للمطار بالتعامل مع عناصر حزب العمال الكردستاني.
خسائر تقدر بـ 300 مليون دولار
وأكد الخبير في الشأن الاقتصادي عثمان كريم أن رفع الحظر عن مطار السليمانية سيعود بفوائد اقتصادية كبيرة على المدينة.
وأوضح خلال حديثه لـ(المدى)، أن "غلق الرحلات الجوية إلى تركيا والحظر الذي استمر لأكثر من عامين، تسبب بخسائر مادية وصلت إلى أكثر من 300 مليون دولار". وأضاف أن "جميع المكاتب المخصصة للسياحة والسفر والنقل ومنح تأشيرات الفيزا إلى تركيا قد توقفت منذ عامين، وهذه خسائر إضافية، كون هذه المكاتب، فيها عاملين، وإيجارات، وتدفع ضرائب، وهذه كلها أموال تحرك عجلة الاقتصاد".
وكانت السليمانية تحتضن نحو 176 مكتباً سياحياً تعلن عن رحلات يومية إلى تركيا، لكن بعد قرار أنقرة، اضطرّت معظم المكاتب لتعليق أعمالها.
عدد الرحلات الجوية
وتشير التقديرات الى ان عدد الرحلات من والى السليمانية شهريا كانت تتراوح بين 45 او 100 رحلة كاقصى حد، فيما تسبب ايقاف الرحلات من والى تركيا مع السليمانية، بانخفاض عدد الرحلات الاجمالي في مطار السليمانية بنسبة 35%، بحسب إدارة المطار.
وكان رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني قد وجه بتغيير اسم (مطار السليمانية الدولي) ليصبح (مطار جلال طالباني الدولي)، بناءً على طلب سابق تقدمت به مؤسسة الرئيس جلال طالباني.
من جانب آخر يؤكد عضو برلمان إقليم كردستان ريبوار بابكئي أن جهود رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني أسهمت في رفع الحظر عن مطار السليمانية، وعودة الرحلات الجوية إلى تركيا.
وبين بابكئي في حديثه لـ(المدى)، أن "تركيا دولة جارة ومهمة، وهي نقطة التواصل مع أوربا، ويجب الحفاظ على الانفتاح معها، ورفع الحظر عن مطار السليمانية مهم جدا من الناحية الاقتصادية، ويساهم بإنعاش الحركة التجارية، وعودة الشركات الاقتصادية التركية، ورجال الأعمال الأتراك".
وأشار إلى أنه "ينبغي الحفاظ على عملية السلام في المنطقة، وعدم تأجيج الأوضاع مرة أخرى، لأن الجميع يتضرر، والوصول لهذه المرحلة، كان بجهود حكومة إقليم كردستان والحزب الديمقراطي الذي ساهم بإحلال هذه العملية".

200 شركة ومكتب طيران
في سياق متصل، أكد رئيس اتحاد شركات الطيران والسياحة عطا أنور أن رفع الحظر الطيران التركي عن سماء السليمانية ينعكس إيجابا على جميع مفاصل المدينة ويغدو عاملا لإنعاش الاقتصاد والأسواق.
وقال أنور في تصريحات صحافية إن "فتح الأجواء التركية أمام الرحلات القادمة من مطار السليمانية ينعكس إيجابا على المدينة من الناحية السياحية ويغدو عاملا للإنعاش الاقتصادي"، مبينا أن "بدء الرحلات يحتاج بين ثلاثة إلى أربعة أسابيع"، ولفت إلى أن "شركات الطيران تكبدت جراء الحظر وتوقف الرحلات خسائر كبيرة دون أن تتسبب بالإغلاق".
وحول أعداد الشركات ومكاتب الطيران، أوضح أنور أن "في السليمانية وأطرافها 200 شركة ومكتب طيران ووكيل سياحي يعملون وفقا النظام المعمول به في تركيا، منها 70 شركة مختصة كليا بالرحلات المتوجهة إلى تركيا".
وعن منح سمات الدخول الفيزا لفت إلى أن "الدخول إلى تركيا يتم عبر الفيزا للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 50 عاما"، مؤكدا أن "منح التأشيرات أسهل بكثير في الوقت الراهن ورفض منح التأشيرة لا يكون إلا في حالات قليلة".
وخلال زيارته لتركيا مؤخراً التقى رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني مع كل من رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية، هاكان فيدان.
وأعلن محافظ السليمانية، هفال أبو بكر أن قرار رفع الحظر الجوي التركي المفروض على مطار السليمانية الدولي قد صدر، مثمناً جهود رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، التي أسهمت بصدور القرار من أنقرة.
وأكد أبو بكر، وفق بيان لمكتبه الإعلامي أن المحافظة بانتظار وصول الرسالة الإلكترونية الرسمية من سلطة الطيران المدني التركية إلى نظيرتها في الحكومة الاتحادية العراقية لإكمال الإجراءات الفنية اللازمة.
من جهة، أخرى يرى الخبير الاقتصادي بهروز كمال إلى أن عودة العلاقات الاقتصادية مع تركيا، خطوة ستعود بالنفع على السليمانية.
وذكر كمال خلال حديثه لـ(المدى)، أن "الحظر الذي فرض على مطار السليمانية تسبب بخسائر عامة، وخاصة، حيث كان المسافر يضطر لدفع آجور إضافية، لغرض السفر من مطارات أربيل وبغداد، إذا كان يريد السفر إلى تركيا، بسبب الحظر، وهذا الأمر تسبب بخسائر وأعبباءً إضافية".
وتابع أنه "بمجرد بدء عودة الرحلات الجوية، ستعود الشركات السياحية لاستئناف عملها، كما ستعود الشركات التركية للعمل في السليمانية، وهذا الأمر كله يعود بالفائدة الاقتصادية والمالية على المدينة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram