ذي قار / حسين العامل
كشفت الكاتبة العراقية سحر الشامي الفائزة بالمركز الأول في مسابقة التأليف المسرحي بمهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي، عن تبني نهج مستقبلي في الكتابة المسرحية يهدف الى تقديم مسرح مُفكر للطفل، يتجاوز أنماط التلقين المباشر، مؤكدة على أهمية تحفيز النقد لدى الجيل الجديد.
وكانت لجنة تحكيم مسابقة التأليف المسرحي في مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي، قد أعلنت مؤخرا عن فوز النص المسرحي الغرائبي (ليس الذئب وحشًا) للكاتبة سحر الشامي بالمركز الأول ضمن مسابقة التأليف المسرحي (نصوص الكبار موجهة للأطفال).
وفي حديثها للمدى قالت الشامي (المولودة في الناصرية): "الفوز بالجائزة يشكل نقطة تحول بالنسبة لي ككاتبة، فهو اعتراف دولي بقيمة وجَودة النص المسرحي (ليس الذئب وحشًا)"، وأضافت: "كما يؤكد نجاح النص في تقديم رسالة تعاطف إنسانية عميقة للطفل العربي".
وتجد الشامي ان ذلك اسهم في ترسيخ قناعتها بضرورة مواصلة تقديم المسرح النوعي الهادف الذي يكسر القوالب النمطية، مشددة على أهمية تقديم مسرح مستقبلي يشحذ فكر الطفل العربي ويتجاوز أنماط التلقين المباشر ليصبح تجربة فنية عميقة تُنمّي العاطفة والنقد لدى الجيل الجديد.
وعن ثيمة نصها المسرحي الفائز قالت الشامي: ان نص مسرحية "ليس الذئب وحشًا"؛ هو أحد نصوص كتاب (نصيحة غراب) الصادر عام 2020 وهو عمل مسرحي للأطفال"، مشيرة الى ان " النص يتميز بكونه كوميديا ساخرة وفانتازيا هادفة".
واسترسلت: لقد وظّفت شخصيات الحكاية الشعبية الشهيرة "ليلى والذئب" في إطار جديد تَمثل بالمحاكمة، مع قلب الأدوار اذ جعلت الذئب هو المتهم الذي يُحاكَم ليس بسبب افتراسه لليلى وجدتها، بل بسبب "التقصير في الوحشية" و"تهمة العاطفة".
وتابعت الشامي: تتمحور الثيمة الأساسية حول إعادة تعريف الوحشية والاحتفاء بالعاطفة الفطرية، فالعمل يكسر الصورة النمطية للذئب كرمز للشر المطلق، ويُظهر أن العاطفة (التي نشأت لديه من حبه لوالديه) هي أمر طبيعي ومستحق حتى في أكثر الفصائل وحشية، فهو يسخر بذكاء من جمود القوانين والتقاليد المتعصبة ويحتفي بالعاطفة.
وخلصت الى القول: المسرحية تبعث رسالة انسانية للطفل مفادها أن التعاطف سمة إيجابية تكسر حواجز التيارات المتطرفة وتُعلي قيم التراحم.
وكانت الكاتبة سحر الشامي قد حصدت سابقا العديد من الجوائز في مجال التأليف المسرحي من بينها فوز نصها (حكاية ضفدع) بالمركز الثالث في مهرجان المسرح الوزاري عام (2018)، وفوز النص ذاته كأفضل نص مسرحي في مهرجان التلميذ المبدع في المغرب عام (2021)، وفوز نصها (على وشك الحياة) كأفضل نص في مهرجان يوسف العاني للمونودراما عام (2023)، فيما ترشح النص (ما قبل المغيب) لجائزة أوسكار العرب للعام (2025).










