علي حسين
هل تملكتك الدهشة وضربت كفا بكف وانت تقرا الكتاب الرسمي الذي وجّهته سفارة جمهورية العراق في عمّان إلى وزارة الخارجية العراقية بشأن شكوى مقدمة من احد فنادق عمان ضد مستشارة في وزارة الخارجية سرقت أحد الفنادق "ست مناشف، ومنشفتان للحمام، وكوبان، وساعة، وجهاز تحكم عن بعد، إلى جانب مفقودات أخرى."
وكنا قد شاهدنا المستشارة نفسها قبل سنوات تقول "انها مديرة مسؤولة ملف المؤتمرات والعلاقات الثنائية في القنصلية العراقية في جمهورية اسطنبول" واصابتنا آنذاك نوبة من الضحك ونحن نسمع بجمهورية اسمها اسطنبول وبموظفة في الخارجية تتولى ملف العلاقات بين العراق وهذه الجمهورية ، إلا ان هذا الخبر ومعه الموقف المأساوي مر بهدوء دون ان يرف جفن لوزارة الخارجية ، ودون ان تحاسب هذه المستشارة على قاموس الجهل الذي تتباهى به .
ارجوك ان تكمل بيان الخارجية الذي تبشرنا فيه بانها ستتخذ الإجراءات المناسبة بما يكفل للدبلوماسية العراقية حضورها . ولم تخبرنا الوزارة للاسف من وضع هذه المستشارة في منصبها واية واسطة اصرت على ان تأتي بامراة تخترع لنا دولة لا وجود لها على الخريطة وتحول مدينة تركية الى جمهورية.. منذ سنوات والدولة تكافئ النواب المتقاعدين واقارب حيتان السياسة ، ومجموعة من الذين ساهموا في وضع هذه البلاد على خارطة الدول الأكثر فشلاً، بطرح أسمائهم للعمل سفراء؟ أنا من وجهة نظري أقول إن هؤلاء أفضل من يمثل العراق في الوقت الحاضر، فالفشل الداخلي يجب أن تصاحبه وجوه فاشلة تمثله في بلدان العالم.
قرأنا قبل اشهر من هذا التاريخ كيف وضعت الدولة التي أُعدت للسفراء ، فهذا ابن النائب فلان ، وذاك شقيق النائب علان ، وهذه ابنة السياسي المعروف وهؤلاء من عشيرة المسؤول الكبير وهناك الاصدقاء والاحباب ، كل هذه "الكفاءات" حولت سفاراتنا إلى ملتقيات سياسية وفكرية تشرح للعالم كيف استطعنا أن ندحر الإمبريالية في عقر دارها، وأن نتفوق في الصناعة والعلوم والتعليم والصحة على اعتلى بلدان العالم .
منذ أن ترك ساستنا "المعارضة" وجلسوا على كراسي السلطة، كان واضحاً للمواطن أنهم لن يتخلوا عن مقاعدهم، وأنهم يعدون أبناءهم وأقاربهم وأصحابهم لمناصب جديدة، لذلك تراهم يتقافزون في الفضائيات، يتبادلون الشتائم واللعنات، لكنهم يجلسون تحت قبة البرلمان لكي يفصلوا ثوباً جديداً لمؤسسات الدولة على مقاسهم .
لم يكتفِ ساستنا "منقذو" هذه البلاد، بأن يسيطروا على مؤسسات الدولة في داخل البلاد، وأن تصبح المشاريع والمقاولات من حصتهم، بل يريدون أن يعطونا درساً في الانتهازية والوصولية، وفي إنقاذ هذه البلاد بحرب تحرير من العراقيين جميعاً الذين لا يرفعون أكفهم إلى السماء شاكرين النعمة التي يعيشون بها.
في كل أعراف السلك الدبلوماسي أنه يجب أن يكون من يعين مستشاراً في الخارجية إلا من أمضى سنوات في العمل الدبلوماسي، لكننا وضعنا شعيط ومعيط ومعهم حمالة "المناشف".









