TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > خمسة أيام من الغضب في البصرة.. متظاهرون يقطعون الطرق احتجاجاً على ملوحة المياه

خمسة أيام من الغضب في البصرة.. متظاهرون يقطعون الطرق احتجاجاً على ملوحة المياه

فيحاء العراق تختنق بالعطش والغاز المسيل للدموع

نشر في: 15 أكتوبر, 2025: 01:33 ص

البصرة/ عمار عبد الخالق
لليوم الخامس على التوالي تتصاعد حدة الاحتجاجات في البصرة، حيث يواصل سكان الحيانية والتميمية والعشار قطع الشوارع وإشعال الإطارات رفضاً لاستمرار أزمة المياه المالحة التي أغرقت أحياء المدينة بالعطش فيما تواصل القوات الأمنية محاولات تفريق المتظاهرين وسط عجز الحكومة المحلية عن تهدئة الشارع أو تقديم حلول ملموسة للأزمة المتفاقمة .
وفي تصريحٍ خاصّ لـ (المدى) قال علي العبادي رئيس مركز حقوق الإنسان في البصرة إن «الحكومة المحلية فقدت السيطرة على الأوضاع الميدانية في المدينة ولم تعد تمتلك أدوات حقيقية لإدارة الأزمة سوى القمع والاعتقال»، مشيراً أن «القوات الأمنية استخدمت الغاز المسيل للدموع ضد المحتجين ما أدى إلى إصابة عدد من الشبان بحالات اختناق مختلفة “.
وأوضح العبادي أن «الاحتجاجات ليست عملاً فوضوياً كما يحاول البعض تصويرها بل هي نتيجة مباشرة للإهمال المتراكم في ملف المياه وتجاهل معاناة الناس الذين يعيشون منذ أشهر بلا ماء صالح للشرب»، مبيناً أن الرد «الأمني العنيف لن يطفئ الغضب بل سيؤدي إلى توسيع رقعة الاحتجاجات في الأيام المقبلة “.
وختم العبادي قائلاً: إن «مركز حقوق الإنسان يحمّل الحكومة المحلية مسؤولية أي تصعيد محتمل أو إصابات بين صفوف المتظاهرين ويدعو إلى فتح حوار عاجل مع ممثلي المناطق المتضررة والابتعاد عن استخدام القوة لأن الأزمة تجاوزت حدود الخدمات وأصبحت تهدد السلم الأهلي في البصرة “.
من جانبه، أكد الناشط المدني عمّار الحلفي في حديث لـ (المدى) أن «الاحتجاجات في البصرة لن تتوقف ما لم تُقدَّم حلول حقيقية وجذرية لأزمة المياه المالحة موضحاً أن المتظاهرين لم يخرجوا عبثاً بل بعد سنوات طويلة من الوعود الفارغة والتصريحات المتكررة التي لم تغيّر من واقع الحال شيئاً».
وأضاف الحلفي أن «الأهالي فقدوا الثقة بالحكومة المحلية بعد أن تحولت أزمة المياه إلى مأساة يومية في كل بيت فالماء الذي يصل إلى المنازل غير صالح للشرب ولا حتى للغسل، فيما المشاريع المتوقفة تتحدث عنها الجهات الرسمية منذ أكثر من عقد دون أن تُنفذ فعلياً»، مشدداً على أن «الحل الوحيد يكمن في إنشاء محطات تحلية جديدة تعمل بطاقة كافية لتغطية احتياجات المدينة وليس الاكتفاء بالوعود أو الحلول المؤقتة “.
وبيّن الحلفي أن «المتظاهرين في مناطق الحيانية والتميمية والعشار قرروا الاستمرار في حراكهم السلمي حتى تحقيق مطالبهم المشروعة وأن كل محاولات القمع أو استخدام الغاز المسيل للدموع لن تثني الناس عن المطالبة بحقهم في الحياة الكريمة والماء النظيف مضيفاً أن أزمة المياه لم تعد أزمة خدمية فقط بل أصبحت قضية إنسانية تمسّ كرامة الإنسان البصري وحقه في البقاء».
وختم قائلاً إن «السلطات إذا كانت جادة في تهدئة الشارع فعليها أن تبدأ بخطوات عملية واضحة في إنشاء مشاريع التحلية ومعالجة الملوحة في شط العرب لأن الناس لم تعد تطيق الانتظار وأي تأخير جديد يعني انفجاراً اجتماعياً أوسع في المحافظة».

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram