TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > التوسع النفطي في ميسان يلتهم الطبيعة ويحوّل الشريط الحدودي إلى مستنقع ملوَّث يهدد الحياة

التوسع النفطي في ميسان يلتهم الطبيعة ويحوّل الشريط الحدودي إلى مستنقع ملوَّث يهدد الحياة

الأراضي الزراعية تحولت إلى مكبات للنفايات السامة

نشر في: 16 أكتوبر, 2025: 12:02 ص

 ميسان / مهدي الساعدي

ارتفعت اصوات ناشطي البيئة والمهتمين بالشأن البيئي في محافظة ميسان احتجاجا على توسع الشركات النفطية وتأثيرات ذلك التوسع على البيئة في المنطقة الحدودية الرابطة بين محافظة ميسان والحدود الايرانية كونها تعتبر واحدة من أجمل المناطق الطبيعية في البلاد ما يعرضها لمخاطر التلوث الشديد.
حيث وثقت عدسات الناشطين والمهتمين بالشأن البيئي في المحافظة انتهاكات وتجاوزات بيئية ترتكبها الشركات النفطية في مناطق واسعة تقع ضمن منطقة الشريط الحدودي الممتد بين محافظة ميسان وايران وادت وفق تصريحاتهم الى تجاوز على المحددات البيئية واحداث اضرار بحياة الطيور والحيوانات البرية التي تعيش في تلك المناطق.

توسع غير مدروس
أبدى ناشطون في مجال البيئة بالمحافظة تخوفهم الشديد من ازدياد ظاهرة توسع عمليات التنقيب في مناطق ذات خصوصية سياحية في المحافظة وما يؤدي من نتائج سيئة حيال جماليتها بسبب المخلفات النفطية التي تسبب التلوث.
وفي هذا المجال اكد الناشط البيئي الميساني مرتضى الجنوبي لـ(المدى)، أن "التوسع النفطي ازداد يشكل ملحوظ وخصوصا في الاونة الاخيرة وبالتحديد في المنطقة الحدودية الفاصلة بين محافظة ميسان والحدود الايرانية التي تعتبر من المناطق السياحية الطبيعية والتي تمتاز بجمال طبيعي وتنوع بيئي واصبح التوسع عبارة عن سياسة ارض محروقة بدون اهتمام بتلك المناطق الطبيعية والتي يفترض معاملتها بشكل خاص ومراعاة البيئة لأن العقود توجب التزام الشركة بعدم التجاوز على البيئة من خلال مخلفاتها وتسريب النفط والنفايات والمواد الكيمياوية".
وتابع: "للاسف الشديد تحولت العديد من المناطق الحدودية ذات الطبيعة الجميلة الى مكب للنفايات ومستنقعات نفطية بسبب التسريبات التي تحدث مما يوضح عدم وجود اي الزام من قبل الشركات النفطية الصينية العاملة في المحافظة وبالخصوص السنوات لـ 15 الاخيرة واستخدام سياسة توسع غير مدروس".
وأضاف: "نحن لسنا ضد استخراج النفط ولكن على الشركات الالتزام بالمعايير والمحددات البيئية وما يسبب هذا عدم وجود رقابة والتزامات فليس من المعقول رمي المخلفات النفطية والمواد الكيمياوية الملوثة للهواء والماء والتربة في الوديان والتسريبات النفطية في الاراضي الزراعية مما يتسبب بالعديد من الحوادث للحيوانات البرية في المنطقة".

مخلفات نفطية
تراكم الملوثات يجعل ابناء المحافظة خصوصا المهتمين بالشأن البيئي يرصدون تلك الظاهرة بشكل مكثف كونهم وعوائلهم يدفعون ثمن ذلك التلوث خصوصا في مناطق شرق المحافظة.
ويؤكد الناشط البيئي علي محسن لـ(المدى): "منذ سنوات وأهالي ميسان عامة والمشرح والطيب خاصة يعانون من التلوث البيئي الناتج عن التوسع النفطي واليوم لم يعد الأمر مجرد انبعاثات غازية، بل أصبح توسعًا مستمرًا في الحقول والتنقيبات والاستكشافات النفطية. ومع كل توسع جديد، تزداد المعاناة وتزداد معها حالات الأمراض السرطانية المنتشرة بشكل واضح في ناحيتنا".
واستدرك: "تعرضت الاحياء في تلك المناطق الى ابادة ممنهجة من قبل الشركات النفطية وبدون اي رقابة بيئية من قبل الجهات المختصة سواء كانت وزارة البيئة او غيرها وتقوم الشركات النفطية خصوصا شركة سينوك بدفن تلك المخلفات النفطية بدون معالجات مما يتسبب بتأثيرات مميتة وفق كلام المختصين لانها تؤثر على التربة والمياه الجوفية".
صور البرك النفطية التي إلتقطت في تلك المناطق خصوصا الناتجة بسبب التسريبات لا يمكن اخفائها او التغاضي عنها بسهولة وتسبب وفق ما اكده الناشطون البيئيون خطرا يهدد الاحياء التي تعيش في تلك المناطق فضلا على الطيور وما تسببه من هلاكات كبيرة في اعدادها. ورأى الناشط علي محسن، أن "التسربات النفطية الناتجة شكلت بسبب الاعمال النفطية ومد الانابيب ىفي تلك المناطق الى تكون بركاً وبحيرات ملوثة على سطح الأرض، وأدت إلى تلوث التربة. هذه البرك أصبحت مصائد للطيور المهاجرة، التي تهوي إليها ظناً أنها مياه، فتلقى حتفها بالآلاف يومياً. هذا يعني أن التوسع النفطي لم يدمر حياة الإنسان فقط، بل أباد التنوع البيولوجي أيضا".

اختفاء الرقابة
اكاديميون ومراقبون ميسانيون ابدوا يأسهم وبكل صراحة من دور المؤسسات الحكومية حيال ما يحدث من انتهاكات بيئية كبيرة واستشهدوا بالكثير من حالات التلوث التي لم تجد لها تلك المؤسسات حلا وفي مقدمتها دخان القصب الذي يخنق المحافظة بين يوم وآخر.
وفي هذا المجال يشير الاكاديمي علي هادي لـ(المدى): "لم يعد بمقدور الحهات والمؤسسات الرسمية محاسبة الشركات النفطية لأنها منافع البلاد الاقتصادية وهذا الشيء معروف لذا لا توجد دائرة او مؤسسة حكومية تهتم بالشأن البيئي بعيدة عن التأثير كما انها غير قادرة على حل اي مشكلة بيئية والجميع يعيش مشكلة دخان القصب المحترق في الاهوار ولكني اقول باستطاعة المنظمات البيئية والناشطين البيئيين تحمل تلك المسؤولية والرصد والعرض من اجل الضغط على تلك الشركات من اجل معالجة الخلل".
وشدد المراقبون على اخذ الناشطون البيئيون ادوارهم في التأثير على تلك المؤسسات او غيرها كونهم اصحاب تأثير واحد اسباب حلول المشاكل البيئية التي تحصل.
ودعا الاكاديمي علي هادي خلال حديثه لـ(المدى)، إلى "تحمل الناشطون والمهتمون بالبيئة من ابناء محافظة ميسان دورا كبيرا في اظهار العديد من المشاكل والانتهاكات البيئية كونهم اصحاب التأثير المباشر بمعالجة الكثير من الخروقات البيئية وعليه هم اصحاب الطول وعلى الجميع مساندتهم من اجل وضع حد لتلك الظواهر المخالفة لشروط البيئة ومعالجة الاضرار وتكثيف الرقابة على الشركات النفطية التي يبدو انها اطلقت العنان لتلويث المناطق التي تقع ضمنها منشآتها جغرافيا".
من جانبه أكد مدير عام شركة نفط ميسان خلال تصريحات اعلامية تابعتها (المدى) انجاز شركته حفر العشرات من الآبار النفطية في تلك المناطق موضحا "تم إنجاز عمليات حفر 26 بئراً نفطياً في حقول ميسان (البزركان، والفكة، وأبو غرب) لغاية شهر تشرين الاول من العام الجاري وان هذا الانجاز يأتي في إطار خطط الشركة لتطوير حقولها ورفع معدلات إنتاجها بما ينسجم مع توجيهات وزارة النفط".
واضاف حسين كاظم لعيبي مدير عام الشركة ان "هناك 17 بئرا أخرى قيد الإنجاز حاليا يتم تنفيذها بالتعاون مع الشركات المتعاقدة المنفذة لعمليات الحفر والعاملة بمعية المشغل الصيني".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram