TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > ذي قار تلفظ أنفاسها تحت الجفاف .. آلاف العوائل نزحت وآلاف الجواميس والأبقار هلكت

ذي قار تلفظ أنفاسها تحت الجفاف .. آلاف العوائل نزحت وآلاف الجواميس والأبقار هلكت

دعم الحكومة لا يتجاوز 45 كيلو علف!

نشر في: 16 أكتوبر, 2025: 12:03 ص

 ذي قار / حسين العامل

كشفت البيانات الرسمية المتعلقة بأثار الجفاف والتغيرات المناخية في محافظة ذي قار، عن هلاك أكثر من 15 ألف راس جاموس ونحو ألفي رأس من الابقار خلال 3 سنوات فقط، ما تسبب بخسائر فادحة لمربي المواشي، فيما تمثل الدعم الحكومي للتخفيف من الضرر بمبادرة رئاسية تقضي بتجهيز المربين بـحصة مجانية واحدة من اعلاف النخالة والمولاس قدرها 45 كيلو!
يأتي ذلك في ظل جملة من التحديات الناجمة عن التغيرات المناخية والجفاف الذي تسببه أزمة المياه التي تواجهها محافظة ذي قار في السنوات الأخيرة، اذ تعرضت نحو 90% من مساحات الاهوار في المحافظة للجفاف وتضررت مئات القرى، ناهيك عن نزوح وهجرة اكثر من 10 آلاف أسرة من مناطق سكناها، وفقد معظم سكان الاهوار والقرى خلال الاعوام المذكورة مصادر دخلهم المتمثلة بالزراعة وصيد الاسماك وتربية المواشي، فيما تفاقمت اثار التصحر والعواصف الغبارية على حياة السكان المحليين .
وكشف مدير قسم خدمات الثروة الحيوانية في زراعة ذي قار ميثم عباس عزيز العبودي لـ (المدى)، عن الاضرار التي لحقت بالثروة الحيوانية ومربي المواشي من جراء الجفاف بالقول: ان آثار التغييرات المناخية والجفاف على البيئة والسكان في مناطق الاهوار كانت كبيرة وقاسية خلال السنوات الاخيرة"، مشيرا الى ان "السنوات الاولى التي ظهرت فيها اثار التغييرات المناخية واضحة كانت هي الاكثر شدة ".
واوضح العبودي ان "السنوات الثلاث من 2020 الى 2022 شهدت تغيرات مؤثرة وكبيرة على بيئة الاهوار سواء المائية او السمكية او تربية المواشي او الطيور المهاجرة وغيرها"، مشيرا الى ان "ما حصل من جفاف وتراجع كبير في مناسيب المياه اثر بصورة مأساوية على المواشي ومربي الجاموس وتسبب لهم بخسائر فادحة".
وكشف العبودي عن تسجيل هلاكات تقدر بـ 15400 رأس جاموس في مناطق الاهوار و 1950 رأس من الابقار خلال الأعوام الثلاث ما بين 2020 – 2022 "، مشيرا الى ان "هذه الارقام تم تثبيتها رسميا وأرسلت بياناتها الى وزارة الزراعة".
ويجد مدير قسم خدمات الثروة الحيوانية ان "الجفاف اخذ يزحف ويتوسع الى مناطق اخرى من الاهوار والمناطق المتاخمة لها في السنوات الاخيرة مما تسبب بنفوق اعداد اخرى من المواشي"، منوها الى ان "الهلاكات كانت اكبر في بدايات مرحلة الجفاف كون الارض موحلة وطينية وان مربي الجاموس لم يتحوطوا لأثار الجفاف في بداية الامر "، واستدرك " غير انهم اخذوا في الاعوام اللاحقة بتدارك الامر من خلال نقل مواشيهم الى اليابسة قبل ان تجف المناطق التي يقيمون فيها وهو ما جنبهم المزيد من الخسائر".
وتحدث مدير قسم خدمات الثروة الحيوانية عن حالات نفوق مأساوية للجاموس اذ تنغرس اطرافها في الاوحال والطين ويتعذر انقاذها لضخامة حجمها وتبقى على هذا الحال الى ان تلفظ انفاسها الاخيرة"، مشيرا الى ان "احد مربي الجاموس تعرضت 10 جواميس من مواشيه لهذا الحال فأخذ يراقبها بيأس ويقدم لها العلف والماء وهي في مكانها على مدى 15 يوما الى ان هلكت".
ولفت الى ان "تأثير الجفاف على المواشي بعد مرحلة الجفاف اخذ يتمثل بصورة اخرى تتعلق بقلة الاعلاف النباتية وهو ما اضطر بعض المربين الى بيع الكثير من مواشيهم ".
وتطرق العبودي الى مبادرة من رئاسة الوزراء لدعم مربي الجاموس في المحافظات المتضررة بصورة كبيرة من شح المياه والجفاف والمتمثلة بمحافظات (ذي قار وميسان والبصرة والسماوة)"، مبينا ان "المبادرة تقضي بتزويد المربين بـحصة من الاعلاف قدرها 45 كيلو من مادة النخالة والمولاس مجانا ولمرة واحدة" ، مشيرا الى تجهيز 95% من مربي الجاموس في محافظة ذي قار بذلك ووفق عملية احصاء خاصة تعود لعام 2023". وفي مفارقة غير متوقعة كشف مدير قسم خدمات الثروة الحيوانية عن احصائية حكومية تشير الى تنامي اعداد رؤوس الجاموس في عموم محافظة ذي قار رغم ما تمر به من ظروف غير مؤاتيه، مبينا ان "احصائيات عام 2023 تشير الى تسجيل 84 الف راس جاموس في المحافظة فيما تشير احصائيات الفصل الثاني من عام 2025 الى تسجيل 93 الف راس من الجاموس".
بدوره، يرى رئيس لجنة ازمة التصحر والجفاف في محافظة ذي قار حيدر سعدي ابراهيم ان "تأثير المتغيرات المناخية وزحف الجفاف والتصحر على السكان المحليين بات تهديد وجودي ولاسيما للمحافظات الجنوبية "، مشيرا الى ان " الأوضاع بلغت مراحل متقدمة من الضرر نتيجة حبس المياه من قبل دول الجوار ولاسيما تركيا ".
وكشف ابراهيم في حديث سابق لـ (المدى) عن تضرر أكثر من 87% من مناطق الاهوار والمناطق الرطبة في الناصرية اثر شح المياه والجفاف، مشيرا الى ان " المتغيرات المناخية والجفاف استدعت أيضا تقليص الخطة الزراعية في المحافظة الى ادنى مستوياتها وهو ما يهدد بزحف التصحر وانحسار الغطاء النباتي في المناطق غير المزروعة والمناطق الأخرى المتأثرة بالجفاف. ودعا الحكومة المركزية الى إدارة ملف المياه بفاعلية عبر التفاوض الرصين ومن خلال خبراء ومختصين مع الجانب التركي كون ازمة المياه اخذت تتسبب بكارثة بيئية، حاثا إياها الى اشراك المنظمات الدولية والإنسانية والبيئية المعنية بالمتغيرات المناخية كونها منظمات لها تاثير دولي فاعل في المجال البيئي.
بالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف كشفت محافظة ذي قار يوم (17 حزيران 2025) عن زحف الجفاف على اكثر من 87 بالمئة من مناطق الاهوار والأراضي الرطبة وتسجيل اكثر من 10 آلاف نازح بيئي، داعية الى تولي إدارة ملف المياه والمفاوضات مع دول الجوار من قبل خبراء ومختصين والى اعتماد سياسة تقاسم الضرر الناجم عن ازمة المياه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram