TOP

جريدة المدى > سينما > "أنا التي أحببتك": قصة الحب ما بين إيف مونتان وسيمون سينيوريه

"أنا التي أحببتك": قصة الحب ما بين إيف مونتان وسيمون سينيوريه

نشر في: 16 أكتوبر, 2025: 12:02 ص

ترجمة : عدوية الهلالي
يلعب رشدي زيم ومارينا فوا دوراً النجمين الفرنسيين الراحلين سيمون سينيوريه وإيف مونتان في السنوات الأخيرة من علاقتهما الرومانسية الطويلة والمضطربة.
ويتجاوز فيلم «أنا التي أحببتك» كونه فيلم سيرة ذاتية، فهو يروي، قبل كل شيء، قصة حب غير مشروط، عاصفة، لكنها راسخة بين نجمي المسرح، سيمون سينيوريه وإيف مونتان. وقد بدأ عرض فيلم ديان كوريس، الذي عُرض في مهرجان كان ضمن مجموعة كلاسيكيات كان 2025، في دور العرض مع مطلع شهر تشرين الأول الحالي.
يبدأ الفيلم في غرف ملابس رشدي زيم ومارينا فوا، مشيرًا إلى أنه على الرغم من أن الفيلم يروي قصة شخصين حقيقيين، إلا أننا ندخل في إطار خيالي. ويركز فيلم «أنا التي أحببتك» على السنوات الاثنتي عشرة الأخيرة من حياة الزوجين عندما فقدت سينوريه بريقها، بينما كان لا يزال مونتان نجمًا صاعدًا. لم يعد هاتفها يرن كثيرًا، والأدوار أصبحت نادرة. تنعزل سينوريه عن الاخرين وتناول الكحول كثيرًا لذا تبدأ بكتابة سيرة ذاتية، وتقضي وقتًا طويلًا في انتظار مونتان، الذي يستعد لجولة جديدة فيقسمان وقتهما بين باريس ومنزلهما الريفي، مما يتيح لمونتان فرصةً للنوم في الخارج كلما سنحت الفرصة.
يواصل المغني مسيرته الغنائية، «مُتحمسًا لكل شيء»، لكن ما لم تتجاوزه سينوريه بعد هو علاقة زوجها الغرامية بمارلين مونرو. إنها حلقة لم تغفل تسجيلها في سيرتها الذاتية، على عكس رغبة مونتان.
هذا الفيلم الجديد من إخراج ديان كوريس، يتجاوز تصوير نجمين أسطوريين، فهو أيضًا دراسة للسنوات الأخيرة من حياة زوجين، لما يجعلها تدوم، رغم الخيانات، والتفاهات، وتقلبات الحياة، سواءً كانا نجمين أم لا. نادرًا ما نجد فيلمًا كهذا في السينما، التي تُفضّل التركيز على شغف البدايات بدلًا من الحبّ المُتقادم. «عندما تعيش مع شخصٍ ما لفترة طويلة، لا تعرف حقًا إن كانت زوجتك، أم أعزّ صديقاتك، أم ألدّ أعدائك؛ أنت تعرف شيئًا واحدًا فقط: لا يمكنك العيش بدونه.»
ولكن بعيدًا عن هذه النية النبيلة، يشهد فيلم «أنا الذي أحببتك»، بقصته، وشخصياته، وحتى إخراجه الكلاسيكي، على زمنٍ آخر، زمنٍ مضى، فيعود الفيلم إلى قصة الحب «العميقة» و»العاطفية»، كما كنا نقول في الماضي، والتي قد نسميها اليوم «سامة». تتنهد سينوريه وتقول :»إنها هبة الحياة أن تحبّ إلى هذا الحدّ»، وهي مستلقية على العشب بجانب نادين ترينتينيان، التي تسألها إن كان مونتان «جريء ولايستقر على حال «. «بالتأكيد!» تُجيب سينوريه، وغصنٌ في فمها. «لكن في الحقيقة، أعتقد أنني أحبّ أن يكون لديّ رجلٌ جذاب».
ويروي هذا الفيلم قصةً حزينةً وجميلةً في آنٍ واحد، تُصوّر سيمون سينوريه المجروحة، والتي تُعاني من خيانة زوجها، وتُغرق نفسها في الكحول، وتُقدّم نفسها كعرضٍ مُهين في مشاهد منزلية. ولا يُغفل الفيلم أيضًا مونتان، الشخصية الساحرة، الجبانة، المُحبّة للنساء، الأنانية والأبوية غير الناضجة.
اعتمدت ديان كوريس في كتابة سيناريوالفيلم على السيرة الذاتية لسيمون سينوريه، التي قرأتها فور صدورها عام 1976. أعادت مشاهدة أفلامها، وشاهدت وقرأت جميع مقابلات الزوجين. وعلى عكس ما كانت تنوي فعله، تزعم ديان كوريس أنها اختارت هذا الوقت للتركيز على قصة حب النجمين، وعلى حميمية الزوجين، وخلافاتهما ومصالحاتهما، دون السعي بأي ثمن لمحاكاة الشخصيات «الحقيقية».وفي هذه النقطة، يبدو أن الرهان غير موفق إلى حد ما. فمن الصعب نسيان الشعر المستعار وتقليد إيماءات مونتان وسينيوريه وعباراتهما. مع ذلك، نجح رشدي زيم ومارينا فوا، اللذان سبق لهما المشاركة في أفلام «الغارة» (2001)، و»قليلون سعداء» (2010)، و»لاعب كمال الأجسام» (2014)، في إبراز حقيقة حميمية هاتين الشخصيتين المترابطتين، واللتين تجمعهما قبل كل شيء هشاشتهما وعيوبهما، وفكرة مشتركة عن العالم، تشاركاها طوال حياتهما في التزاماتهما السياسية والاجتماعية والرومانسية.
لقد أحبته أكثر من أي شيء، وأحبها أكثر من أي شخص آخر. كان سيمون سينوريه وإيف مونتان أشهر ثنائي في عصرهما. وطاردتها علاقة زوجها بمارلين مونرو، وشعرت بالألم من كل ما تلاها، فرفضت سينوريه دائمًا لعب دور الضحية.ولكن ما كان يعرفانه هو أنهما لن يتركا بعضهما أبدًا.لم يفترقا منذ لقائهما في إجازة في سان بول دو فانس في آب ١٩٤٩، حتى وفاة سيمون سينوريه عام ١٩٨٥ عن عمر يناهز ٦٤ عامًا. وبفضل قناعاتهما السياسية المشتركة وحبهما الراسخ، أصبحا من أشهر الأزواج في المشهد الثقافي آنذاك.
وأمام كاميرا ديان كوريس، يُجسّد رشدي زيم ومارينا فوس شخصيتي هذين النجمين السينمائيين الأسطوريين. وهذه هي المشاركة الحادية عشرة لزيم في مهرجان كان، الفائز بجائزة أفضل ممثل جماعية في مهرجان كان عام 2006 عن فيلم «أيام المجد». كما يشارك الممثل هذا العام في فيلم «13 يومًا و13 ليلة» للمخرج مارتن بوربولون. وينطبق الأمر نفسه على مارينا فوس، التي سارت على السجادة الحمراء في فيلم «أغنى امرأة في العالم» للمخرج تييري كليفا، إلى جانب إيزابيل هوبير.أما المخرجة، فيعود آخر ظهور لها في كان إلى عام 1987، في فيلم «رجل عاشق»، الذي عُرض آنذاك في المسابقة الرسمية.وقد تميزت أعمال ديان كوريس السينمائية بأفلام تُعتبر اليوم من كلاسيكيات السينما، مثل «مشروب النعناع»، حيث بدأت مسيرتها السينمائية بأفلام مستوحاة من تاريخ عائلتها ومراهقتها، ثم انتقلت لاحقًا إلى أفلام سيرة ذاتية عن شخصيات أدبية مثل «ساجان» و»أطفال القرن». والخيط المشترك الذي يجمع أعمالها السينمائية هو، تحديدًا، الحب الجامح رغم كل الصعاب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. هادي محمد

    منذ 2 شهور

    تحياتي و تقديري

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

محمود هدايت: في السينما الشاعرية لا توجد صور قطّ.. بل أزمنة

"الست" عن حياة أم كلثوم محور حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي قبل عرضه

رحلة إلى عوالم البحر الأحمر السينمائي

مقالات ذات صلة

سينما

"الست" عن حياة أم كلثوم محور حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي قبل عرضه

متابعة: المدى لم يلبث فريق عمل الفيلم المصري "الست" أنْ عرَض الإعلان الترويجي للفيلم الذي يجسّد حياة "كوكب الشرق"، أم كلثوم، التي تقوم بدور شخصيتها الفنانة المصرية منى زكي، حتى ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram