TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > ثلاثة أجيال فنية في قاعة أكد للفنون

ثلاثة أجيال فنية في قاعة أكد للفنون

نشر في: 20 أكتوبر, 2025: 12:06 ص

 بغداد – علي الدليمي

أستعادة قاعة أكد للفنون، مساء أمس، المعرض المشترك "أجيال"، الذي ضم أعمال كل من الفنان الرائد الراحل جميل حمودي، وابنته الفنانة عشتار جميل حمودي، وابنتها الفنانة والباحثة زينة عصام محمد. واحتوت الأعمال المعروضة على بدايات ومسيرة كل منهم. فالفنان جميل حمودي هو من أوائل الفنانين الرواد في العراق، الذي قضى فترة طويلة في فرنسا، إلا أنه كان بحق سفيرًا للوحة الفنية العراقية هناك، حاملا معه سمات وخصوصية تراثنا وفلكلورنا الشعبي الأصيل. وقد تأثر بالفن الغربي، وامتزجت أعماله بالثراء الثقافي العراقي والغربي.
لقد كان لحمودي دور ريادي فاعل في تأسيس روحية خاصة للوحة العراقية المعاصرة المتجددة. وهو أيضا من مؤسسي جماعة البعد الواحد، إلى جانب نخبة من فنانينا الآخرين أمثال شاكر حسن آل سعيد ومديحة عمر وآخرين. فقد اكتشف مبكرًا كيف يمكن استلهام الحرف العربي في بناء اللوحة الفنية، ليصبح أحد رواد الحروفيين العرب. لقد وجه أنظار الكثير من الفنانين العرب نحو إدخال الحروف والتلاعب في أشكالها الجمالية، بتقصيرها وتطويلها، مستندًا إلى استلهام الموروث الحضاري. حيث زاوج بين مفردات اللوحة الزيتية وجمالية وإمكانية تطويع طاقة الحرف العربي. سافر حمودي إلى فرنسا عام 1947 بهدف متابعة الدراسة وبحثا عن المعرفة في مجالات الفكر والفن والاستنارة الجديدة في المشهد التشكيلي العالمي. وكانت باريس في تلك الفترة، بعد الحرب العالمية الثانية، ملتقى ومبعث الحركات التشكيلية الجديدة والمبتكرة. وقبل ذلك، كان لحمودي نشاطات فنية وثقافية عديدة في بغداد، فقد كان من مؤسسي "جمعية أصدقاء الفن" عام 1941. كما أصدر في عام 1945 مجلة "الفكر الحديث"، التي كانت من المجلات الرائدة الأولى في اهتماماتها بالفنون والنقد الفني. وفي الوقت نفسه، كان أستاذا في التربية في دار المعلمين ببغداد. وفي باريس، تابع الفنان الراحل دراساته وبحوثه الفنية والأدبية. نشر عدة قصائد في المطبوعات الفرنسية، وأصدر ديواني شعر باللغة الفرنسية هما "أحلام من الشرق" عام 1955 و"آفاق" عام 1957. كذلك، أسس دارا للنشر أصدر عنها مجلته "إشتار" بالفرنسية، والتي كانت تهتم بالثقافة والحضارات والفنون. أما الفنانة عشتار جميل حمودي، فقد تعلمت الرسم على يد والدها منذ بداياتها، وكانت تأثيراته مهيمنة على تجربتها في اللون والرموز والزخارف وغيرها. إلا أنها في الآونة الأخيرة بدأت تحاول رويدا رويدا الخروج من معطف تجربة والدها، وتأسيس لها هوية وأسلوب فني خاص بها، وإن كان لا يزال مغموسا بألوان ومفردات بعض أعمال جميل حمودي.
كما انها زاملت طلائع الفنانات العراقيات الرائدات، وشاركت معهن في المعارض الجماعية، فضلاً عن إقامة معرضها الشخصي الأول في قاعة كولبنكيان وهي في عمر مبكر جداً.. وما تزال تثبت حضورها الدائم في مشاركاتها المتجددة.
وتشارك ابنتها الفنانة والباحثة د. زينة عصام محمد في هذا الاستذكار بعدد من لوحاتها الفنية، وهي الأخرى المتأثرة بتجارب والدتها وجدها في بعض المفردات والألوان، لتقدم لنا غابات لونية مختزلة. وبمناسبة المعرض، وقع كتابها الأول "الرحالة أحمد بن فضلان وأهم الشعوب التي زارها"، وهو بحث تاريخي عميق يمتزج بالفن والأدب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مرآة الصمت والانعكاس في معرض كاظم إبراهيم

"غزال" العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير الدولية بالجزائر

الموت يغيب الفنان قاسم إسماعيل بعد صراع مع المرض

شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج

المركز الثقافي العراقي يحتفي بالذكرى العاشرة لرحيل الرشودي

مقالات ذات صلة

"غزال" العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير الدولية بالجزائر

 بغداد / علي الدليمي أعلنت نتائج المسابقة الدولية الثانية للكاريكاتير في الجزائر عن إنجاز فني عربي جديد، حيث فاز الفنان العراقي القدير "غزال محمد" بالجائزة الثانية المرموقة. وقد جاء فوز غزال عن عمله...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram