المدى / عمّار عبد الخالق

تسبّب قرار بلدية البصرة بإغلاق الكراج الرئيسي للباصات في منطقة العشار ساحة أم البروم الذي كان يُعد المركز التنظيمي الرئيسي لخطوط النقل الداخلي مثل (الكرمة، الجزيرة، الهارثة وخط خمسة ميل)، في موجة من الاحتجاجات بين السائقين وأدى إلى تفاقم المشاكل المرورية وانتشار الغرامات المالية ما أثار استياء واسعاً بين السائقين والمواطنين على حد سواء.
وأكد هيثم محمد أحد السائقين في حديثه للمدى أنهم كانوا يستخدمون الكراج بشكل منتظم لأكثر من 300 سيارة ما ساعد على تنظيم حركة النقل وتقليل الاختناقات داخل المدينة مضيفاً أن القرار المفاجئ بتحويل الكراج إلى ساحة خضراء ألقى بالسيارات في شوارع منطقة العشار ما تسبب بزيادة الزحامات المرورية وفرض غرامات كبيرة على السائقين بسبب توقفهم في أماكن غير مهيأة، إلى جانب إحباطهم نتيجة الخسائر المالية الناتجة عن هذه الفوضى.
وأوضح عجيد كاظم أحد السائقين للمدى أن الكراج كان يشكّل مركزاً أساسياً لانطلاق الباصات وتنسيق مواعيد الرحلات اليومية ما سهّل وصول المواطنين إلى مختلف مناطق البصرة بطريقة منظمة فيما أدى الإغلاق إلى انتشار السيارات بشكل عشوائي في الشوارع الرئيسية والفرعية للمدينة ما زاد من حدة الزحامات اليومية وأربك سير الحياة خصوصاً في ساعات الذروة مؤكدين أن الوضع انعكس سلباً على قدرة المواطنين على الوصول إلى أعمالهم ومدارسهم في الوقت المناسب.
من جانبه أكدت مصادر في بلدية البصرة للمدى أن قرار الإغلاق جاء ضمن خطة لتطوير المنطقة وتحويلها إلى مساحة خضراء عامة تهدف لتحسين المشهد الحضري والبيئة إلا أن السائقين طالبوا بإيجاد بدائل عاجلة أو تخصيص كراج جديد قريب لتخفيف الأعباء المرورية والمالية الناتجة عن القرار، مشددين على ضرورة مراعاة تأثير مثل هذه القرارات على قطاع النقل الحيوي وخدمة المواطنين مؤكدين أن الحلول البديلة يجب أن تأتي قبل تنفيذ أي مشروع تطويري لضمان عدم تعطيل حركة النقل اليومية واستمرار خدمات النقل الداخلي بطريقة منظمة وآمنة.
وبيّن مفوض مرور فضل عدم ذكر اسمه للمدى أن الكراج كان منظماً بشكل كبير سابقاً حيث كانت حركة الباصات تسير بانسيابية واضحة وكانت الرحلات اليومية تتم وفق جداول زمنية محددة مما ساعد على تقليل الازدحامات المرورية وتسهيل وصول المواطنين إلى مختلف مناطق البصرة في الوقت المناسب.
وأضاف أن السائقين كانوا يلتزمون بالمواقف المخصصة والطرق المقررة ما أسهم في تنظيم حركة المرور بشكل عام داخل منطقة العشار وخطوط النقل الداخلي الأخرى.
وأوضح أن إغلاق الكراج وتحويله إلى ساحة خضراء أدى إلى تفكك هذا النظام وتحولت حركة السيارات إلى فوضى مرورية حقيقية، حيث بدأت الباصات تتوقف في أماكن غير مناسبة وانتشرت الزحامات بشكل غير مسبوق في الشوارع الرئيسية والفرعية ما زاد من صعوبة حركة المواطنين وأدى إلى فرض غرامات مالية على السائقين.
وأكد المفوض أن الوضع الحالي يهدد سلامة السائقين والمواطنين على حد سواء، ويستدعي تدخل الجهات المعنية فوراً لإعادة تنظيم حركة النقل الداخلي من خلال إيجاد بدائل فورية أو تخصيص كراجات جديدة، إلى جانب وضع خطط مرورية واضحة لتخفيف الاختناقات ومنع تكرار هذه الفوضى مستقبلا.