ذي قار / حسين العامل
أعلنت مفتشية آثار وتراث ذي قار عن انطلاق موسمها التنقيبي الحالي بوصول 7 بعثات تنقيبية دولية من أصل 11 بعثة من المقرر وصولها للعمل ضمن الموسم المذكور، مؤكدة تحقيق اكتشافات أثرية مهمة خلال المواسم التنقيبية السابقة، فيما كشف متحف الناصرية الحضاري عن تعاون علمي وأكاديمي مع جامعات ذي قار. وتُنقّب في المواقع الأثرية في ذي قار سنويًا أكثر من 11 بعثة تنقيبية دولية، إذ تعمل أربع بعثات تنقيبية فرنسية في كل من موقع لارسا ضمن حدود قضاء البطحاء، وتل مزيد القريب من مدينة أور الأثرية، وتل جبرة ضمن منطقة صليبيات، وموقع تل أم العجاج الواقع في نهايات حدود منطقة الكطيعة مع قضائي الشطرة والرفاعي. فيما تعمل ثلاث بعثات بريطانية في كل من موقعي أريدو وكرسو وموقع الدبيبة، وبعثتان إيطاليتان في تل زرغل وتل أبو طبيرة، وبعثة روسية في موقع الدحيلة الأثري في قضاء البطحاء، وأخرى أمريكية في لكش، وسلوفاكية في جوخا، وبعثة سويسرية تعمل في موقع المدينة في قضاء الرفاعي.
وقال مفتش آثار وتراث ذي قار شامل الرميض لـ«المدى» إن «سبع بعثات تنقيبية دولية وصلت إلى محافظة ذي قار مؤخرًا وباشرت أعمال التنقيب في المواقع المرسومة لها»، مبينًا أن «البعثات تتمثل بالبعثة الروسية في موقع الدحيلة، والبعثة الفرنسية في تل جبرة، والبعثة الأمريكية في موقع لكش، والبعثة الإيطالية في تل زرغل، وبعثة المتحف البريطاني في كرسو (موقع تلو)، والبعثة الفرنسية الثانية التي تعمل في موقع تل أم العجاج الواقع عند نهاية حدود منطقة الكطيعة المحصورة بين قضائي الشطرة والرفاعي».
وكشف الرميض عن قرب وصول بعثة فرنسية أخرى للتنقيب في موقع لارسا.
وأشار مفتش آثار وتراث ذي قار إلى أبرز المكتشفات الأثرية التي حققتها البعثات الدولية في مواسمها التنقيبية السابقة، إذ اكتشفت البعثة البريطانية جسرًا وناظمًا لتنظيم المياه في مدينة كرسو بموقع تلو، فيما اكتشفت البعثة الأمريكية الحانة والمطعم ومعامل البخار، بينما أسفرت الأعمال التنقيبية للبعثة الإيطالية عن اكتشافات مهمة في تل أبو طبيرة من بينها ميناء يعود إلى أربعة آلاف وخمسمئة سنة قبل الميلاد، مبينًا أن «الميناء كان ضمن مقتربات مدينة أور الأثرية».
وأكد تحقيق مكتشفات أثرية أخرى من قبل بقية البعثات التنقيبية، وأضاف أن «المكتشفات من القطع واللقى الأثرية التي عثرت عليها البعثات المذكورة خلال مواسمها التنقيبية السابقة تُقدّر بالآلاف».
ومن جانبها، كشفت إدارة متحف الناصرية الحضاري عن برنامج وخطة عمل للتعاون العلمي بين إدارة المتحف والجامعات العراقية العاملة في المحافظة.
وقال مدير المتحف سامي عطية البدري في تصريح إعلامي تابعته «المدى» إن «الخطة تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين ومدّ الجسور مع الجامعات، وإقامة المؤتمرات للبعثات التنقيبية العاملة في المحافظة، فضلًا عن تنظيم الزيارات إلى المتحف».
ويرى البدري أن «التعاون مع الجامعات العراقية يسهم في إنجاح عمل المتحف والتعريف بحضارة وادي الرافدين وخلق أجواء مشتركة لدعم العمل الأكاديمي وتفعيل الحركة السياحية»، مبينًا أن «مفتشية آثار وتراث ذي قار أبرمت مذكرة تفاهم بهذا الشأن مع رئاسة جامعة ذي قار تشتمل على تدريب طلبة كلية الآثار من خلال تواجد البعثات التنقيبية الأجنبية، وذلك بدعم وإشراف الهيئة العامة للآثار والتراث».
وكانت مفتشية آثار وتراث ذي قار أعلنت يوم (17 أيلول 2025) عن قرب انطلاق الموسم التنقيبي القادم مع وصول ثلاث بعثات تنقيبية دولية من أصل 11 بعثة تترقب وصولها خلال الموعد المحدد للعمل ضمن الموسم المذكور، مشيرة إلى تحقيق اكتشافات مهمة والعثور على آلاف القطع الأثرية خلال المواسم التنقيبية السابقة.
وتضم محافظة ذي قار نحو 1200 موقع أثري يعود معظمها إلى عصر فجر السلالات والحضارات السومرية والأكدية والبابلية والأخمينية والفرثية والساسانية والعصر الإسلامي، وتُعد من أغنى المدن العراقية بالمواقع الأثرية المهمة، إذ تضم بيت النبي إبراهيم (ع) وزقورة أور التاريخية، فضلًا عن المقبرة الملكية وقصر شولكي ومعبد «دب لال ماخ» الذي يُعد أقدم محكمة في التاريخ. وكانت مفتشية آثار وتراث ذي قار كشفت مطلع (شباط 2022) عن مشاركة خمس بعثات تنقيبية دولية في الكشف عن قصور ومعابد ونحو ألف قطعة أثرية تعود للحضارة السومرية خلال تنقيبات عام 2021.
فيما أعلنت المفتشية في (18 كانون الثاني 2021) عن تسليم أكثر من ألف قطعة أثرية إلى متحف الناصرية والهيئة العامة للآثار خلال عام 2020، وبينت أن القطع الأثرية هي حصيلة عمل 11 بعثة تنقيبية أجنبية وما عثر عليه المواطنون وشرطة حماية الآثار خلال جولاتهم التفتيشية، مؤكدة تراجع أعمال النبش والتجاوزات على المواقع الأثرية بعد استحداث أربع مراقبيّات للآثار.
وأعلنت إدارة محافظة ذي قار (مطلع عام 2016) عن اكتشاف مجمع إداري أثري في موقع تل خيبر غرب الناصرية، وفيما توقعت اكتشاف معلومات توثّق عصور ما قبل 3000 عام قبل الميلاد، أكدت بعثة التنقيب البريطانية في ذي قار اكتشاف مئة رقيم طيني توثّق أحداث تلك الحقبة.










