TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > معرض محمد سهيل .. ألغاز بصرية في فضاء التشكيل العراقي

معرض محمد سهيل .. ألغاز بصرية في فضاء التشكيل العراقي

نشر في: 23 أكتوبر, 2025: 12:06 ص

بغداد – علي الدليمي

 

في المشهد التشكيلي العراقي المعاصر، تبرز بعض التجارب الفنية التي تتجاوز حدود التكرار أو التقليد، لتشكل منعطفا نوعيا في لغة الفن المعاصر.

ومن بين هذه التجارب، تبرز تجربة الفنان الشاب محمد سهيل التي اتسمت بجرأة الطرح وتفرد الأسلوب، إذ قدم معرضه الثاني (كاليري سلام عمر)، مدفوعا بقناعة تامة ومترسخة برؤيته الجمالية الخاصة، مؤسساً بذلك لحضور بصري جديد ضمن الخارطة التشكيلية العراقية.
وتتميز أعمال سهيل باستخدام مفردات رسومية بصيغة، تنتمي إلى بيئة التصميم الثلاثي الأبعاد "ثري دي"، ما يمنح أعماله بعدا فنيا وتقنيا مركبا، حيث تتداخل العناصر الشكلية مع الظلال والكتل الافتراضية لتنتج الغازا بصرية تستفز المتلقي وتدفعه إلى تأمل غامض، يفتح المجال أمام احتمالات تأويلية متعددة.
لا تقتصر أعمال سهيل على البعد الجمالي وحده، والتصميم البصري، بل تتحول إلى مساحة استقصاء فكري وبصري تحاكي ثنائية الإدراك والتخيل، وتعيد النظر في دور الفن بوصفه أداة لإنتاج المعنى لا مجرد تمثيل له.
من أبرز ملامح أعمال سهيل أيضا تلك الرمزيات المستلهمة من عالم الطفولة، حيث تتقاطع براءة الشكل مع غموض الدلالة. إذ يبدو أن الفنان يستعير من مفردات الطفولة ما يُعزز حس المفارقة في لوحاته، ليخلق بذلك عوالم بصرية تتأرجح بين النقاء الطفولي والتعقيد المفاهيمي، وهي مقاربة فنية نادرة تستدعي تساؤلات حول العلاقة بين التشكيل والذاكرة، وبين الرمز والسياق.
وتعد تجربته: فنية غنية ومثيرة للاهتمام، وتتجلى أهمية هذه التجربة في قدرة الفنان على خلق عالم فني مميز، خارج المألوف أو المطروح، حيث يمتزج بين التقنية الحديثة والرؤية الفنية الإبداعية المعاصرة.
ويبدو أن سهيل يستلهم من عالم الأطفال البريء الكثير من الرمزيات الفنية والفكرية، حيث يخلق لوحات فنية تجمع بين البراءة والغموض.
وتعيد تجربة محمد سهيل إلى الواجهة، النقاش حول وظيفة الفن وجدواه في عصر تتقاطع فيه التكنولوجيا مع التعبير الإنساني، إذ تثير أعماله تساؤلات جوهرية، هل يمكن للفن أن يُعيد تشكيل الواقع من خلال أدواته البصرية؟
وإلى أي مدى يمكن أن يسهم الفنان في إعادة إنتاج الوعي أو تحفيز الإدراك الجمالي لدى المتلقي؟
إن حضور الأسلوب التجريبي في أعمال سهيل، واعتماده على مفاهيم بصرية غير تقليدية، يجعل من تجربته مرشحة للانتماء إلى حقل الفن التجريبي المعاصر، الذي لا يكتفي بتمثيل الواقع، بل يسعى إلى تفكيكه وإعادة صياغته عبر أدوات مبتكرة..
الفنان محمد سهيل، مواليد بابل عام 2000. بكالوريوس كلية الفنون الجميلة/ بغداد 2023. أقام معرضه الشخصي الأول/ قاعة مردوخ/ بابل/ 2009. ومعرضه الثاني على قاعة وزارة الثقافة. شارك في معرض كلية الفنون الجميلة/ 2022. ومعرض – فن القاهرة/ 2025. وسمبوسيوم – رأس المتن/ لبنان/ 2024. ومشاركات محلية عديدة أخرى.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مرآة الصمت والانعكاس في معرض كاظم إبراهيم

"غزال" العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير الدولية بالجزائر

الموت يغيب الفنان قاسم إسماعيل بعد صراع مع المرض

شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج

المركز الثقافي العراقي يحتفي بالذكرى العاشرة لرحيل الرشودي

مقالات ذات صلة

"غزال" العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير الدولية بالجزائر

 بغداد / علي الدليمي أعلنت نتائج المسابقة الدولية الثانية للكاريكاتير في الجزائر عن إنجاز فني عربي جديد، حيث فاز الفنان العراقي القدير "غزال محمد" بالجائزة الثانية المرموقة. وقد جاء فوز غزال عن عمله...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram