البصرة / عمار عبد الخالق
شهد مجمع الشركات النفطية في قضاء الزبير بمحافظة البصرة، أمس السبت، توتراً حاداً خلال افتتاح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وحدة التكسير الجديدة ضمن مشروع «FCC»، بعدما اقتحم عدد من خريجي كليات الهندسة والعلوم المجمع مطالبين بفرص عمل، قبل أن تتدخل القوات الأمنية وتمنعهم من التقدم، فيما تولى الجيش فضّ التجمع وإخراج المحتجين بالقوة وسط تعرّضهم للضرب.
وقال ممثل خريجي كليات الهندسة والعلوم المحتجين، هيثم كاظم، في تصريح لـ«المدى»، إنّ «من المؤسف والمُعيب أن يتعامل رئيس الوزراء مع أبناء بلده بهذه الطريقة بعد أن خدمنا سنوات طويلة وعملنا بجهودنا الذاتية دون أي امتياز وظيفي حقيقي، وكان من المفترض أن يظهر بعض الاحترام والاعتبار لمطالبنا المشروعة».
وأضاف أنّ «السوداني كان الأجدر به أن يعاملنا كمواطنين متساوين لا أن يُسمح بالمصافحة مع أشخاص تورطوا في قتل آلاف العراقيين كما حدث مع الجولاني، بينما يُمنع أبناؤه من حقهم الطبيعي في العمل والاستقرار»، مؤكداً أنّ «المتظاهرين لا يسعون سوى إلى تحقيق العدالة والإنصاف، وهو أقل ما يستحقه كل شاب عراقي كرس سنوات عمره وجهده في خدمة مشروع وطني».
وأوضح كاظم أنّ عدد المطالبين بالتثبيت يتجاوز 1500 شخص خدموا في المشروع بين ثلاث إلى خمس سنوات، وخضعوا للتدريب وعملوا بجهودهم الذاتية من دون أي امتياز وظيفي.
من جهته، قال كاظم حسين، أحد العاملين في شركة «FCC»، لـ«المدى» إنّ «جميع تظاهراتنا السلمية ضد الحكومة تُقابل بالقمع والاعتداء، وكأن المطالب المشروعة لشباب عملوا بجد وجهد لسنوات أصبحت جريمة». وأشار إلى أنّ «المحتجين لم يقوموا بأي فعل يخالف القانون أو يعطل العمل، وكل ما يطالبون به هو حقهم الطبيعي في التوظيف والعدالة بعد سنوات من التدريب والإخلاص».
وبيّن أنّ «الاحتجاجات مستمرة منذ أكثر من ستة أشهر وسط تجاهل حكومي، فيما يعيش المحتجون ظروفاً صعبة من جوع وظلم وطغيان، ولا كرامة لهم ولا اعتراف بحقوقهم»، مؤكداً أنّهم «ماضون في المطالبة بحقهم المشروع رغم كل التحديات والمخاطر».
وختم بالقول: «نريد من المسؤولين أن يروا أننا بشر لنا حقوق، وأن جهودنا وتضحياتنا يجب أن تُكافأ بتحقيق العدالة التي نطالب بها منذ فترة طويلة، فكل ما نريده هو حياة كريمة ومستقبل آمن لنا ولأسرنا».










