TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > المدى تستذكر محمود البريكان .. احتفاء بـ " أحد رواد الحداثة العربية "

المدى تستذكر محمود البريكان .. احتفاء بـ " أحد رواد الحداثة العربية "

نشر في: 26 أكتوبر, 2025: 12:06 ص

 متابعة المدى

ضمن فعالياته الاسبوعية ، أقام بيت المدى الثقافي في شارع المتنبي جلسة أستذكارية للشاعر محمود البريكان حضرها جمع غفير من الأدباء ورواد بيت المدى، قدم للجلسة الناقد سعد التميمي، وتحدث فيها النقاد: فاضل ثامر، نادية هناوي، على الفواز، واحمد الزبيدي.

الشاعر محمود البريكان ولد في محلة الرشيدية في مدينة الزبير في محافظة البصرة عام 1929م، تأثر في صباه بجده لأمه،، الذي كانت له مكتبة بيتية كبيرة تحتوي على مجلات ودوريات وكتب أدبية ومراجع، مما جعل البريكان يتأثر بهذه المكتبة.
يعد محمود البريكان من الشعراء الرواد والمجددين في الشعر العربي، مثل السياب ونازك الملائكة وبلند الحيدري وعبد الوهاب البياتي وغيرهم. وفي عام 1951 كتب البريكان ملحمته الشعرية الطويلة " أعماق المدينة" .. قرأها على السيّاب فأعجبته كثيراً، وبعد ذلك بثلاث سنين قال له السيّاب إنه استلهم منها قصيدته الطويلة " حفّار القبور"، وقال في وصفها: هي قصيده " بريكانية" .
أفتتح الجلسة الناقد الدكتور سعد التميمي قائلا: نحتفي اليوم بقامة شعرية كبيرة، اختار العزلة لكنها لم تكن عزلة سلبية بل عزلة إيجابية، شاعر لا يمكن أن نبعده عن حركة الريادة الشعرية، هذا الشاعر الذي تعلم منه السياب وسعدي يوسف وأخرون، شاعر لم يأخذ حقه في النقد عراقيا ولا عربيا لولا بعض المحاولات الفردية، وأضاف للحصول على قصائده لنشرها، حدثني الناقد حاتم الصكر عن حساسيته، حيث يقول أنه كان يريد من الأخرين أن يدققوا هذه الابيات بأنفسهم، كانت علاقته بالكتاب وبالقراءة متينة لذلك تجلت في تجربته الشعرية. واختتم كلمته: أسمحو لي أن أقف مع مجموعته الكاملة الصادرة حديثا عن الشؤون الثقافية، والتي ضمت 390 قصيرة بالأضافة الى 13 نصا بين شعر منثور ونص نثري.
بعدها تحدث الناقد فاضل ثامر، بعد أن شكرا المدى على هذه الفرصة في الحديث عن شاعر مهم، مضيفا أن البريكان شاعر كبير ولكنه للأسف لم يشغل المكانة التي يستحقها، ولو قيض لقصائده أن تظهر في وقت مبكر مع قصائد السياب، لنازعه على الريادة، وأشار أن احتفالنا به اليوم هو لأستعادته، وهو شاعر أشكالي بمعنى أنه يرفض المصالحة مع الواقع الخارجي، وكانت لديه فوبيا حقيقية إزاء الاخرين، واضاف أنه كان يضع مزيدا من الأقفال في بابه خوفا من قاتل خفي، والغريب أن هذا الخوف تحقق فعلا وأغتيل بطريقة غريبة. وأشار أن هذا السلوك أنعكس على تجربته الشعرية، فاصبحت شعرية ملغزة، وكانت مغموسة بهم فلسفي كبير. وأضاف ان لغته، لغة الخاصة مشبعة بهم فلسفي، فهو يختلف عن السياب فلسفيا، ويمكن أن نقول أن قصيدته قصيدة كونية تحمل الكثير من المفاهيم المجردة أحيانا، والتي تجعل منه أسما خاصا في التجربة الشعرية العراقية. وأكد أننا بحاجة الى أن نستعيد هذه التجربة التي خسرها بسبب الأعلام أولا، وبسبب سلوكه الشخصي الذي كان يحجم في عن نشر قصائده.
وأشارت الدكتورة نادية هناوي: الى أن الشعراء أصناف، ولهم ضروبهم في التعامل مع القوانين الشعرية غير أنهم متفقون على أن ما يرفع قدر الشاعر هو شعره، وليس غير شعره. وأسوأ مصير ينتظر الشاعر هو حين يُنسى شعره ويُنظر إلى شخصه. وأضافت: صحيح أن في ذلك خيرا له على مستوى التداول الإعلامي، إذ سيظل اسمه يتردد في أروقة تاريخ الأدب من قبل المؤرشفين والمفهرسين الذين تنحصر مهمتهم في فرز منجزات الجيل الأدبي واحصائها، ولكن النظر إلى التاريخ الشعري شيء والنظر في الشعر نفسه شيء آخر؛ فالأول عمل توثيقي بحت، والثاني عمل جمالي أولا وآخرا. وأشارت إن أخطر ما يهدد الشعر الحقيقي هو الإعلام، وأخطر ما يتهدد الشاعر الحقيقي هو أن يصير صنما. وهو ما يتطلب من النقد الأدبي أن يكون حاسما في تحمل مسؤولياته الأخلاقية والجمالية والثقافية ويتصدى لتلك الظواهر بالدراسة الموضوعية. أما النقد المتساهل والمتعاطف والمداهن والمتطامن فيضر بالأدب والأديب. وواكدت أن مثالنا على التساهل والتعاطف الذي ينتهي بتصنيم الشاعر محمود البريكان الذي نال من النقد الأدبي ما يكافئ شاعريته فلقد كتبت عنه مقالات ودراسات وأُلف أكثر من كتاب هذا فضلا عما نشر حول شخصه من ذكريات وشهادات. وهذا لوحده كاف، لكن ثمة تضخيما غير قليل حصل مع شخص البريكان تارة بوصفه مفكرا وجوديا يملك فلسفة الصمت، وتارة أخرى بوصفه أسطورة، صنعتها حكاية انزوائه ورفضه نشر كثير من نصوصه في الصحف والمجلات.
وقال الناقد على فواز: يعيدنا تذكر البريكان الى المنطقة الملتسة والاشكالية، وهي منطقة الريادة الشعرية في العراق، وأسئلة هذه الريادة وتعديلاتها وموقفها من الحداثة ومن قضايا التجديد في الشعر، وأشار الى أن العودة الى الريادة، لا يعني ابدا إغفال البريكان ودورة المهم في الشعرية العراقية، وهذه التجربة بحاجة الى قراءة، وتساءل هل يمكن أن نقرأ البريكان بأدواتنا الان، ونعطي أحكاما نقدية، وربما لها مرجعيات من الصعوبة تصلح مع تجربة البريكان الشعرية، وأشار الى أن البريكان جزء من ظاهرة، وهذه الظاهرة شكلت ملامح جديدة في الشعرية العراقية ولربما شكلت قطيعة مع مسار طويل من التاريخ الشعري. وأضاف: أن ما يميز جيل السياب، إذا افترضنا هذه التسمية، أنه كان جيلا يشتبك في خطابه الشعري مع السياسي، مع الايدلوجي، مع المعرفي، وحتى مع الأسطوري.. وخاصة الايديلوجي، فنحن لا يمكن أن نفصل السياب الأيدلوجي والسياسي عن السياب الشعري، وحينما نتحدث عن البياتي وحتى نازك الملائكة، لا نستطيع تٌغييب البيئة الثقافية والمجتمعية عندهما. ويضيف أنه يجد أن البريكان لم يظلم لا شاعرا ولا شعرا، فالجميع يتعامل مع الأثر في تبدلاته.
وتحدث الناقد الدكتور أحمد الزبيدي عن الريادة غير المفقودة لدى محمود البريكان قائلا: ثمة تساؤل آخر يدور في ذهن مَنْ قرأ أعمال البريكان الشعرية، عن المنجز العائد من صحراء نجد، والذي سيرغم النقدية العراقية على مراجعة التصورات المعيارية والوصفية، وخاصة أن السّنّة النقدية العراقية ترتكز - كثيرًا - إلى ظاهرة الأجيال الشعرية برؤية زمنية تعاقبية. وتساءل الزبيدي: هل ثمة مقعد محجوز للبريكان ضمن فريق الريادة الشعرية ؟ هل سيكون العدد خماسيا؟ وهل سيتنازل النقاد - الأحياء منهم والأموات - عن أحكامهم الرباعية؟ وهل سنضيف خصومة أخرى على التنافس والأسبقية لخصومة نازك والسياب ؟ أو السياب والبياتي ؟ ومن الرائد الذي سيتبرع في مخاصمة البريكان ومنافسته ؟، مضيفا أن في أعمال البريكان ستجد قصائد درامية سبّاقة لقصائد السياب كـ( المومس العمياء (و( حفار القبور) منها قصيدة عنوانها ( الهائمات ) ويشير الدال إلى النسوة الهائمات في بيع الهوى، والتلذذ بالجسد المباع والمشترى.. وغيرها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مرآة الصمت والانعكاس في معرض كاظم إبراهيم

"غزال" العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير الدولية بالجزائر

الموت يغيب الفنان قاسم إسماعيل بعد صراع مع المرض

شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج

المركز الثقافي العراقي يحتفي بالذكرى العاشرة لرحيل الرشودي

مقالات ذات صلة

"غزال" العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير الدولية بالجزائر

 بغداد / علي الدليمي أعلنت نتائج المسابقة الدولية الثانية للكاريكاتير في الجزائر عن إنجاز فني عربي جديد، حيث فاز الفنان العراقي القدير "غزال محمد" بالجائزة الثانية المرموقة. وقد جاء فوز غزال عن عمله...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram