ذي قار / حسين العامل
تزامنًا مع الذكرى السادسة لانطلاق المرحلة الثانية من تظاهرات تشرين، دعا ناشطون في ذي قار إلى محاسبة المتورطين بقتل المتظاهرين، ووقف الملاحقات الأمنية والدعاوى الكيدية ضد الناشطين، مؤكدين أن «تشرين» أسست لوعي مجتمعي ومطلبي واسع ما زال أثره حاضرًا في الشارع العراقي.
واندلعت التظاهرات العراقية في مرحلتها الأولى في الأول من تشرين الأول عام 2019 في عشر محافظات وسطى وجنوبية، واستمرت عدة أيام قبل أن تُعلَّق نحو عشرين يومًا بسبب زيارة أربعينية الإمام الحسين (ع)، لتعود وتنطلق مجددًا في الخامس والعشرين من الشهر نفسه. وقد عبّر المتظاهرون حينها عن احتجاجهم على تردي الخدمات وتفاقم معدلات الفقر والبطالة، وإهمال الكفاءات، واستشراء الفساد، إضافة إلى سياسة المحاصصة والولاءات الإقليمية التي جعلت العراق ساحة نفوذ خارجي.
وقال الناشط أحمد الوشاح لـ(المدى) إن «تظاهرات تشرين كانت ثورة بيضاء تمثل ضمير العراقيين، وانطلقت من دون أي دوافع سياسية أو دينية»، موضحًا أن «المتظاهرين من طلبة ونقابات واتحادات مهنية عبّروا عن إرادة شعبية حقيقية تطالب بالعدالة والإنصاف ومحاربة الفساد». وأشار الوشاح إلى أن «ست سنوات مرّت من دون محاسبة أي من المتورطين في قتل المتظاهرين، فيما لا تزال الملاحقات تطال ناشطين ومشاركين»، مبينًا أنه وعددًا من زملائه يعيشون في مناطق نزوح قسري بسبب الدعاوى الكيدية. ودعا إلى «محاسبة القتلة والكف عن ملاحقة الناشطين».
بدوره، قال الأمين العام للبيت الوطني حسين علي الغرابي إن «هذا التاريخ يرمز إلى لحظة وعي وطني كبيرة، خرج فيها الشباب لمواجهة الفساد والمحاصصة وقدّموا تضحيات جسيمة»، مؤكدًا أن «تشرين جسّدت روح الإيثار الوطني وأسست لوعي مجتمعي متقدم في المطالبة بالحقوق». وأضاف أن «أفكار تشرين لا تزال حاضرة رغم التحديات التي واجهتها على يد السلطة والأحزاب المتنفذة». من جانبها، أوضحت الناشطة إيمان الأمين أن «تظاهرات 25 تشرين جاءت ردًّا على القمع والقتل الذي استهدف المحتجين في مطلع الشهر»، مضيفة أن «الحشود التي خرجت مثّلت كل شرائح المجتمع، وشاركت فيها المواكب الشعبية والحسينية لدعم المتظاهرين». وأكدت الأمين أن «تشرين كانت ثورة عدالة وكرامة رفع فيها العراقيون شعار (نريد وطن)، وكشفت حجم الظلم والطغيان ورسخت القيم الثورية في عقول الشباب». أما الناشط حسن هادي المدرس فقال لـ(المدى) إن «تشرين، رغم القمع والاعتقالات، بقيت متمسكة بمطالبها، وقدّمت أكثر من 800 شهيد و30 ألف جريح، وعشرات المختطفين والمغيبين»، معتبرًا أن «حجم التضحيات يجعلها من أبرز الحركات الاحتجاجية في التاريخ العراقي الحديث». وطالب المدرس بـ«إعادة فتح ملف التحقيق في جرائم القتل»، متسائلًا عن أسباب «عدم محاسبة أي من القتلة رغم إعلان السلطات اليومية عن القبض على متهمين بجرائم بسيطة».
وكشف عن «مئات الدعاوى الكيدية ضد الناشطين، بينما لا يزال القتلة أحرارًا لم يمثلوا أمام القضاء»، محذرًا الحكومة من «تجاهل المطالب المشروعة للعراقيين والتسويف في تحقيق العدالة». وشهدت تظاهرات تشرين أعمال عنف واسعة بعد دخول جماعات مسلحة وُصفت بـ«الطرف الثالث» قامت بعمليات قتل واختطاف للناشطين. وأسفرت المواجهات عن مقتل نحو 800 متظاهر، وإصابة أكثر من 30 ألفًا، واعتقال أكثر من 3 آلاف شخص. ولم تُحاسب أي جهة متورطة بهذه الانتهاكات حتى الآن. وفي تصريح سابق، قدّر رئيس الوزراء الأسبق مصطفى الكاظمي عدد ضحايا تظاهرات تشرين بأكثر من 600 شهيد، و3500 مصاب بإعاقات دائمة، و24 ألف إصابة طفيفة، بحسب مقابلة نشرتها صحيفة الشرق الأوسط في 11 آذار 2023.










