ميسان / مهدي الساعدي
نظّمت إدارة متحف ميسان الحضاري فعالية فنية لجذب الزوار وتسليط الضوء على مقتنياته التاريخية، وسط تراجع واضح في الإقبال على زيارته رغم افتتاحه الرسمي في ديسمبر 2023، في وقت يعزو مختصون وأكاديميون هذا العزوف إلى ضعف الترويج الإعلامي وقلة الاهتمام بالمراكز الثقافية.
وأشار مراقبون في ميسان إلى أنّ المتحف يعاني قلة الزوار رغم مرور فترة على افتتاحه، مؤكدين أنّ الإدارة بدأت باتخاذ إجراءات لجذب المواطنين وتشجيعهم على التردد عليه.
ويرى مهتمون بالشأن الثقافي أن عزوف الجمهور عن زيارة المراكز الثقافية، ومنها المتاحف، أصبح ظاهرة عامة في المحافظات العراقية. وأوضح حسن شاكر، المهتم بالشأن الثقافي، لصحيفة (المدى) أنّ «انشغال الناس بوسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الذكية أضعف اهتمامهم بالقراءة وزيارة المراكز الثقافية». وأضاف أنّ «العصر أصبح مرهوناً بما تتناقله هذه الوسائل التي أثرت بشكل كبير على وعي الشباب».
من جهته، أكد الأكاديمي صلاح فرحان أنّ «زيارة المتاحف تعد نشاطاً ثقافياً وعلمياً مهماً للطلبة»، داعياً مديرية تربية ميسان وجامعة ميسان إلى «تنظيم زيارات دورية للمتحف لتعزيز الجانب المعرفي لدى الطلبة».
وفي السياق ذاته، أشار ناشطون ثقافيون إلى ضعف الترويج الإعلامي للمتحف، ما حدّ من انتشاره محلياً. وقال الناشط الثقافي علي رشك إنّ «قلة الزيارات للمتحف ترجع إلى ضعف الوعي بأهمية زيارته، إضافة إلى غياب الدور الإعلامي في تسليط الضوء عليه». ودعا إلى «تنسيق الجهود بين الحكومة المحلية ومديرية التربية وجامعة ميسان لتنظيم زيارات منتظمة للمتحف». وأضاف أنّ «الإعلام يركّز على القضايا السلبية ويتجاهل المراكز الثقافية التي تمثل الوجه الحضاري للمحافظة».
من جانبه، أشار الكاتب والشاعر عبدالحسين البريسم إلى أنّ «متحف ميسان يمثل خطوة ثقافية مهمة للحفاظ على التراث وتعريف الأجيال به»، لكنه انتقد «ضعف الترويج الإعلامي وفرض رسوم دخول جعلت المتحف ذا طابع تجاري». وأضاف أنّ «بعض القطع الأثرية المهمة ما تزال في متحف بغداد ولم تُسلَّم إلى ميسان حتى الآن». ودعا إلى «منح الإعلاميين تسهيلات لتغطية أنشطة المتحف وزيادة حضوره في المشهد الثقافي».
ورغم التحديات، واصلت إدارة المتحف جهودها لجذب الجمهور من خلال مبادرات فنية وثقافية، من بينها إقامة معرض فني للفنانة التشكيلية دعاء الشكرجي بالتعاون مع إدارة المتحف، حيث عرضت مجموعة من اللوحات والأشغال اليدوية التي تجسّد التراث الميساني والعراقي.
وقالت الشكرجي لصحيفة (المدى) إنّ «المعرض شهد حضوراً وتفاعلاً من أبناء المحافظة، وأبرز عمق الوعي بأهمية التراث والحفاظ عليه». وأضافت أنّ «المتحف أصبح مساحة للتثقيف والتواصل بين الأجيال، وهو ما يعزز الهوية الميسانية».
واقترح عدد من المهتمين بالشأن الثقافي، بينهم الشكرجي، تنظيم زيارات مدرسية وجامعية منتظمة، وإقامة فعاليات ومعارض داخل المتحف، إضافة إلى تنشيط الجانب الإعلامي والتوعوي، وتفعيل الشراكات مع منظمات المجتمع المدني، وإطلاق «يوم ميسان التراثي» ليكون مناسبة سنوية تحتفي بها المحافظة بمراكزها الثقافية، إلى جانب تطوير تجربة الزائر ودعم السياحة الداخلية.










