TOP

جريدة المدى > سياسية > بعد صفقة طائرات ودبابات، العراق يوسع مشترياته من الأسلحة الكورية

بعد صفقة طائرات ودبابات، العراق يوسع مشترياته من الأسلحة الكورية

مسعى لتحديث التسليح بدلاً من المعدات الأمريكية والروسية القديمة

نشر في: 28 أكتوبر, 2025: 12:06 ص

ترجمة: حامد أحمد

تناول تقرير لصحيفة، كوريا جونغانغ Korea Joongang Daily، الكورية توجه العراق للاعتماد على كوريا الجنوبية كمورد للأسلحة الحديثة بعيداً عن المصادر الأمريكية والروسية، فبعد شراء صواريخ ودبابات وطائرات مقاتلة كورية، قد يقوم الجيش العراقي بتوسيع صفقاته مع شركات تصنيع دفاعية هناك في محاولة لتعزيز وتحديث قدراته العسكرية والدفاعية في منطقة ما تزال تشهد توترات أمنية. وأشار التقرير إلى أن كوريا الجنوبية قد تقدم بديلاً جذابًا لاستبدال المعدات والمركبات القديمة التي صنعتها الولايات المتحدة وروسيا، إذ يمكن لهذا الاختيار تجنب الأعباء الجيوسياسية المصاحبة غالبًا لعقود الدفاع مع المنافسين في الحرب الباردة، مع تلبية التوقعات من حيث الجودة والجداول الزمنية للتسليم. في قلب هذه المشتريات، هناك صفقة بقيمة 2.8 مليار دولار لشراء صواريخ أرض-جو متوسطة المدى من شركة (LIG Nex1) المعروفة باسم " سكاي بولت " (M-SAM)، والتي تم الكشف عنها في إفصاح إلكتروني في 2024، وسيتم تسليمها إلى القوات المسلحة العراقية في أوائل 2026. وعقب هذه الصفقة، قد تقوم البلاد أيضًا بشراء طائرات مقاتلة من طراز (KF -21) من شركة (KAI) الكورية للصناعات الفضائية، ومدافع ذاتية الحركة طراز (K9) من شركة هانوا إيروسبيس Hanwha Aerospace، ودبابات مقاتلة رئيسية من طراز K2 من شركة هيونداي روتيم Hyundai Rotem.
على الرغم من عدم توقيع أي مستندات رسمية لعقود جديدة، زار مسؤولون عراقيون مصنع شركة هانوا إيروسبيس ومرافق التدريب في وقت سابق من هذا العام، وعادوا بانطباع إيجابي. ونقلت وسائل الإعلام الكورية عن مصدر إعلامي عراقي الأربعاء، أن شركة KAI الكورية للصناعات الفضائية كانت "تجري مناقشات معمقة" حول حصول العراق على طائرة KF-21 المقاتلة. وقد صرح متحدث باسم شركة KAI لصحيفة كوريا جونغانغ اليومية، بالقول: "العراق قد اشترى بالفعل طائرة T-50 والإصدارات الخاصة بمهام الإطفاء من طراز KUH-1 Surion، لذا فهم مهتمون بشكل طبيعي بعروض شركتنا KAI." مضيفاً أنه لا يزال من المبكر التعليق على موضوع التقدم الحاصل للتصدير. وبالمقابل، يرى المحللون أن صفقة العراق لدبابات K2 ممكنة. وعلق المحلل لي جي –هو من مؤسسة، ميرتز للشؤون الأمنية، بأن عقدًا بقيمة (6.2 مليار دولار) من العراق قد يتم الانتهاء منه بحلول نهاية 2025 لاستبدال دبابات أبرامز M1 الأمريكية. وتم اختيار عقد صواريخ M-SAM، المصممة لاستبدال نظام الدفاع الصاروخي القديم، لأسباب مماثلة جدًا: سعر أرخص، أداء جيد وتسليم في الوقت المناسب. وهذا ربما سمح لشركة LIG Nex1 بالفوز بالمناقصة على حساب صواريخ S-400 الروسية، على الرغم من أن القوات العراقية تستخدم صواريخ بانتسير الروسية للدفاعات الصاروخية قصيرة المدى.
وقال مصدر صناعي، طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر: "كوريا يمكنها حتمًا تقديم صفقة أفضل في الشرق الأوسط لأنها تعتبر بعيدة عن الأضواء مقارنة بالولايات المتحدة وروسيا وحتى الدول الأوروبية". وأضاف: "كما أنها نقطة وسط جيدة للقوات التي ترغب في الحفاظ على مسافة معينة من كل من روسيا والولايات المتحدة". حاليًا، يستخدم الجيش العراقي أسلحة من جميع أنحاء العالم في أعقاب الغزو الأمريكي عام 2003 — فالجيش يستخدم دبابات أمريكية وروسية إلى جانب دبابات من الحقبة السوفيتية، بينما يستخدم سلاح الجو مزيجًا من طائرات إف-16 الأمريكية و سوخوي 25 الروسية إلى جانب طائرة L-159 التشيكية.
بدأ العراق بشراء الأسلحة الكورية مع طائرة T-50، المخصصة للتدريب الجوي والمقاتلة الخفيفة، من تصنيع شركة KAI في 2013. لم تفز T-50 بعقد سلاح الجو العراقي لمجرد انخفاض سعرها مقارنة بالخيارات البريطانية والتشيكية والروسية، بل لأنها تتمتع بميزة القدرة على العمل كطائرة تدريبية في أوقات السلم وكطائرة مقاتلة خفيفة عند الحاجة؛ كما تم تصميمها بتقنيات طائرة إف-16، مما جعلها أكثر توافقاً مع مقاتلات العراق، وكانت KAI قادرة على ضمان جدول تسليم سريع. وقال البروفيسور تشوي جي-إيل من جامعة سانجي، المتخصص في الدفاع العسكري: "في الوقت الذي يعتمد فيه العراقيون على كثير من أنظمة الأسلحة الأمريكية، فإن صفقة المنتجات الكورية لن تشكل اختلافاً للقوات المسلحة العراقية". ورغم منافسة الأسلحة الكورية من الدول الأوروبية والصين، فإن القدرة على التسليم في الوقت المناسب، وجاهزية الأسلحة، وجودتها وأداؤها، إلى جانب انخفاض التكلفة، قد تقنع العراق بشراء المزيد من الأسلحة الكورية. وأوضح البروفيسور تشوي أن الأسلحة الصينية قد تكون أرخص، لكن توافرها في أوقات الحرب وعدم توافق القطع يجعلها أقل تنافسية. ومع ذلك، لا يزال أمام كوريا طريق طويل، إذ تتطلب صادرات الأسلحة دعم الحكومة وغالبًا ما تستغرق سنوات حتى يتم إتمام الصفقة. وأكد البروفيسور تشوي أن الإدارة الجديدة تدفع بقوة نحو مبيعات الدفاع لعدة دول، لكنه رأى أن الحكومة يجب أن تواصل الجهود بطريقة أكثر هدوءًا. وقال: "من الرائع رؤية الحكومة مشاركة بنشاط في صادرات صناعة الدفاع، إذ لا يمكن للصناعة أن تتقدم بدون دعم الحكومة. ومع ذلك، أعتقد أن الإدارة الحالية منفتحة جدًا، وتكشف الكثير، بينما كان ينبغي القيام بالأمور تحت الرادار".

* عن صحيفة كوريا جونغانغ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اتهامات
سياسية

اتهامات "القتل" و"الاجتثاث" تغير نتائج الانتخابات في اللحظات الأخيرة

بغداد/ تميم الحسن بعد مرور نحو شهر على الانتخابات التشريعية الأخيرة، ما تزال "مقصلة الاستبعادات" مستمرة، لتعيد خلط أوراق القوى السياسية الفائزة. فقد ارتفع عدد المرشحين الفائزين الذين جرى "حجب أصواتهم" أو "إبعادهم" أو...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram