الانبار / محمد علي
في مشهدٍ يعكس حجمَ المعاناة داخل المؤسسات الصحية الحكومية، وثّق ناشطان مدنيان من مدينة الرمادي مقطعَ فيديو أثار موجةً من الجدل، بعد كشفهما عن نقصٍ حادٍّ في المستلزمات الطبية الأساسية داخل مستشفى الرمادي للنسائية والتوليد، من بينها السرنجات، الأمر الذي يضطر المرضى إلى شرائها من خارج المستشفى على نفقتهم الخاصة.
وقال أحد الناشطين خلال حديثه في مقطع الفيديو، الذي نشره على حسابه الشخصي وتابعته (المدى)، إنّ «القطاع الصحي يعاني من نقصٍ حادٍّ في المستلزمات الطبية الأساسية، من بينها السرنجات»، موضحًا أنّهم بادروا بتقديم تبرّعٍ شخصي يتمثل بكارتونين من السرنجات، تبلغ تكلفة الكارتون الواحد نحو خمسة آلاف دينار عراقي.
وأضاف الناشط المدني: «نناشد أصحاب الخير والمؤسسات الإنسانية بالمساهمة في توفير المستلزمات الطبية الضرورية، شريطة أن تكون من مصادر موثوقة وتُسلَّم مباشرةً إلى المستشفى».
وتابع أنّه «من المؤسف أن نصل إلى عام 2025 والمريض يُجبر على شراء سرنجة من خارج المستشفى، لأن السرنجة من أبسط الأدوات التي يجب أن تكون متاحة في أي مرفقٍ صحي».
وأشار إلى أنّ «المبادرة جاءت كمحاولةٍ بسيطة لسدّ جزءٍ من النقص المستمر في المستشفى»، داعيًا الجهات المعنية إلى تحمّل مسؤولياتها وتوفير المواد الطبية الأساسية للمرضى، مؤكّدًا أنّ المشكلة لا تقتصر على السرنجات فقط، بل تمتدّ إلى نقصٍ في العديد من الأجهزة والمستلزمات الأخرى.
وختم بالقول: «نأمل أن تصل رسالتنا إلى المسؤولين، وأن يتم تأمين المستلزمات الضرورية داخل المستشفى حتى لا يُضطر المرضى إلى شراء أدواتٍ من المفترض أن تُقدَّم لهم مجانًا».
من جهته، قال المواطن حسين الشمري خلال حديثٍ لـ(المدى): «إنّ أخي أجرى عمليةً داخل مستشفى الرمادي العام منذ أيام، وبعد انتهاء العملية أبلغوني بضرورة شراء عددٍ من السرنجات وبعض الأدوية من خارج المستشفى لعدم توفرها».
وأضاف أنّ «هذا الأمر مؤسف، لأنه من المفترض أن تكون هذه المستلزمات متوفرةً في أي مستشفى حكومي، خصوصًا في الحالات الجراحية، فالمريض يخرج من العملية وهو بحاجةٍ إلى راحة، لا أن يُكلّف بالبحث عن أدويةٍ وأدواتٍ يُفترض أن تؤمّنها المؤسسة الصحية».
وختم الشمري حديثه بالقول: «نتمنى من الجهات المسؤولة متابعة هذا الملف بشكلٍ جدّي، لأنّ ما يحدث يضيف عبئًا كبيرًا على المرضى وذويهم، والمواطن الأنباري يستحق رعايةً تليق به».
وبحسب بيانٍ لدائرة صحة الأنبار، اطّلعت عليه (المدى)، فإنّ «قسم الصيدلة باشر بتجهيز عددٍ من المؤسسات الصحية بالأدوية والمستلزمات الطبية، ضمن خطة دعمٍ مستمرة تهدف إلى تعزيز الواقع الصحي في المحافظة وضمان توافر المستلزمات الأساسية لجميع المرافق الصحية».
وأضاف البيان أنّ «التجهيز شمل مستشفيات الرمادي التعليمي للنسائية والأطفال، والفلوجة التعليمي، والعبيدي العام، والعامرية العام، ومستشفى الفلوجة التعليمي للنسائية والأطفال، إضافةً إلى قطاع القائم، حيث تم توزيع الأدوية واللقاحات والمستلزمات الطبية وفق خططٍ دقيقة لضمان تغطية جميع الاحتياجات».
وأكد البيان «أهمية هذه الجهود في دعم عمل الكوادر الصحية وتسهيل تقديم الخدمات الطبية للمواطنين»، مشيرًا إلى أنّ «عمليات التوزيع تتم بشكلٍ دوري ومنظّم لضمان استمرارية توافر الأدوية والمستلزمات لجميع المراكز والمستشفيات في المحافظة».
وأوضح البيان أنّ «هذا النشاط يأتي ضمن استراتيجيات دائرة صحة الأنبار لتعزيز جاهزية المؤسسات الصحية ورفع كفاءة الخدمات المقدّمة للمراجعين، وضمان وصول الرعاية الطبية بجودةٍ عالية لجميع المواطنين».
يبقى الواقع الصحي في الأنبار بحاجةٍ إلى متابعةٍ جادّة وخططٍ عاجلة تعيد ثقة المواطن بالمستشفيات الحكومية، إذ يواصل الأهالي إطلاق مناشداتهم، آملين أن تتحوّل الوعود الرسمية إلى خطواتٍ ملموسة تضمن للمريض حقّه في علاجٍ كريم داخل المؤسسات الصحية.










