جبار بجاي
دعا ناشطون ومواطنون في محافظة واسط مرشحي الانتخابات البرلمانية إلى استبدال البوسترات واللافتات الانتخابية بغرس الأشجار في الحدائق والساحات العامة والجزرات الوسطية التي تضررت بسبب الحملات الدعائية، مؤكدين أن هذا الأسلوب يمثل دعاية انتخابية حضارية تضمن للمرشح أصوات الناخبين، خصوصاً في المناطق التي يسهم في تحسين بيئتها.
وتشهد مدن محافظة واسط، ولا سيما الشوارع العامة والحدائق والجزرات الوسطية وأعمدة الإنارة وجسور المشاة والمجسرات، موجة غير مسبوقة من تعليق الصور واللافتات الخاصة بالمرشحين، في ظاهرة تكشف عن حجم كبير من الأموال التي تُنفق على الدعاية الانتخابية.
يقول الناشط محسن الناهي من قضاء النعمانية بمحافظة واسط إن «الدعاية الانتخابية تحضيراً للانتخابات المقبلة تعد الأكبر من نوعها من خلال العدد الهائل من البوسترات والصور والقطع الكبيرة للمرشحين التي ملأت كل مكان في المحافظة».
وأضاف في حديثه إلى «المدى» أن «قيام أحد المرشحين أو أكثر بغرس الأشجار والشتلات في الحدائق العامة والجزرات الوسطية التي طالها خراب كبير جراء تثبيت قطع الدعاية الكبيرة سيكون أفضل بكثير، وقد يدفع المواطنين في تلك المناطق إلى تأييد المرشح الذي يبادر بذلك».
وأشار إلى «غياب الدور الرقابي من قبل مفوضية الانتخابات في رصد وتسجيل المخالفات من أغلب المرشحين، والتي تمثلت بتخريب الأرصفة والحدائق الوسطية على وجه الخصوص نتيجة وضع أعداد كبيرة من الصور والقطع التي تُثبّت ركائزها في تلك الحدائق أو الأرصفة في عملية حفر وتخريب عشوائية».
وأوضح أن «اعتماد أغلب المرشحين على أشخاص بسطاء في تثبيت قطع الدعاية الخاصة بهم يؤدي إلى إهمال اختيار الأماكن المناسبة واللجوء إلى أسهل الطرق في عملية التثبيت، فتكون الأرصفة والحدائق المكان المفضل لذلك»، متسائلاً: «ماذا لو تم أخذ تعهدات من المرشحين أو توقيع عقود معهم تتضمن غرس شجرة مقابل كل قطعة تُوضع في الحدائق العامة والجزرات الوسطية وعلى الأرصفة وجسور المشاة والمجسرات؟».
من جانبه، يقول الناشط البيئي محمد ثجيل القريشي إن «ما نراه اليوم من فوضى وتلوث بصري نتيجة انتشار آلاف البوسترات في الشوارع العامة يعكس حالة الإهمال في جمالية المدن وتغليب المصالح الشخصية دون مراعاة المصلحة العامة».
وأضاف أن «ثقافة التشجير والاهتمام بالبيئة لا تزال غائبة عن الكثيرين، والدليل قيام أغلب المرشحين بالتجاوز على جمالية المدن وتشويه الذوق العام من خلال آلاف البوسترات والقطع التي ضاقت بها الشوارع والأماكن العامة، ورافق ذلك تجاوزات على الأشجار أيضاً».
وتابع القريشي قائلاً: «رغم أن الانتخابات أصبحت قريبة والدعاية الانتخابية أخذت مداها الواسع، إلا أنني كنت أتمنى إلزام كل مرشح بغرس شجرة أو شتلة في الأماكن العامة مقابل أي بوستر يضعه، وبالتالي ستكون عملية الكسب متبادلة، فالجمهور والبلدية يحصلان على بيئة خضراء، والمرشح يحصل على الأصوات، وهذا أفضل السبل له».
أما المواطن جمعة محمد السراي فقال إن «الحملات الانتخابية في العراق أشبه بالفوضى، بل هي الفوضى ذاتها، وفيها تعدٍ واضح على الذوق العام وعلى الأماكن العامة، خاصة الحدائق التي أصبحت المكان المفضل عند المرشحين لنصب صورهم».
وأضاف أن «المرشح لا يعي في الغالب ما يقوم به أعضاء حملته الإعلامية نتيجة الفوضى في وضع البوسترات والقطع الدعائية، ولو لجأ أحد المرشحين إلى أسلوب آخر كغرس الأشجار والشتلات في الحدائق العامة، لربما نال حصة أفضل من الأصوات مقابل ما يغرسه من أشجار وشتلات». من جانبه، كشف مدير قسم البستنة والحدائق والمتنزهات في بلدية الكوت المهندس محمد الغانم عن «تضرر أجزاء كبيرة من الحدائق العامة، خاصة الجزرات الوسطية، نتيجة وضع البوسترات الخاصة بالمرشحين».
وأضاف أن «الكوادر البلدية قامت برفع كل البوسترات التي أحدثت ضرراً واضحاً بالحدائق، في حين أبقت على البوسترات الأخرى التي لم تسبب ضرراً أو تخريباً أو تشويهاً».
وأشار إلى أن «الأسلوب المستخدم في الدعاية الانتخابية غير متحضر وفيه هدر كبير للأموال، ولو تم اللجوء إلى طرق أكثر تحضراً، كأن يقوم المرشح بتأهيل حديقة أو جزرة وسطية من خلال غرس الأشجار والشتلات فيها، فذلك سيكون أفضل للجميع، ويمكن تحقيق معادلة إيجابية عنوانها: صوتي مقابل شجرة».
يُذكر أن عدد المرشحين في الدورة الانتخابية الحالية لمحافظة واسط يبلغ 246 مرشحاً، بينهم 178 رجلاً و68 امرأة، موزعين بين ثمانية تحالفات وتسعة أحزاب، إضافة إلى تسعة مرشحين منفردين، ويتنافس هؤلاء المرشحون على شغل 11 مقعداً في البرلمان عن محافظة واسط، إضافة إلى مقعد كوتا الكرد الفيلية ليكون مجموع مقاعد المحافظة في البرلمان 12 مقعداً.










