TOP

جريدة المدى > سياسية > بابا الفاتيكان: أرض العراق وسمت بالألم والرغبة بالنهوض من جديد

بابا الفاتيكان: أرض العراق وسمت بالألم والرغبة بالنهوض من جديد

 قال إن صوت ضحايا الإرهاب هناك ينادي من أجل العراق والسلام في العالم

نشر في: 29 أكتوبر, 2025: 12:40 ص

 ترجمة: حامد أحمد

 

خلال مراسيم تعيينه لمبعوث بابوي جديد للعراق، قال بابا الفاتيكان، لاوون الرابع عشر، إن المبعوث الجديد سيذهب إلى بلد وسمت أرضه بالألم والرغبة بالنهوض من جديد، مشيرا إلى أن العراق تعرض على مدى عقود لأعمال إرهابية ووحشية، وأن أصوات الذين قتلوا هناك ظلما لم تصمت، بل مستمرة بالدعاء من أجل العراق والسلام في العالم.

 

وقال البابا لاوون الرابع عشر إن الأساقفة يجب أن يكونوا خداما متواضعين ورجال صلاة لا رجال تملك، وذلك خلال القداس الذي ترأسه يوم الأحد لتكريس مبعوث بابوي جديد للعراق، وهو المطران ميروسواف ستانيسواف فاخوفسكي، الذي نال سيامته الأسقفية مساء 26 تشرين الأول/أكتوبر 2025 في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان. وكان هذا أول تنصيب أسقفي يترأسه البابا منذ انتخابه على كرسي البابوية.
يذكر أن المطران فاخوفسكي دبلوماسي بولندي يبلغ من العمر 55 عاما، وسيباشر مهامه قريبا في السفارة البابوية ببغداد. وكان قد عين في أيلول/سبتمبر الماضي سفيرا بابويا (نونسيو رسوليا) إلى العراق، وهو منصب عادة ما يتولاه مطارنة.
وقال البابا إن السمة المميزة للمطران الجديد هي “أمانة من لا يسعى إلى ذاته، بل يخدم بمهنية وإخلاص”، مشيرا إلى أن جذوره البولندية، “أرض البحيرات والغابات”، علمته التأمل والبساطة.
وخلال القداس، وضع البابا لاوون الرابع عشر التاج الأسقفي على رأس المطران الجديد فاخوفسكي، السفير البابوي إلى العراق، في طقس سيامته الأسقفية داخل كنيسة القديس بطرس.
وفي حديثه عن الدور الذي يضطلع به السفير البابوي، قال البابا إن من مهامه أن “يرسل ليقوي روابط الشراكة، ويعزز الحوار مع السلطات المدنية، ويحمي حرية الكنيسة، ويعمل من أجل خير الشعوب.”
وتابع البابا قائلا: “السفير البابوي ليس دبلوماسيا عاديا، بل هو وجه كنيسة ترافق وتواسي وتبني الجسور. ومهمته ليست الدفاع عن مصالح فئوية، بل خدمة الوحدة.”
وأضاف: “أنت مدعو لأن تخوض جهاد الإيمان الحسن، لا ضد الآخرين، بل ضد الإغراء بالتعب والانغلاق وقياس النتائج. اعتمد على الأمانة التي تميزك، أمانة من لا يطلب ذاته بل يخدم باحتراف واحترام وكفاءة تنير ولا تعترض.”

صوت ضحايا العنف في العراق لا يزال يصلي
وفي سياق حديثه عن البلد المبعوث إليه، وهو العراق، أكد البابا لاوون أن المبعوث الجديد مدعو إلى أن يكون أبا وراعيا وشاهدا للرجاء في العراق، أرض وسمت بالألم والرغبة في النهوض من جديد. وتحدث عن “العنف الذي شهدته البلاد بوحشية خلال العقود الماضية”، مؤكدا أن “أصوات الذين سلبت حياتهم ظلما لم تصمت بعد؛ إنهم اليوم يصلون من أجلك، ومن أجل العراق، ومن أجل سلام العالم.”
واستذكر البابا جذور المسيحية العريقة في بلاد الرافدين، التي تعود بحسب التقليد إلى القديس توما الرسول وتلميذيه أدي وماري، مشيرا إلى أن الناس هناك ما زالوا يصلون باللغة التي كان يتكلم بها يسوع، الآرامية.
كذلك أوكل إليه البابا مهمة الحفاظ على “فسيفساء الطقوس والثقافات” في العراق، حيث تتعايش الكنائس السريانية الكاثوليكية، والأرمنية الكاثوليكية، واليونانية الكاثوليكية، واللاتينية، والكلدانية، التي ما تزال طقوسها تقام باللغة الآرامية – لغة المسيح.

استحضار روح زيارة البابا فرنسيس السابقة للعراق عام 2021
استحضر البابا زيارة سلفه فرنسيس للعراق عام 2021 – وهي الزيارة الأولى في التاريخ لحبر أعظم إلى “أرض إبراهيم” – داعيا المطران فاخوفسكي إلى “تشجيع التعايش السلمي بين مكونات البلد في العراق.”
وقال البابا لاوون: “كن دائما رجل يدعو إلى الشراكة والإصغاء إلى الآخرين والحوار. ففي العراق، سيتعرف عليك الناس لا بما تقول، بل بطريقة حبك لهم.”
وأشار البابا خلال عظته إلى الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك بابل للكلدان، الذي كان قد تعرض لتوترات سياسية في عام 2023 حين ألغت الرئاسة العراقية مرسوم الاعتراف به رئيسا للكنيسة الكلدانية – وهو قرار أعيد العمل به عام 2024.
وخلال مسيرته الممتدة لعقدين، خدم فاخوفسكي سابقا في بعثات الفاتيكان في السنغال، وبولندا، والمنظمات الدولية في فيينا، كما عمل في أمانة سر الدولة حيث شغل منصب وكيل العلاقات مع الدول، وكان نائبا للأمين المساعد رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر أثناء غيابه في اللقاءات الثنائية مع رؤساء الدول والحكومات الزائرة للكرسي الرسولي.

عن فاتيكان نيوز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اتهامات
سياسية

اتهامات "القتل" و"الاجتثاث" تغير نتائج الانتخابات في اللحظات الأخيرة

بغداد/ تميم الحسن بعد مرور نحو شهر على الانتخابات التشريعية الأخيرة، ما تزال "مقصلة الاستبعادات" مستمرة، لتعيد خلط أوراق القوى السياسية الفائزة. فقد ارتفع عدد المرشحين الفائزين الذين جرى "حجب أصواتهم" أو "إبعادهم" أو...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram