TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > معرض استذكاري في بعقوبة يحتفي بمسيرة الفنان الرائد الراحل ناظم الجبوري

معرض استذكاري في بعقوبة يحتفي بمسيرة الفنان الرائد الراحل ناظم الجبوري

نشر في: 30 أكتوبر, 2025: 12:04 ص

 ديالى / علي الدليمي

نظمت نقابة الفنانين العراقيين فرع ديالى، يوم السبت الموافق 18 تشرين الأول 2025، معرضًا استعادياً لأعمال الفنان الراحل ناظم الجبوري على قاعة كاليري النقابة في بعقوبة، تكريمًا لمسيرته وإسهاماته في المشهد الفني العراقي.
وجاء تنظيم المعرض بمبادرة إنسانية من نقابة الفنانين العراقيين فرع ديالى، تعبيرًا عن الوفاء والتقدير للفنان الراحل ناظم الجبوري، لما قدمه من إبداعات تركت بصمة واضحة في تاريخ الفن العراقي.
وقد جُمعت لوحات المعرض من عائلته وبعض زملائه، لتقدم صورة شاملة عن مسيرته الفنية والإبداعية، في جهد مشترك يعكس التقدير الكبير الذي يحظى به الفنان الراحل بين محبيه وزملائه، ويبرز الأثر العميق الذي تركه في عالم الفن.
وعلى هامش المعرض، أقيمت جلسة استذكارية شارك فيها نقاد وفنانون من أصدقاء وزملاء الفنان الراحل، تحدثوا خلالها بمحبة وتقدير عن ما قدمه من إبداعات، وأبرزوا من خلال شهاداتهم الدور الكبير الذي لعبه في تشكيل المشهد الفني العراقي. كانت الجلسة فرصةً لاستذكار محطات مهمة من حياته وإسهاماته الفنية، مؤكدين تأثيره العميق في نفوس زملائه ومحبيه.
يُعد الفنان ناظم الجبوري أحد الرواد الأوائل في محافظة ديالى الذين عشقوا فن الرسم عشقًا صوفيًا خالصًا، وافتتنوا بجمال الطبيعة وسحر ألوانها. تأثر بأساليب فناني الانطباعية العالمية أمثال رينوار، وسيزان، وفان كوخ، ومونيه، ومانيه، فضلًا عن تأثره بالفنان العراقي فائق حسن.
جسدت أعمال الجبوري روح العراق وتاريخه، فجمعت بين الألوان الزاهية والرموز التراثية. استطاع من خلال لوحاته أن ينقل المشاهد إلى عوالم من الجمال والعمق، حيث يجد المتأمل نفسه أمام لوحات تحكي قصصًا من التاريخ والتراث العراقي.
ولد الفنان ناظم الجبوري في مدينة بعقوبة عام 1933، ودرس الفن في معهد الفنون الجميلة ببغداد عام 1952. تميز أسلوبه الفني بالجمع بين التراث العراقي والفن الحديث، مما جعله من أبرز الفنانين العراقيين في العصر الحديث. وقد عبّرت أعماله عن الهوية العراقية الأصيلة من خلال المزج بين الرموز التراثية والألوان الحيوية. عرف الجبوري بحبه الكبير للألوان المائية، وهو شغف تعزز بفضل تشجيع أستاذه الفنان عطا صبري. لم يكن فنانًا تقليديًا، بل كان متعدد المواهب، إذ برع في التصوير الفوتوغرافي بفضل قدرته على التقاط اللقطات المعبرة واختيار زوايا التصوير الدقيقة، كما أبدع في استثمار تأثيرات الضوء على الأشكال، مما أضفى عمقًا وتميزًا على أعماله.
كان الجبوري فنانًا تجريبيًا، إذ عمل باستخدام مختلف المواد اللونية، وتميز بشكل خاص في الرسم بالألوان المائية. وقد برزت موهبته منذ أن كان طالبًا في معهد الفنون الجميلة، حيث شارك مع زميله النحات الراحل ميران السعدي في أول دورة للرسم بالمعهد.
ونظرًا لتفوقه، عُيّن الجبوري معلمًا للرسم في دار المعلمين بالأعظمية، حيث تميز في تدريسه لهذا الفن الراقي. وعلى صعيد المعارض، أقام سبعة معارض شخصية وشارك في العديد من المعارض الجماعية، أبرزها معارض جمعية التشكيليين العراقيين في بغداد أعوام 1956 و1957 و1958، مؤكداً من خلالها مكانته كفنان مبدع ومؤثر في المشهد الفني العراقي.
وفي عام 1945، شارك الجبوري في المعرض السنوي التقليدي الذي تقيمه مديرية معارف اللواء، وكانت تلك مشاركته الأولى التي حصد فيها جائزة فردية شكلت حافزًا لمواصلة مسيرته الفنية. وبعدها التحق بثانوية بعقوبة، حيث تميز بمشاركاته الفنية التي نالت الجوائز عامًا بعد آخر، مما دل على موهبته المبكرة ووعده الفني الكبير. هذه التجارب المبكرة أسهمت في صقل مهاراته وتشكيل مسيرته الفنية اللاحقة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مرآة الصمت والانعكاس في معرض كاظم إبراهيم

"غزال" العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير الدولية بالجزائر

الموت يغيب الفنان قاسم إسماعيل بعد صراع مع المرض

شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج

المركز الثقافي العراقي يحتفي بالذكرى العاشرة لرحيل الرشودي

مقالات ذات صلة

"غزال" العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير الدولية بالجزائر

 بغداد / علي الدليمي أعلنت نتائج المسابقة الدولية الثانية للكاريكاتير في الجزائر عن إنجاز فني عربي جديد، حيث فاز الفنان العراقي القدير "غزال محمد" بالجائزة الثانية المرموقة. وقد جاء فوز غزال عن عمله...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram