حسين العامل
احتفت الأوساط الفنية والثقافية في محافظة ذي قار بتوقيع كتاب «ذاكرة وتر» للباحث علي عبد عيد، الذي وثّق فيه الأطوار الغنائية العراقية وأثر خمسين فناناً من أبناء المحافظة أبدعوا في أدائها وتلحينها، وذلك خلال احتفالية حضرها نقيب الفنانين العراقيين جبار جودي والفنان سعد اليابس وعدد من المبدعين والمهتمين بالشأن الثقافي.
أقيمت الاحتفالية على قاعة سومريون في الناصرية، واستُهلت باستعراض لما تضمنه كتاب «ذاكرة وتر» من محتوى توثيقي لتاريخ الفن الموسيقي والغنائي في العراق، قدّمه الباحث محمد هادي الذي أدار الأمسية.
وقال الباحث علي عبد عيد، الذي يشغل أيضاً منصب نقيب الفنانين في ذي قار، في حديث لـ«المدى»، إن «الكتاب يمثل محاولة لرد الجميل لهذه الأرض التي تحترف المواويل، إذ أخذت على عاتقي البحث والتمحيص في نتاجنا الموسيقي والغنائي والفنانين العاملين في هذا المجال، ابتداءً من المنطلقات الأولى المتمثلة بداخل حسن وحضيري أبو عزيز وخضير حسن مفطورة ومطر جازع وحسن حياوي وجبار ونيسه».
وتحدث عيد عن أثر الفرقة الموسيقية في قسم النشاط المدرسي في تربية ذي قار، التي تأسست عام 1957، وإسهاماتها في تطوير الفن الموسيقي والغنائي عبر نخبة من معلمي التربية الفنية، مشيراً إلى أن «هذه الفرقة أسهمت في رعاية البدايات الأولى لمواهب فنية أصبحت معروفة لاحقاً على مستوى العراق، من بينهم الفنانون فتاح حمدان، طالب القره غولي، كمال السيد، حسين نعمة، حسن الشكرجي، وستار جبار وغيرهم»، لافتاً إلى أثرهم الكبير في تطوير المسار اللحني للأغنية العراقية.
كما تطرق الباحث إلى أهمية توثيق تاريخ الحركة الموسيقية والغنائية في محافظة ذي قار، التي تُعد من أبرز المحافظات العراقية في ابتكار الأطوار الغنائية مثل طور الصبي والشطراوي والمجراوي وغيرها، مشدداً على ضرورة تفعيل دور المؤسسات الثقافية في رعاية الفن والفنانين، ولافتاً إلى ما يتعرض له الفن من تغييب مؤسساتي واقتصار معظم الفعاليات على المبادرات الفردية.
وشهدت الاحتفالية مداخلات لعدد من الفنانين والأكاديميين، إذ أشار عميد كلية الفنون الجميلة في جامعة الشطرة الدكتور ياسر البراك إلى القيم الجمالية والأثر الروحي للفن الموسيقي، متحدثاً عن دور البيئة في ابتكار وتطوير الأطوار الغنائية، مستذكراً قول الشاعر لطيف العامري «الفرات يصير شاعر من يمر بالناصرية».
من جانبه، قال نقيب الفنانين العراقيين الفنان جبار جودي في مداخلته إن «الناصرية حالة فنية متفردة كونها حاضنة للفن والثقافة»، مستعرضاً نماذج متنوعة من الألوان الغنائية والموسيقية في محافظات الناصرية وميسان والبصرة، وأثرها في تطوير الفن الغنائي.
في حين تناول الفنان سعد اليابس في مداخلته مستقبل الأغنية العراقية، مؤكداً أهمية التجديد لضمان استمرارية وديمومة الإرث الغنائي والتراث الموسيقي، مشيراً إلى ما يواجهه الوسط الفني من تضييق وتحريم يهدد حياة الفنانين والموسيقيين، ومبيناً أنه «تعرض لمضايقات خطيرة اضطرته إلى مغادرة مدينته البصرة في وقت










