واسط / جبار بجاي
هدد فلاحو ومزارعو محافظة واسط بمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة، مشترطين مشاركتهم فيها بتأمين المياه والمضي في الخطة الزراعية المعتادة سنوياً، رغم رضاهم بتقليصها هذا الموسم إلى نحو مليون دونم ستزرع بمحصول القمح، بعدما كانت تتجاوز في الأعوام السابقة مليوناً و350 ألف دونم.
وقال الفلاح مشكور العايدي، منسق تظاهرات الفلاحين في محافظة واسط، إن «فلاحي العراق كافة اتفقوا على عدم المشاركة في الانتخابات ما لم تضمن الحكومة حقهم في الحصول على المياه الكافية لسقي محاصيلهم الزراعية».
وأضاف في حديثه إلى «المدى» أن «الأمر بات واضحاً للقاصي والداني، فالحكومة في وادٍ والفلاح في وادٍ آخر، والدليل على ذلك تقليص الخطة الزراعية إلى نحو مليون دونم، وهذا مثير للسخرية والدهشة معاً».
وأوضح أن «مشكلة الفلاح العراقي أصبحت واضحة تماماً من خلال إصرار الحكومة على إهمال حقوقه، وأهمها تأمين مياه السقي، خاصة للموسم الزراعي الشتوي الخاص بمحصولي الحنطة والشعير»، مشيراً إلى أن «شعار الفلاح العراقي أصبح اليوم (يابس دجلة والفرات ماكو كل انتخابات)، وهذا الشعار سوف نلتزم به ولن نشارك في الانتخابات البرلمانية التي تفصلنا عنها ساعات قليلة».
وأكد العايدي أن «أغلب الفلاحين في محافظات الفرات الأوسط والجنوب اتفقوا على مقاطعة الانتخابات بعد أن أيقنوا بعجز الحكومة عن ضمان حقهم في الحصول على المياه التي تكفي لسقي المحاصيل الشتوية».
من جانبه، قال الفلاح غازي حميد السراي من ريف ناحية واسط القديمة إن «الموسم الزراعي الشتوي الحالي سيكون خالياً من الخطة الزراعية في الناحية التي تزيد مساحتها المستصلحة على 54 ألف دونم، وذلك بسبب شح المياه، بل تعذر الحصول على مياه الشرب نتيجة السياسات الخاطئة للحكومة».
وأضاف أن «أراضي ناحية واسط القديمة كانت وحدها ترفد وزارة التجارة بنحو 70 ألف طن من الحنطة، لكنها اليوم أصبحت بلا خطة زراعية، ما يجعل من المتعذر تسويق ولو طن واحد من الحنطة، وهذه أكبر ضربة تُوجه إلى الفلاح وإلى الاقتصاد العراقي بصورة عامة». وتابع أن «على الحكومة أن تتحمل المسؤولية الكاملة عمّا يحصل للفلاح العراقي كونها لم تنصفه إطلاقاً، ولابد من التحرك الجاد نحو الدول المجاورة، خاصة تركيا، لضمان حصة العراق في مياه نهري دجلة والفرات».
وأشار إلى أن «فلاحي العراق عامة، وفلاحي واسط على وجه الخصوص، مضى عليهم أكثر من شهر وهم يتظاهرون يومياً وطرقوا كل الأبواب دون جدوى، فالخطة الزراعية تقلصت كثيراً وشح المياه بلغ أعلى مستوياته، في وقت ينشغل فيه السياسيون بالتهيئة والتحضير للانتخابات من أجل مصالحهم الشخصية لا أكثر».
وأكد السراي أن «مقاطعة الانتخابات قرار اتخذه فلاحو محافظة واسط ومعهم فلاحو المحافظات الأخرى ممن يعانون المشكلة نفسها ويشعرون بإحباط شديد».
واحتفظت محافظة واسط بمركز الصدارة الأول في إنتاج محصول الحنطة خلال المواسم الماضية بين محافظات البلاد، إذ سوقت 910 آلاف طن، منها 770 ألف طن إلى سايلوات وزارة التجارة و40 ألف طن إلى شركات البذور التابعة لوزارة الزراعة، بالإضافة إلى نحو 100 ألف طن مدورة للاستهلاك المحلي كبذور أو لأغراض الطحن من قبل الفلاحين أنفسهم.
وتقدر المساحة الصالحة للزراعة في محافظة واسط بنحو 2,556,626 دونماً، منها 47,847 دونماً أراضٍ مستصلحة و151,550 دونماً شبه مستصلحة، في حين تقدر مساحة الأراضي غير الصالحة للزراعة بـ2,035,489 دونماً. ويُعد نهر دجلة المصدر الرئيس لسقي تلك المساحات، إذ يخترق المحافظة من الشمال إلى الجنوب الشرقي بطول 327 كيلومتراً.
وتكتفي محافظة واسط بـ30٪ فقط من إنتاجها الزراعي والحيواني العام، وتسوق 70٪ منه إلى العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى، وتشمل الخضروات والفواكه وبيض المائدة واللحوم والأسماك والمخاليط العلفية، كما تسهم في تأمين نحو 30٪ من احتياجات العراق الغذائية الإجمالية، إذ تتصدر المحافظات في إنتاج محصول الحنطة.
وكانت مديرية زراعة واسط قد شخصت أبرز التحديات والمشاكل التي أثرت في الواقع الزراعي بالمحافظة إثر انخفاض مناسيب المياه في نهر دجلة، وقدمت مقترحاً لرفع مستوى الإنتاج بإضافة مليون دونم من الأراضي الزراعية، لكن ما حصل هو العكس، إذ تراجعت الخطة الزراعية للموسم الشتوي إلى أرقام مقلقة جداً بسبب شح المياه وانحسار الأمطار.










