واسـط / جبار بچاي
ما إن أُعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية بدورتها السادسة حتى بدا جمهور الكوت، مركز محافظة واسط، غاضباً من عدم فوز أي مرشح من المدينة يمثلها في البرلمان القادم، كما حدث في انتخابات مجلس المحافظة التي جاءت نتائجها لصالح مرشحين من الأقضية والنواحي الأخرى، وتكرر المشهد في الانتخابات الحالية.
وأطاحت نتائج انتخابات محافظة واسط بثمانية نواب سابقين، فيما جدد جمهورها الثقة بأربعة نواب موزعين بين الرجال والنساء في مدن النعمانية وناحية واسط وقضاء الزبيدية، الذي جدد ناخبوه الثقة بمرشحتين من العصائب وكتلة خدمات التابعة لشبل الزيدي. وأمام هذه النتائج، التي غاب عنها تمثيل مركز المحافظة، أكد عدد من أهالي مدينة الكوت أن جميع الناخبين يتحملون مسؤولية ذلك، لعدم خروجهم إلى صناديق الاقتراع كما فعل ناخبو الأقضية والنواحي التي حصل بعضها على مقعدين، مثل قضاء الحي والزبيدية والنعمانية وناحية واسط.
وقال الأكاديمي محمد العباسي إن «التمثيل النيابي لمدينة الكوت في الدورة الانتخابية الجديدة غائب، كما كان الحال في بعض الدورات السابقة، والسبب يتحمله الناخب في هذه المدينة». وأضاف أن «غياب المشاركة الواسعة في التصويت من قبل أبناء المدينة مقارنة بمشاركة ناخبي الأقضية والنواحي يعد أحد الأسباب التي كررت حرمان الكوت من التمثيل النيابي»، مشيراً إلى أن ناحية صغيرة في واسط لا يتجاوز عدد سكانها ستين ألف نسمة تمكنت من إيصال مرشحين اثنين إلى البرلمان، بينما لم تستطع الكوت—برغم أن عدد سكانها يتجاوز ذلك بأضعاف—إيصال مرشح واحد.
وأوضح أن «العيب فينا نحن الناخبين، فلم يخرج الجميع للمشاركة في الانتخابات، ولا يوجد تكاتف أو اتفاق على شخصية معينة لدعمها».
من جهته، يرى الإعلامي محمد الإمارة أن «نتائج الانتخابات كانت مخيبة لنا في الكوت، فكل الفائزين من الأقضية والنواحي، مع تقديرنا لهم، لكن في النهاية سيعمل كل نائب لخدمة منطقته من باب الوفاء لناخبيه». وأضاف أن «حتى الشخصيات الجديرة بالدعم قد تخسر بسبب ترشحها ضمن قوائم لا يرغب بها مجتمع المدينة، فتضعف فرص الفوز، وهو ما تكرر في معظم الدورات الانتخابية».
وأشار إلى أن «نسب المشاركة الانتخابية في محافظة واسط، وربما في محافظات أخرى، تكون أعلى لدى سكان الريف ثم الأقضية والنواحي، بينما تبقى مشاركة مركز المحافظات ضعيفة. الكوت دائماً مشاركة ناخبيها منخفضة، لذلك فنحن نتحمل السبب». لكن حيدر شوكان من قضاء الصويرة قال إن «الكوت ليست وحدها التي فقدت التمثيل النيابي، فهناك أقضية كبيرة مثل الصويرة والعزيزية وبدرة خسرت أيضاً التمثيل في الانتخابات الحالية». وأوضح أن «هذه الأقضية كان لها تمثيل نيابي بواقع نائب واحد في الدورة السابقة، لكنها خسرت مقاعدها في هذه الدورة، بما في ذلك النواب السابقون».
وعزا شوكان السبب إلى «المال السياسي أولاً، ثم كثرة المرشحين في تلك المدن، ما أدى إلى تشتيت الأصوات، خاصة أن بعض شخصيات المدينة رشحوا ضمن قائمة واحدة، فخسر الجميع».
وأضاف أن «الخسارات لم تشمل المدن فقط مقابل فوز القرى والأرياف، بل طالت أيضاً بعض الزعامات العشائرية في الأقضية والريف». وذكر من أبرز الخاسرين «الشيخ حسين رزاق الفرهود زعيم قبيلة قريش والمرشح ضمن قائمة واسط أجمل، وشيخ مشايخ مياح مهند هلال الياسين المرشح أيضاً ضمن القائمة نفسها، وكذلك شيخ قبيلة البو بدر أحمد صلال، ولم يحالف الحظ نجل أمير قبائل زبيد زيد معد جاسم السمرمد المرشح ضمن قائمة صادقون». وأسفرت نتائج محافظة واسط عن حصول تحالف «واسط أجمل بالخدمات» على أربعة مقاعد موزعة بين محافظ واسط محمد جميل المياحي وشبل الزيدي ومرشحين آخرين، بينما حصلت كتل البناء والإعمار ودولة القانون وصادقون على مقعدين لكل منها، فيما نال تحالف قوى الدولة بزعامة عمار الحكيم مقعداً واحداً كان من نصيب النائب علي غركان، الذي جدد ناخبوه الثقة به لثلاث دورات انتخابية متتالية.










