TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > انخفاض مستوى المياه في نهر دجلة بالعمارة يرفع سقف المطالبة الشعبية بكَرْيِه وتنظيفه من الأنقاض

انخفاض مستوى المياه في نهر دجلة بالعمارة يرفع سقف المطالبة الشعبية بكَرْيِه وتنظيفه من الأنقاض

نشر في: 18 نوفمبر, 2025: 12:01 ص

 ميسان / مهدي الساعدي

طالب مهتمون وبيئيون من أبناء محافظة ميسان الجهات المختصة في المحافظة بكري مجرى نهر دجلة والأنهار المتفرعة منه داخل المدينة، لأجل تنظيفها من كمية الطمى المتراكمة فيها أولاً، وإزالة الأنقاض الموجودة في قاعها ثانياً، واستغلال انخفاض مستوى المياه فيها بشكل كبير، لأجل إنجاز أكبر عملية كري وتنظيف، والاستعداد لأي فيض مائي يمكن حصاده من السيول أو الأمطار التي قد تلوح خلال فصل الشتاء.

كري سطحي
أبدى مواطنون ميسانيون استغرابهم من عمليات الكري السريعة، أو التي يسمونها عمليات كري سطحي، وعدم تفعيل حملة كري كبيرة، تُستخدم فيها عدة آليات لتنفيذها من أجل قيادة حملة تنظيف واسعة. وفي هذا الصدد بيّن المواطن الميساني حسن جبر لصحيفة (المدى): “لم نشهد تنفيذ حملة كري حقيقية تعمل في حوض نهر دجلة المار في مدينة العمارة، وما شاهدناه من وجود آلية واحدة أو آليتين لا يمكن تسميتها حملة كري أو تنظيف حقيقية، بل حملة أو عملية تسوية للظاهر فقط، وعدم إخراج ما يضمه النهر في القاع من أنقاض كثيرة أُلقيت فيه”.
وأضاف جبر: “حملة الكري الحقيقية تحتاج إلى عمل أكثر من 7 آليات في النهر، لتستطيع مجتمعة العمل على تنظيف وكري القاع من الطمى المتراكم والأنقاض الملقاة، إضافة إلى آليات نقل أخرى”.

انخفاض مستوى النهر
تساءل مهتمون بالوضع المائي والبيئي في المحافظة عن سبب عدم استغلال انخفاض منسوب المياه في مجرى عمود نهر دجلة من قبل الدوائر المختصة لأجل تنظيف وكري النهر، حيث أوضح المهتم بالشأن البيئي والمائي الميساني أحمد عبد الأمير لصحيفة (المدى): “لا أعرف لماذا لا يُستفاد من انخفاض منسوب المياه في نهر دجلة المار في مدينة العمارة من أجل تنظيف قاعه أو كريه، والجميع يشهد انخفاضاً ملحوظاً وحاداً في مياه النهر، إلى درجة بروز أو ظهور الكثير من الأنقاض التي كانت تغوص في داخله، والجميع يعتبرها فرصة يمكن استغلالها في مجال الكري والتنظيف”.
مبيناً: “المستوى المائي الذي يشهده النهر حالياً أقل مستوى وصل إليه النهر منذ سنين، وجميع دول العالم تستغل فرصاً مماثلة لأجل تنظيف وكري أنهارها، من أجل إزالة الترسبات”.
وأشارت صحيفة (المدى) في أحد تقاريرها المنشورة سابقاً إلى أن “ظاهرة انتشار النفايات الصلبة في مناطق متعددة من محافظة ميسان أصبحت حالة مؤرقة لجميع المعنيين والمختصين إلى حد وصول انتشارها على ضفاف أنهار المحافظة، مما ولّد حالة من الاستهجان باعتبارها أحد مصادر تلوث مياه الشرب”.

ملوثات صلبة
انخفاض مستوى مياه نهر دجلة أدى إلى ظهور العديد من الأنقاض المختلفة التي كانت ولا زالت تجثم في قاعه، دون أن تقوم الجهات المختصة بتنفيذ حملة لإزالتها وتخليص النهر من إحدى الملوثات التي كانت تشوب نقاءه. وأفاد محمد عماد، ناشط مدني، لصحيفة (المدى): “قاع نهر دجلة لا زال يحتفظ بالكثير من الأنقاض الملقاة في فترات متلاحقة، وبعضها ظاهر للعيان بعد أن انخفضت مناسيب المياه، وتنوعت بين أجسام معدنية تعود لسيارات ومخلفات بناء بالإضافة إلى إطارات، ومنها بقايا جسور قديمة يقال إنها جسور مشاة”.
منوهاً: “لا أعرف سر إبقاء تلك الأنقاض والمخلفات جميعها معلقة في قاع النهر، على الرغم من كونها تعتبر ملوثات صلبة تلوث البيئة المائية أولاً، علاوة على منظرها المشوّه بعد أن برزت بشكل ملحوظ، هذا غير الأسباب الأخرى التي يأتي في مقدمتها سد أو إعاقة جريان المياه بشكل طبيعي”.
ولم يكن أمر تلوث أنهار ميسان بعيداً عن أنظار الإعلام، فقد بيّنت تقارير إعلامية ذلك في أكثر من مناسبة، ومنها ما تطرقت إليه صحيفة (المدى) في أحد تقاريرها السابقة التي جاء فيها: “مخلفات صلبة متنوعة غزت ضفاف الأنهار بشكل ملفت، تعددت بين مخلفات المنازل ونفاياتها وبقايا أجزاء صلبة أخرى منها الإطارات البلاستيكية، وأجزاء معدنية وأجسام للعديد من الأجهزة الكهربائية التي خرجت عن الحاجة وفضّل أصحابها التخلص منها بإلقائها في أحد الأنهار المتفرعة، لتغدو بمجموعها منظراً غير لائق بالمرة يشوّه منظر أنهار ميسان”.
وفي الشأن ذاته حذّر مختصون بالجانب الصحي من إحدى مصادر تلوث نهر دجلة المار في ميسان، والمتمثلة بالأنقاض التي يجب رفعها، خصوصاً بعد أن تجلت للناس بشكل أوضح.
ويقول الناشط الصحي صباح محمد لصحيفة (المدى): “يُعتبر نهر دجلة المصدر الرئيسي للمياه التي تصل إلى جميع أبناء المحافظة، وبالتالي إلى مئات الآلاف من العوائل، ولكن وجود الأنقاض المختلفة يعتبر أحد أكبر الملوثات التي تعرّض حياتهم للخطر وتحول النهر من مصدر كبير للنعمة إلى أحد مصادر النقمة، سيما وسط وجود الإطارات البلاستيكية، والفحوصات المختبرية تثبت أن التلوث البلاستيكي أحد أكبر ملوثات نهر دجلة”.
مؤكداً: “نطالب جميعاً الحكومة المحلية في ميسان أن يكون لها بصمة واضحة، وتدخل بشكل مباشر في تنظيف مجرى النهر تزامناً مع إنشاء مشاريعها الجديدة على ضفافه، كونه يمثل هوية المدينة أولاً وشريانها الذي يحمل الحياة ثانياً، ولأجل تأمين صحة وسلامة أبناء المحافظة وبيئتهم ومستقبلهم”.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram