TOP

جريدة المدى > محليات > خطة الزراعة الشتوية تواجه شحّ المياه… ومرصد بيئي ينتقد غياب استراتيجية لاستثمار الأمطار

خطة الزراعة الشتوية تواجه شحّ المياه… ومرصد بيئي ينتقد غياب استراتيجية لاستثمار الأمطار

نشر في: 18 نوفمبر, 2025: 12:02 ص

 متابعة / المدى

أطلقت وزارة الزراعة خطتها الشتوية المعتمدة على المياه الجوفية ومنظومات الري الحديث وسط تراجع مناسيب دجلة والفرات، بينما انتقد مرصد «العراق الأخضر» غياب خطة حكومية واضحة لاستثمار موجة الأمطار الأخيرة، محذّراً من استمرار الهدر في ظل أزمة جفاف غير مسبوقة.
كشف وكيل وزير الزراعة، مهدي الجبوري، أمس الاثنين، عن تفاصيل الخطة الزراعية الشتوية التي اعتمدتها الوزارة في ظل استمرار شحّ المياه وقلة الإطلاقات المائية في نهري دجلة والفرات، موضحاً أن إعدادها جرى على مرحلتين اعتماداً على المياه الجوفية ومنظومات الري الحديث. وقال الجبوري في تصريح صحفي إن المرحلة الأولى شملت ثلاثة ملايين وخمسمئة ألف دونم تُروى بالمياه الجوفية عبر تقنيات الري المتطور، فيما خُصص للمرحلة الثانية في المناطق المروية مليون دونم تعتمد أيضاً على منظومات الري الحديث، ليصل إجمالي المساحات إلى أربعة ملايين وخمسمئة ألف دونم تغطي المحاصيل الإستراتيجية وفي مقدمتها الحنطة، إضافة إلى محاصيل الخضر. وأضاف أن الأمطار التي شهدتها محافظات العراق خلال اليومين الماضيين تباينت بين الغزيرة في الشمال والغرب والمتوسطة إلى المنخفضة في الوسط والجنوب، لكنها «لم ترتقِ بعد إلى مستوى تلبية الري الأول لمحصول الحنطة»، وأسهمت فقط بزيادة بسيطة في الخزين المائي، فيما ما تزال مناسيب دجلة والفرات منخفضة بانتظار إيفاء الجانب التركي بزيادة الإطلاقات. ولفت الجبوري إلى أن الوزارة بدأت بتوزيع بذور الحنطة المدعومة بنسبة 60%، موجهاً دعوة للمزارعين إلى استلام منظومات الري الحديث لزيادة الإنتاج وتقليل الهدر في المياه خلال الموسم الشتوي. وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الموارد المائية أن الموجة المطرية الأولى التي هطلت على البلاد أسهمت في تعزيز الخزين المائي بـ250 مليون متر مكعب. وتزامناً مع إطلاق الخطة الزراعية، انتقد مرصد «العراق الأخضر» المتخصص بشؤون البيئة غياب خطة حكومية واضحة لاستثمار موجة الأمطار الأخيرة، مشيراً إلى أن «ثلاث مسائل يجب أن تُوجَّه إليها الأمطار التي هطلت على غالبية مناطق العراق»، مبيناً أن «خطط وزارة الموارد باستثمار الأمطار غير واضحة لغاية الآن». وأوضح المرصد أن الأمطار التي هطلت يجب أن تُسهم في «معالجة اللسان الملحي في محافظة البصرة، وملء السدود والخزانات والنواظم التي وصلت فيها المياه إلى أقل من 4%، وإنعاش الأهوار التي عانت الأمرين خلال فصل الصيف الماضي وما قبله». وأضاف أن كميات الأمطار التي هطلت مطلع الأسبوع الحالي «زادت قليلاً من مناسيب نهر دجلة التي انخفضت بشكل ملحوظ ومرعب في الآونة الأخيرة»، منبهاً إلى أن «وزارة الموارد المائية لم تفصح لغاية الآن عن استثمارها لهذه الكمية من الأمطار، وما هي الخطط الموضوعة لذلك، وهل زادت نسبة تخزين المياه في السدود والنواظم أو أنها ما تزال كما هي». وأشار المرصد إلى أن «الموجة الثانية من الأمطار ستتأخر بنحو أسبوعين أو ثلاثة، وستكون أقل من الأولى، باستثناء المحافظات الشمالية وواسط التي قد تشهد سيولاً وفيضانات كالتي حصلت خلال الموجة الأولى». وشهدت بغداد وعدداً من المحافظات موجة أمطار غزيرة بدأت منذ يوم الجمعة الماضي، ما أدى إلى غرق الكثير من الطرقات مع بطء في شبكات تصريف المياه نظراً للكميات الكبيرة من الأمطار التي هطلت، فيما تشير توقعات الأنواء الجوية إلى استمرار تأثير المنخفض الجوي خلال اليومين المقبلين.
وتشتد أزمة الجفاف في العراق على نحو غير مسبوق بسبب قلّة هطول الأمطار خلال السنوات الماضية نتيجة التغير المناخي، فضلاً عن تراجع مستويات المياه الواردة عبر نهري دجلة والفرات جراء السياسات المائية لإيران وتركيا، من بينها بناء السدود على المنابع وتحويل مسارات المياه، ما يهدد بوقوع كارثة إنسانية في البلاد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

معامل المثنى احتجاجات عمالية وتحذيرات من تفاقم البطالة
محليات

معامل المثنى احتجاجات عمالية وتحذيرات من تفاقم البطالة

 المثنى / كريم ستار على أطراف محافظة المثنى تمتد معامل كانت يوماً في واجهة الإنتاج الصناعي في العراق، قبل أن تنزاح تدريجياً إلى الهامش تحت وطأة الإهمال وغياب التخطيط وتوقف التمويل وتقادم المكائن....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram