متابعة / المدى
تتواصل الجهود الدبلوماسية الأميركية المكثفة لإعادة مسار السلام إلى السودان، في وقت تشهد فيه البلاد تصاعدًا في وتيرة المعارك، وسط تمسّك قيادة الجيش بخيار مواصلة الحرب.
وخلال زيارة إلى مدينة القطينة بولاية النيل الأبيض، جدّد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان التمسك بالعمليات العسكرية، مؤكدًا أنّ قواته مصممة على الاستمرار حتى «القضاء على قوات الدعم السريع»، وفق تصريحاته. ويزيد هذا الموقف من هشاشة فرص التهدئة، ويضع المدنيين أمام واقع إنساني آخذ في التدهور السريع.
وفي هذا المشهد المأزوم، أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان مسعد بولس، في تصريحات لـ«سكاي نيوز عربية»، أنّ «الهدنة الإنسانية الفورية ليست خيارًا، بل واجبًا أخلاقيًا وإجراءً عاجلًا لا يحتمل التأجيل». وشدّد بولس على رفض أي دور لتنظيم الإخوان أو إيران في مستقبل السودان، مشيرًا إلى أنّ إشراك هذه الأطراف سيطيل أمد الحرب ويعقد المشهد الإقليمي.
وتأتي التحركات الأميركية ضمن إطار الرباعية الدولية التي تعمل على دفع السودان نحو خارطة طريق شاملة تبدأ بوقف إطلاق النار، مرورًا بفتح الممرات الإنسانية، وصولًا إلى استئناف العملية السياسية المؤدية إلى انتقال مدني متوافق عليه. وتؤكد واشنطن أنّ هذه الخارطة تمثل «المسار الوحيد القابل للحياة»، وأن أي بدائل أخرى ستدفع السودان نحو فراغ سياسي مفتوح. ويرى مراقبون أنّ تمسّك الجيش السوداني بمواصلة القتال يثير تساؤلات حول الجهة المسيطرة فعليًا على قرار المؤسسة العسكرية، مؤكدين أن تضارب مراكز النفوذ داخل الجيش، وخشية بعض الدوائر من ترتيبات انتقالية قد تقلص من دور المؤسسة أو تعيد تشكيلها، يزيدان من تعقيد قرار وقف الحرب. وفي سبتمبر الماضي، اقترحت مجموعة الرباعية خطة تتضمن هدنة لمدة ثلاثة أشهر، واستبعاد الحكومة الحالية وقوات الدعم السريع من المشهد السياسي بعد النزاع، وهو بند يرفضه الجيش حتى الآن. وفي مطلع نوفمبر، أعلنت قوات الدعم السريع قبولها بمقترح هدنة إنسانية بعد سيطرتها على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور غرب البلاد.










