متابعة المدى
ضيفت قاعة الجواهري في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، الخميس جلسة بعنوان (تحولات السينما العرافية وجوائز ٢٠٢٥) أقامتها الجمعية العراقية لدعم الثقافة بالتعاون مع الاتحاد، بحضور جمع من النقاد والمهتمين بالشأن السينمائي. وحاضر في الجلسة الناقد السينمائي علاء المفرجي، وأدارها الاعلامي علي حمود الحسن
وأشار مدير الجلسة، إلى أن عمر السينما العراقية يمتد لأكثر من ١٠٣ أعوام، وأنتجت أكثر من ١٠٠ فيلم، رغم أن هذا التاريخ لم يحقق الفارق المرجو، مع وجود تجارب سينمائية جيدة.
ثم تحدث الضيف الناقد علاء المفرجي عن ابرز تحولات السينما العراقية قائلا: تاريخ السينما العراقية طويلٌ قياساً إلى مثيلاتها في باقي دول المنطقة، إذ إنّها لم تبدأ بالإنتاج إلاّ في منتصف أربعينيات القرن العشرين، والإنتاج الأول مُشتركٌ مع مصر. كما لم تستطع، منذ بداية الإنتاج، أن تفرض حضوراً في المشهد السينمائي، أقلّه العربي، إلّا بأفلامٍ روائية لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة.
ورغم تبنّي قطاع الدولة العام مهمّة الإنتاج بدءاً من ستينيات القرن المنصرم حتّى توقّفه في مطلع تسعينياته، لم يستطع أن يساهم في خلق سينما عراقية متقدّمة.
ثم تحدث المفرجي عن الافلام العراقية التي حازت جوائز، وقدمت بذلك انجازا كبيرا، وهو دليل على التطور الذي أصاب هذه السينما، واضاف ان من هذه الأفلام فيلم المخرج عدي رشيد (اناشيد ادم) ، الذي جال في العديد من المهرجانات ومن ضمنها مهرجان بغداد ليتوج بالجوائز.
الفيلم غاص في الموضوع المحلي درجة جعلت المتلقي ينغمس في تفاصيل صنعته، من الخميساث، والشخصيات، وطريقة سرد حكايته، فهذا الفيلم تضمن، ما يتعاطف معه المتلقي، ذلك أنه اقتفى أثر ما يعشه الوطن، وما يقلق إنسانه. حكاية فيلم "أناشيد آدم" تبدأ عام 1946 بموت الجد، ليُجبر الصبي "آدم" شقيقه الأصغر "علي" لحضور غُسل جثمان جدهما،
وتترك رؤية الجثة في الصبي انطباعا قاسيا عليه، والذي يقرر إنه لا يريد أن يكبر، ومنذ تلك اللحظة يتوقف "آدم" عن التّقدم في السن ويقف عند 12 عاماً، بينما يكبر كل من حوله، ويُشيع أهل القرية أن لعنة قد حلت على الصبي. ومنذ ذلك التاريخ يتوقف "آدم" عن التّقدم في العمر ليقف عند عمر 12 عاماً. وكذلك فيلم (كعكة الرئيس) للمخرج حسن هادي الذي نال جائزة مهمة في كان، وهي جائزة أسبوع المخرجين، وهي المرة الأولى التي يعتلي فيها فيلم عراقي منصة كان. يرصد الفيلم سنوات الحصار التي فرضت على العراق في التسعينيات، واستمرت حتى عام 2003، حيث نظام صدام حسين الاستبدادي متمسكًا بالسلطة طوال هذه الفترة القاسية من العقوبات الاقتصادية، وأحيانا القصف الجوي، وهو ما أدى إلى نقص في الغذاء والدواء. بفعل العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة عقب حرب الخليج الثانية، بلدٌ تُقنّن فيه المياه، ويُعاني من شحّ الطعام، فيما يُعتبر الدواء ترفًا بعيدًا.










