TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > مشاريع متوقفة وخدمات مفقودة.. أهالي ديالى يترقبون مستشفى منذ أكثر من عقد!

مشاريع متوقفة وخدمات مفقودة.. أهالي ديالى يترقبون مستشفى منذ أكثر من عقد!

نشر في: 30 نوفمبر, 2025: 12:02 ص

 بغداد – تبارك عبد المجيد

بعد أكثر من عقد على وضع حجر الأساس، لا يزال المستشفى الأسترالي في ديالى واقفًا كنموذج صارخ لمشاريع لم تكتمل، رغم بلوغه أكثر من 80% من الإنجاز. وبين الزيارات المتكررة والوعود الحكومية، ما زال الأهالي ينتظرون فتح أبوابه في ظل ضغط كبير على المستشفيات الحالية.
وفي موازاة ذلك، تواصل وزارة الإعمار والإسكان تنفيذ مشاريع المجاري في بعقوبة والخالص، فيما يؤكد ناشطون أن تعثّر الخدمات في ديالى جزء من أزمة أوسع تعيشها المحافظات العراقية، حيث تتراكم المشاريع المتوقفة وتزداد الحاجة إلى خطط واضحة للنهوض بالبنى التحتية.

مشاريع حيوية متعثّرة!
يقول صالح المصرفي، مراقب للشأن المحلي، إن “مشروع المستشفى الأسترالي في محافظة ديالى ما يزال متعثّرًا منذ سنوات طويلة، رغم أهميته كأحد أكبر المراكز الصحية في المحافظة”. وقال إن أعمال المشروع انطلقت عام 2009، إلا أن الشركة المنفذة انسحبت لاحقًا، ما تسبب بتوقفات متكررة وتأخر كبير في نسب الإنجاز.
وبيّن المصرفي في حديث مع “المدى”، أن نسبة إنجاز الهيكل بلغت 83%، غير أن أعمال الضيافات والأرضيات الخدمية أسفل المبنى لم تُنجز بعد، وهو ما يشكّل عائقًا أمام استكمال المشروع.
وأضاف أن المشروع حظي بزيارات عديدة من رئيس الوزراء ومحافظ ديالى ورئيس مجلس المحافظة، حيث تم تشخيص ضعف وتدنّي وتيرة العمل بشكل واضح.
وأشار إلى أن موعد تشغيل المستشفى كان مقررًا في عام 2028، غير أن ذلك يبدو بعيد المنال ما لم يتم تسريع العمل ودعم المشروع بعدد إضافي من العمال والكوادر الفنية.
وشدد المصرفي على أن أهالي ديالى يترقبون إنجاز المستشفى بفارغ الصبر، نظرًا لمعاناتهم من نقص الخدمات الطبية وارتفاع تكاليف العلاج والعمليات الجراحية في المستشفيات الأهلية، إضافة إلى ما وصفه بـ”فشل واضح وفساد وهدر للمال العام، وتراكم الوعود غير المنجزة” طيلة السنوات الماضية.
المتحدث باسم وزارة الإعمار والإسكان نبيل الصفّار، ذكر أن العمل ما يزال مستمرًا في مشروعي المجاري بمحافظة ديالى، مشيرًا إلى أن نسب الإنجاز فيهما متقدمة وتسير وفق الخطط الموضوعة.
وأوضح الصفّار في حديث خصّ به “المدى”، أن المشروع الأول يشمل تجهيز وتنفيذ وتشغيل وصيانة الأعمال التكميلية لشبكات مياه الأمطار والمياه الثقيلة، إضافة إلى محطات الرفع ومحطة المعالجة في مدينة بعقوبة – المرحلة الثالثة، مبينًا أن هذا المشروع يعدّ من أهم المشاريع الخدمية التي ستسهم في تحسين البنى التحتية داخل مركز المحافظة.
وأضاف أن المشروع الثاني يتضمن تجهيز وتنفيذ وتشغيل وصيانة الأعمال التكميلية لمشروع مجاري شبكات الأمطار وشبكات المياه الثقيلة، فضلًا عن محطات الرفع ومحطة المعالجة في مدينة الخالص، مؤكدًا أن الفرق الهندسية تواصل عملها بوتيرة جيدة بهدف إكمال المشروعين ضمن المدد الزمنية المقررة.
ولفت الصفّار إلى أن الوزارة تضع مشاريع المجاري في ديالى ضمن أولوياتها لما لها من أثر مباشر على تحسين الواقع الخدمي والبيئي في المدن، مبينًا أن إنجاز هذه المشاريع سيسهم في الحدّ من مشاكل الطفوحات ومعالجة مياه الصرف بصورة أفضل.

الشباب تحت وطأة الفقر والبطالة!
من جانبها، أوضحت الناشطة إلهام قدروي، رئيسة منظمة في محافظة ديالى، أن تدهور الخدمات في العراق لا يقتصر على محافظة ديالى فحسب، بل يشمل معظم المحافظات، باستثناء إقليم كردستان الذي يتمتع ببنية تحتية أفضل مقارنة ببقية المناطق.
وقالت قدروي لـ”المدى”، إن سوء الخدمات في المحافظات الوسطى والجنوبية وفي بغداد وديالى أصبح ظاهرة عامة، مشيرةً إلى أن ما يُنجز من مشاريع مثل الجسور والتبليط لا يتجاوز 1% قياسًا بحجم واردات العراق المالية التي تكفي لإدارة ميزانيات دول كبرى. وأكدت أن العراق بلد الخيرات، لكنها ترى أن هذه الخيرات لا تُستثمر لصالح المواطنين.
وتطرقت قدروي إلى أوضاع الشباب، واصفةً إياها بـ”المأساوية” بسبب البطالة وارتفاع معدلات الفقر بينهم، وقالت إن نسبة البطالة والفقر بين الشباب وفقًا لوجهة نظرها “قد تتجاوز 75%”، في ظل غياب فرص العمل وعدم توفر التعيينات، رغم الإمكانات المالية الكبيرة للبلاد.
وانتقدت قدروي الأداء الحكومي، معتبرةً أنه لا وجود لمبدأ “الشخص المناسب في المكان المناسب”، وأن العديد من المناصب تُشغل من قبل أشخاص “لا يمتلكون الاختصاص أو الخبرة”، ما أدى إلى ضعف الإدارة وفشل التخطيط. وأضافت أن التخطيط في العراق “يكاد يكون معدومًا”.
وضربت قدروي مثالًا على سوء التخطيط بمشروع المجاري والتبليط في منطقة كاطون الرحمة التي تسكن فيها، مبينة أن المشروع مستمر منذ أربع أو خمس سنوات، وتعرض للحفر وإعادة الحفر مرات عديدة بسبب غياب التنفيذ الصحيح، مما تسبب بمعاناة مستمرة للأهالي.
وتابعت بالقول إن نسبة الفقر، بحسب لقاءاتها الميدانية ومتابعتها لحالات عديدة عبر المنظمة، “تتجاوز 50%”، مؤكدةً أن ما يشهده الشارع العراقي يتطلب إصلاحات جذرية لتحسين الخدمات وتوفير فرص العيش الكريم للمواطنين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

الجلسة الأولى للبرلمان: الرئاسة والنائب الأول في قلب الخلاف

الجلسة الأولى للبرلمان: الرئاسة والنائب الأول في قلب الخلاف

بغداد/ تميم الحسن تتجه البلاد – على الأرجح – نحو جلسة برلمانية في نهاية الشهر الحالي من دون حسم أيٍّ من الرئاسات الثلاث، في مشهد يعيد إلى الأذهان انسداد عام 2022 حين دخلت العملية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram