المدى/سوزان طاهر
شهدت قرية لاجان في قضاء خبات بمحافظة أربيل توترات أمنية كبيرة، على أثر تظاهرة قام بها أهالي القرية مطالبين بالتعيين في مصفى لاناز النفطي. وينتمي سكان قرية لاجان إلى عشيرة الهركي، إحدى أكبر العشائر الكردية في العراق، وأغلبهم من المسلحين، ودائمًا ما تتجدد الأحداث المسلحة والاشتباكات بين أبناء العشيرة وبين الأجهزة الأمنية.
واتهمت وزارة الداخلية في حكومة إقليم كردستان أطرافًا داخلية وخارجية بأنها تسعى لخلق الفوضى والقيام بأعمالٍ تخريبية في إقليم كردستان، وتحديدًا بمدينة أربيل.
وأعلنت اللجنة الأمنية في أربيل اعتقال ما يُسمّى بالشخص المحرّض على إثارة الفوضى، ويدعى نيجيروان عيسى ميرمسو، بتهمة حيازة الأسلحة واستهداف المؤسسات الاقتصادية، وذلك عقب محاولة هروبه عبر طريق أربيل-كركوك.
وأكدت اللجنة أن جميع الذين تسببوا في زعزعة الاستقرار وارتكاب أعمالٍ تخريبية سيواجهون القانون، وستواصل اللجنة أعمال التحقيق في تفاصيل الجهة التي تقف خلف الأحداث الأخيرة.
وأعلن محافظ أربيل أوميد خوشناو عن انتهاء الاضطرابات الأخيرة في قضاء خبات وتحديدًا في قرية لاجان، وعودة العوائل النازحة.
تضخيم الأحداث
في السياق، أكد عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني وفا محمد كريم أن ما جرى مؤخرًا تم تضخيمه من قبل وسائل الإعلام المغرضة للتغطية على أحداث سياسية وأمنية أكبر. وذكر خلال حديثه لـ(المدى) أن "الحزب الديمقراطي وحكومة الإقليم، والأجهزة الأمنية تعاملوا بحكمة وعقل، وتصدو لكل من يريد زعزعة الأمن والاستقرار في مدينة أربيل".
وأضاف أن "بعض وسائل الإعلام المغرضة صورت أربيل وكأنها مدينة أشباح وفوضى عارمة، لكن الحقيقة هي أن أربيل مدينة هادئة ومستقرة، والناس يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، وقد تمت معالجة ما جرى بحكمة من خلال شيوخ عشيرة الهركية والاستماع لمطالب الأهالي".
الاستماع لمطالب المتظاهرين
من جهة أخرى، أكد هردي سوران أحد وجهاء وشيوخ عشيرة الهركية أنَّه تم الاتفاق مع محافظ أربيل على حل الأزمة والاستماع لمطالب المتظاهرين، وتنفيذ ما يطلبون من قبل حكومة الإقليم.
وأشار خلال حديثه لـ(المدى) إلى أن "الجميع يرفضون الفوضى وإثارة الشغب واستخدام السلاح ضد الأجهزة الأمنية، ونحن نؤمن بالقانون ونرفض التجاوز على أي عنصر أمني، وأمن الإقليم هو مسؤولية الجميع". ونوه إلى أن "التظاهرات كانت سلمية وهدفها حقوق مشروعة ومطالب حق من قبل المواطنين، ولكن جرى تهويلها واستغلالها من قبل جهات سياسية تريد إثارة الفتنة بين عشيرة الهركية والأجهزة الأمنية، وهذا الأمر نرفضه رفضًا قاطعًا".
وكان وجهاء عشيرة الهركية قد خرجوا في مؤتمر صحفي عبروا فيه عن رفضهم لاستخدامهم كمادة إعلامية بإثارة الفوضى في قضاء خبات، مؤكدين دعمهم الكامل للأجهزة الأمنية في التصدي لمحاولات التجاوز على القانون.
وبدأت العوائل النازحة بالعودة إلى منازلها بعد إعلان اللجنة الأمنية عن انتهاء أحداث لاجان في قضاء خبات وعودة الأمن والاستقرار إلى القرية ومناطق القضاء.
وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني قد أصدر بيانًا دعا فيه إلى تجنب إثارة الفتنة واستغلال القضية الأخيرة إعلاميًا، ومن شأن ذلك أن يزيد التوتر ويثير الفوضى، وأن الإجراءات الأخيرة إجراءات أمنية اعتيادية تحدث في كل منطقة وهدفها الحفاظ على القانون. في السياق ذاته، يشير الباحث في الشأن السياسي سامان جلال إلى أن ما جرى في قرية لاجان يعبر عن حاجة فعلية لمواطنين يرغبون في حياة كريمة. وأوضح في حديثه لـ(المدى) أن "على حكومة الإقليم تلبية مطالب المتظاهرين والاستماع لها، لأن هذه التظاهرات قد تتجدد، ولكن في ذات الوقت هناك جهات سياسية وأحزاب أخرى تحاول الاستفادة من أي حدث لمصالحها الخاصة".
وتابع أنه "تم استغلال الأحداث الأخيرة ضد أربيل والحزب الديمقراطي، وأرادت بعض الأحزاب التصعيد في قضية إنسانية وقضية حقوق المواطنين، ومن تظاهروا لم تكن لديهم مطالب سياسية أو هدف إسقاط حكم أو إثارة الفوضى أو التجاوز على القوات الأمنية، إنما كان هدفهم فقط الحصول على فرص العمل في إحدى المصافي النفطية القريبة من قريتهم".










