TOP

جريدة المدى > سياسية > مركز دراسات: إعادة فتح أنبوب جيهان ساعد بإيصال أول شحنة نفط للولايات المتحدة

مركز دراسات: إعادة فتح أنبوب جيهان ساعد بإيصال أول شحنة نفط للولايات المتحدة

يوفّر فرص توسيع استثمارات الشركات العالمية في كردستان

نشر في: 7 ديسمبر, 2025: 12:24 ص

 ترجمة حامد أحمد

أشار تقرير لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إلى أهمية إعادة فتح أنبوب تصدير النفط العراقي التركي جيهان بالنسبة لكردستان والحكومة الاتحادية في بغداد وتركيا أيضًا، مؤكّدًا وصول أول شحنة نفط من الإقليم للولايات المتحدة بتاريخ 24 تشرين الثاني منذ إعادة فتحه في أيلول، ما قد يتيح تسهيل صادرات نفط العراق عبر تركيا إلى الأسواق العالمية ويعزّز فرص توسيع استثمارات شركات النفط العالمية في الإقليم وزيادة التعاون في مجال الطاقة الكهربائية بين بغداد وأربيل.

 

وذكر التقرير، أنه بعد شهرين من إعادة فتح خط أنبوب التصدير العراقي – التركي جيهان، قامت ناقلة نفط محمّلة بخام حقول إقليم كردستان، وأبحرت من ميناء جيهان لتفرغ حمولتها في محطة الميناء النفطي البحري في ولاية لويزيانا، مشيرًا إلى أنه ما كانت لهذه الشحنة أن تتم لولا اتفاق مؤقّت بوساطة أميركية في أيلول/سبتمبر، وافقت بموجبه بغداد وأربيل وشركات النفط العالمية العاملة في الإقليم (IOC) على إعادة فتح خط التصدير جيهان بعد توقّف لأكثر من عامين.
ووازنت الولايات المتحدة بين تشجيع انخراط الشركات الأميركية الكبرى في جنوب العراق ودعم عملها في الإقليم أيضًا، مع تشجيع تركيا والعراق وإقليم كردستان على التوصل إلى تسوية الخلافات بينهم بخصوص الأنبوب. ويشير التقرير إلى ضرورة محافظة المسؤولين الأميركيين على هذا الانخراط الوثيق وذلك لأهمية أن يكون العراق مستقرًا لما يمثّله من مصدر نفطي للأسواق العالمية، وتطلّع الشركات الأميركية إلى توسيع مشاريعها في الإقليم أو العودة لمشاريع التطوير في حقول الجنوب العراقية، كما تمثّل ذلك بصفقة شركة إكسون موبيل الأميركية في العراق.
وفقًا لبيانات نشرتها شركة رصد حركة السوق Kpler، فقد قامت الناقلة Seaways Brazos بتحميل نحو مليون برميل من خام إقليم كردستان في محطة جيهان أواخر تشرين الأول/أكتوبر قبل أن تُبحر إلى لويزيانا. ومن المتوقع، وفقًا للتقرير، تفريغ المزيد من السفن في الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة.
ولجذب المشترين، أفادت تقارير بأن الشركات المصدّرة لنفط إقليم كردستان عبر جيهان قدّمت خصومات كبيرة بعد إعادة فتح الخط، وسرعان ما استؤنفت الصادرات. ووفقًا لـKpler، فإن الشحنات الأولى وُجّهت أساسًا إلى مصافي البحر المتوسط وأوروبا — وهي الوجهات التقليدية لخام شمال العراق قبل إغلاق الخط في آذار/مارس 2023.
مهّد الاتفاق المؤقّت الخاص بخط الأنابيب الطريق لمزيد من المفاوضات بين بغداد وأربيل حول القضية الخلافية المتعلّقة بإنتاج النفط وصادراته من شمال العراق، وكذلك المحادثات بشأن أكثر من مليار دولار من المتأخرات التي تدين بها أربيل للشركات النفطية الدولية. وبما أن النفط يتدفّق مجددًا عبر الخط، فإن شروط اتفاق أيلول/سبتمبر تنصّ على أن تقوم شركة استشارية غربية بإجراء التقييمات اللازمة لحل مدفوعات الشركات. ومن المتوقّع أيضًا أن يخضع الاتفاق لعملية تجديد شهرية بعد 31 كانون الأول/ديسمبر.
تحمل هذه المحادثات والخط نفسه أهمية كبيرة لكلٍّ من أسواق الطاقة العالمية والمصالح الجيوستراتيجية لواشنطن. يبدأ مسار الخط من كركوك خارج إقليم كردستان، ما يمنح «سومو» خيار تصدير نفطٍ عراقي، عدا نفط إقليم كردستان، عبر تركيا كما كان يحدث بكميات كبيرة قبل عام 1990. ويملك خطّا الأنابيب التوأمان طاقةً نظريةً أكبر تقارب 1.5 مليون برميل يوميًا، رغم أن الطاقة الفعلية الحالية أقل بكثير ما لم تُجرَ أعمال تأهيل وتحديث. وعلى أي حال، كلّما كثّفت بغداد استخدام الخط لتصدير النفط من مناطق أخرى من العراق، تعزّزت روابطها الثنائية مع تركيا.

فرص أخرى لاستثمار الطاقة
في الوقت الراهن، يُنتج معظم مورد العراق الآخر البارز — الغاز الطبيعي — بوصفه ناتجًا ثانويًا لإنتاج النفط الخام، ولا سيما في الجنوب. لكن إقليم كردستان غنيٌّ نسبيًا باحتياطيات الغاز غير المصاحِب وبقدرات توليد الكهرباء قياسًا بباقي العراق. ومع تحسّن التفاهم الطاقوي بين بغداد وأربيل، يمكن للشركات الدولية والمستثمرين الآخرين توسيع عملياتهم في الإقليم بما يتيح للأكراد «تصدير» الغاز إلى بقية العراق، مما يُقلّل اعتماد بغداد على إيران ويزيد من التكامل الكهربائي بين الإقليم والحكومة الاتحادية.
وقد تشمل النتائج الإيجابية الأخرى تسويةً ودّية لتداعيات القضية القانونية الدولية التي رفعها العراق ضد تركيا لاستيرادها النفط من الإقليم على مدى العقد الماضي دون إذن بغداد. كما ينبغي للمسؤولين الأميركيين بذل ما في وسعهم لتسهيل نجاح المباحثات العراقية–التركية بشأن اتفاقٍ أوسع لخط الأنابيب.
ويستنتج التقرير أن الضغط الأميركي والأوروبي قد نجح في إجبار تركيا على تقليص وارداتها من الخام الروسي — التي بلغ متوسطها نحو 300 ألف ب/ي خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام — وتنويع مصادرها النفطية. ويمكن لخط الأنابيب العراقي–التركي جيهان أن يقدّم لأنقرة نوعًا مماثلًا من الخام من مصدرٍ قريب وبخصومات محتملة كبيرة.

عن معهد واشنطن للدراسات

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

الفصائلُ تُصعِّد ضد السوداني وتهدد حياة موظفين بعد
سياسية

الفصائلُ تُصعِّد ضد السوداني وتهدد حياة موظفين بعد "خطأ الوقائع"

بغداد/ تميم الحسن تحوّلت ما عُرف بـ"فضيحة الوقائع" إلى منصة للهجوم على رئيس حكومة تصريف الأعمال محمد شياع السوداني، وإلى ذريعةٍ متداولةٍ لمنعه من الترشح لولاية ثانية. واعتبرت فصائلُ مسلّحة وقوى سياسية - بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram