TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > أمطار كردستان تعيد الحياة للسدود والزراعة وترفع الخزين المائي بأكثر من 100 مليون متر مكعب

أمطار كردستان تعيد الحياة للسدود والزراعة وترفع الخزين المائي بأكثر من 100 مليون متر مكعب

عودة الروح للبحيرات والآبار

نشر في: 14 ديسمبر, 2025: 12:03 ص

 السليمانية/ سوزان طاهر

شهد إقليم كردستان خلال الأيام الأخيرة موجة أمطار غزيرة شملت معظم مناطقه، بعد فترة من الجفاف النسبي وقلة الهطولات المطرية. وقد تميزت هذه الموجة بانتظامها واستمرارها لعدة أيام، ما أسهم في إحداث تأثيرات إيجابية ملحوظة على مختلف القطاعات الحيوية في الإقليم.

وأعلنت وزارة الزراعة في حكومة إقليم كردستان أن موجة الأمطار الغزيرة والفيضانات التي شهدها الإقليم خلال اليومين الماضيين أسهمت في زيادة كبيرة بمنسوب المياه في مختلف السدود.
وقالت الوزارة في بيان إنه تم "تخزين أكثر من 100 مليون متر مكعب من المياه في سدّي دوكان ودربنديخان وحدهما"، مشيرة إلى ارتفاع "منسوب المياه في سد دربنديخان بمقدار 1.5 متر، بينما سجّل سد دوكان ارتفاعاً قدره 70 سنتيمتراً".
وأكدت الوزارة "امتلاء جميع السدود الصغيرة ضمن حدود محافظة السليمانية وإدارة كرميان، نتيجة التدفقات المائية الكبيرة".
مستدركة "أما في أربيل، فقد امتلأ سد واحد بالكامل، فيما خزنَت السدود الأخرى كميات جيدة من المياه. وفي محافظة دهوك ارتفع منسوب المياه في السدود أيضاً، لكن بنسب أقل مقارنة بالمناطق الأخرى".
جاء ذلك بالتزامن، مع صدور تقارير عن المؤسسات المحلية في ادارة منطقة "كرميان" المستقلة في اقليم كردستان، حول "إمتلاء ثلاثة سدود في كرميان، وهي: باوشاسوار، وأواسبي، وتواجار، نتيجة الأمطار الغزيرة".

رفع الخزين المائي
وأعلنت مديرية السدود العامة في اقليم كردستان، أن الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال الأيام الثلاثة الماضية أسهمت في رفع الخزين المائي في عدد من السدود الرئيسة والفرعية في محافظات الإقليم.
وقال مدير عام السدود في الإقليم رحمان خاني، إن "سدّي دوكان ودربندخان خزّنا خلال اليومين الماضيين أكثر من 100 مليون متر مكعب من المياه نتيجة تأثير المنخفض الجوي الأخير الذي شهدته مدن الإقليم".
من جهة أخرى يؤكد الخبير في الشأن المائي مريوان محمد إلى أن الأمطار الأخيرة أسهمت برفع منسوب المياه في سد دوكان إلى أكثر من متر ونصف.
ولفت خلال حديثه لـ(المدى) إلى أن "90% من السدود الصغيرة في السليمانية ودهوك أمتلأت بالكامل، أما فيما يخص سدود دوكان ودربنديخان، وسد دهوك، فما يزال الخزين يحتاج لمزيد من المياه".
وأضاف أن "ما يبشر بخير، هو أن إيران وتركيا، تشهد سيولاً وأمطاراً كبيرة، وبالتالي ستضطر لفتح المياه، لتصريفها للدول المجاورة، ومنها العراق، ونتوقع المزيد من السيول خلال الفترة المقبلة".
وكان لموجة الأمطار أثر كبير في إنعاش القطاع الزراعي، إذ ساعدت على ترطيب التربة وتحسين جاهزيتها لزراعة المحاصيل الشتوية، مثل القمح والشعير.

إنعاش الزراعة
ويقول مدير زراعة حلبجة ستار محمود إن موسم الأمطار الحالي، أسهم في إنعاش الخطة الزراعية الشتوية، حيث بدأ المئات من المزارعين، بزراعة محاصيلهم، بعدما أوقفوا ذلك نتيجة الجفاف.
وذكر خلال حديثه لـ (المدى) إلى أنه "نحتاج إلى استمرار الأمطار، على الأقل خلال هذا الشهر لمرتين، حتى تترطب الأرض بشكل كامل، كما أنها تساهم في زيادة مخزون المياه الجوفية بشكل كبير، الأمر الذي يخدم الخطة الزراعية، في الصيف، أو حال تأخرت الأمطار في الشتاء القادم".
وشهد سد كومسبان في محافظة أربيل، وهو ثالث أكبر السدود في إقليم كردستان، ارتفاعاً ملحوظاً في مناسيب المياه عقب الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال الأيام الماضية.
ويُعد السد من أهم المنشآت المائية في الإقليم، إذ تبلغ قدرته الاستيعابية 115 مليون متر مكعب من مياه الأمطار، ما يجعله خزّاناً استراتيجياً يدعم احتياجات المنطقة من المياه ويعزز الخزين المائي للعام الحالي.
وشكلت الأمطار الغزيرة التي استمرت بالتساقط لـ12 ساعة متواصلة، سيولاً جارفة في إقليم كردستان ومناطق من محافظتي كركوك وديالى.
وأكدت وزارة الموارد المائية الاتحادية، أن الأمطار الأخيرة رفعت الخزين المائي وتدعم جهود مواجهة الجفاف، مبينة أن "كل قطرة مطر مهمة لتعويض النقص واستقرار الأمن المائي".

تجاوز الأزمة
وفي هذا السياق يشير الأكاديمي المختص في جامعة السليمانية سيروان خالد إلى أن الأمطار الغزيرة التي حصلت خلال الأيام الأخيرة، أعادت الروح إلى البحيرات والسدود، التي جفت بشكل مثير للخوف.
وأوضح خلال حديثه لـ(المدى) إلى أن "الجفاف أثر على الزراعة والسياحة والثروة الحيوانية بشكل كبير خلال الصيف الماضي، وأغلب البحيرات والسدود جفت، والسدود الرئيسية انخفض مخزونها إلى مستويات قياسية".
ونوه إلى أن "الأمطار الأخيرة، ساهمت بعودة الروح إلى البحيرات والسدود، والآبار، ولكن نحتاج إلى استمرار موسم الأمطار حتى شهر نيسان من العام المقبل، حتى نتمكن من تجاوز أزمة الجفاف بشكل نهائي".
وتابع أنه "ما زلنا في الأيام الأولى من موسم الشتاء، وستكون هناك عدة موجات مطرية قادمة للإقليم والعراق، كما أن الموجات والسيول في دول الجوار، يستفيد منها العراق، ولهذا نتوقع تقلص امتلاء أغلب السدود الرئيسية، خلال شهر الثالث من العام المقبل، ومنها سدود دوكان ودربنديخان، والسدود الأخرى في ديالى وكركوك، ونينوى".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

أزمة الرواتب تتفاقم.. تضارب الأرقام يكشف فجوة مالية خطيرة واعتماداً مقلقاً على النفط

أزمة الرواتب تتفاقم.. تضارب الأرقام يكشف فجوة مالية خطيرة واعتماداً مقلقاً على النفط

بغداد/ يمان الحسناوي يشهد ملف رواتب الموظفين في العراق تباينًا لافتًا في التصريحات بين الجهات الحكومية، في وقت تتزايد فيه مخاوف الشارع من أزمة مالية محتملة قد تؤثر على انتظام صرف الرواتب، وسط ظروف...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram