TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > سيول إيران تجتاح شرقي واسط دون خسائر بعد تمريرها بانتظام إلى دجلة

سيول إيران تجتاح شرقي واسط دون خسائر بعد تمريرها بانتظام إلى دجلة

نشر في: 15 ديسمبر, 2025: 12:02 ص

 واسط / جبار بچاي

شهدت مناطق الشريط الحدودي في محافظة واسط موجة من السيول القادمة من الهضبة الإيرانية بالتزامن مع موجة الأمطار الأخيرة التي ضربت البلاد، ومُرِّرت تلك السيول بشكل منتظم ومسيطر عليه إلى نهر دجلة عبر عدة محاور ومهارب، أهمها مهربا الجباب وأم الجري، إضافة إلى النشامى. ووفق مسؤولين محليين ومختصين في الشأن المائي، فإن أقصى مستوى لكمية السيول المتدفقة بلغ 100 مترٍ مكعب عبر وادي الكلال في قضاء بدرة الذي يعد أكبر الوديان التي تمرر عبرها السيول ويستوعب تمرير موجات فيضانية عالية نحو العمق العراقي لتصل في النهاية إلى نهر دجلة بعد تجمعها في منخفض الشويجة، نحو 10 كيلومترات شرقي الكوت، مركز المحافظة.
وازدادت المطالبات بضرورة إنشاء سدود صغيرة في المناطق الحدودية لحصاد مياه الأمطار والسيول المتدفقة من الجانب الإيراني بعد أن نجحت تجربة الحصاد التي نُفِّذت في تسعينيات القرن الماضي من قبل أحد المزارعين الكبار شمال شرقي ناحية شيخ سعد، واستُخدمت المياه المخزونة في سقي المحاصيل الصيفية ومحاصيل تُزرع لأول مرة هناك، منها الحناء والزيتون.
ويقول قائممقام قضاء بدرة، جعفر عبد الجبار، إن «المناطق الحدودية في القضاء استقبلت موجة من السيول القادمة من المرتفعات الإيرانية بالتزامن مع الأمطار التي شهدتها أرجاء البلاد في الأيام الأخيرة، وبلغ أقصى مستوى لها نحو 100 مترٍ من خلال وادي كلال بدرة».
ونهر الكلال، أو ما يعرف محلياً بـ«كلال بدرة»، نهر كبير مصدره الأراضي الإيرانية، ويغذي مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية والبساتين بالمياه التي يزداد تدفقها خلال فصل الشتاء، وانحسرت مياهه في السنوات الأخيرة بعد قيام الجانب الإيراني بإنشاء سدود هناك، ومنها سد إيلام، أحد المشاريع التي حرمت العراق من حقه في المياه المقررة له بموجب الاتفاقات الدولية.
وأضاف عبد الجبار أن «كمية السيول التي تدفقت نحو القضاء لم تشكل أي تهديد للمدينة أو للمناطق التي تتدفق نحوها في العمق العراقي، وكانت تحت السيطرة التامة، حيث هناك مساحات شاسعة لاستيعابها وتمريرها نحو نهر دجلة عبر تصاريف نهري الجباب وأم الجري شمال ناحية شيخ سعد»، مؤكداً أنها «ساهمت بإرواء مساحات واسعة من الأراضي الزراعية التي لم تحصل على حصة مائية منذ بدء موسم الزراعة الشتوي، مما ساهم بإحياء الآمال عند الفلاحين ومربي الماشية الذين يكثرون في المناطق الحدودية».
من جانبه، ذكر الفلاح سعيد حران من قرية القلمات المحاذية للحدود الإيرانية أن «وادي ترسخ شهد تدفق موجة من السيول القادمة من مرتفعات جبال زاغروس الإيرانية، وتم تمريرها إلى منخفض الشويجة عبر السد الغاطس هناك، وهذه الموجة كانت بسيطة ولم تشكل خطراً على المناطق التي مرت خلالها قبل الوصول إلى الشويجة، بل أنعشتها، خاصة البساتين التي تعاني العطش وشح المياه».
وذكر أن «المناطق الحدودية في ناحية زرباطية التي تتبع قضاء بدرة شهدت تدفق موجات من تلك السيول عبر نهري جزمان وسراق ووادي ترسخ، وكانت غير مؤثرة وحققت ريّة مهمة للأراضي الزراعية في المنطقة التي تعاني شحاً في مياه السقي»، مؤكداً «وجود حاجة ماسة لإنشاء سدود لحصاد مياه الأمطار والسيول والاستفادة منها صيفاً على غرار ما تم تنفيذه من قبل أحد المزارعين في تسعينيات القرن الماضي في ناحية شيخ سعد».
من جانبه، قال مدير ناحية شيخ سعد، أحمد طارق الهماش، إن «المناطق الحدودية في الناحية، ابتداءً من محور الشهابي وغريبة ومنطقة خزينه، شهدت تدفق موجات من السيول الإيرانية بتصاريف مختلفة تبعاً لشدة الأمطار في المناطق الحدودية».
وأضاف: «كنا نراقب تلك السيول بدقة كما كانت هناك مشاركة لمحافظ واسط بالحضور ميدانياً إلى مناطق تدفق السيول وتعزيز الناحية بالآليات التخصصية لفتح المنافذ المغلقة والأنهار التي تعرضت أكتافها للانهيارات سابقاً».
وذكر أن «هذه الموجة من السيول تحصل لأول مرة في موسم الشتاء الحالي وكانت تحت السيطرة، وقد مُرِّرت إلى نهر دجلة بسهولة كونها سيولاً بسيطة ولم تُقارن بما حصل في السنوات السابقة، حيث اجتاحت السيول مناطق وقرى بأكملها وأخذت تهدد الطريق العام كوت–ميسان لولا الجهد الكبير لتصريفها إلى دجلة».
وطالب الهماش الحكومة الاتحادية ووزارة الموارد المائية «بضرورة إنشاء سدود صغيرة في المناطق الحدودية لحصاد مياه الأمطار والسيول ووضعها تحت السيطرة لغرض الاستفادة منها في أوقات الشحّة».
ويقول مستشار محافظ واسط لشؤون الموارد المائية، علي حسين حاجم، إن «مياه السيول التي تدفقت مؤخراً باتجاه محافظة واسط خفيفة مقارنة بما حصل في السنوات الماضية، ومسيطر عليها تماماً ولا تشكل أي تهديد على جميع المستويات».
وأضاف: «ينبغي على الحكومة التفكير جدياً بكيفية الاستفادة من تلك السيول من خلال إنشاء سدود في المناطق الحدودية وإقامة منشآت تحكم وتوزيع منتظمة ومحسوبة علمياً، وبذلك يمكن الاستغناء عن مياه نهر دجلة لسقي الأراضي هناك».
ويذكر أن حوالي 80 بالمئة من الأراضي الزراعية والبساتين في المناطق الحدودية مع إيران تعاني الجفاف نتيجة قطع مياه نهر الكلال من قبل الجانب الإيراني عبر إنشاء سدود خزنية كبيرة للمياه هناك، ما أدى إلى تراجع المساحات الزراعية وهجرة عدد كبير من الفلاحين نحو المدن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

سباق محتدم: مفاوضات صعبة لتحديد رئيس البرلمان القادم

سباق محتدم: مفاوضات صعبة لتحديد رئيس البرلمان القادم

بغداد/ تميم الحسن يقترب ما بات يُعرف بـ«الإطار السني» من لحظة اختيار رئيس جديد للبرلمان. لكن الإعلان، على ما يبدو، لن يكون وشيكًا، إذ ما زال مرهونًا بموافقة بقية المكونات وشبكة تفاهمات أعقد مما...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram